استطلاع / أسماء البزاز
الاكاديمي الدكتور أحمد الأشول – جامعة اقرأ يقول: إن الهوية الإيمانية كانت قد أخذت في التلاشي وفق رغبة الوصاية الخارجية وارتضاء النافذين في الداخل بطمس الهوية لدرجة تعديل المناهج الدراسية في سفارة الشيطان الأكبر بصنعاء ، كما عليه حال مختلف العواصم العربية ومعظم العواصم الإسلامية .فقبل ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م لم يكن مفهوم الهوية الإيمانية مطروحًا ، ولا مطروقًا على نحو يشد الناس إلى أهميته لولا أن قيض الله أعلام الهدى بظهور الدعوة مجددًا على يد السيد الحسين بن بدر الدين الحوثي ، مطلق الصرخة المدوية من جبال مران ، ليدفع روحه الطاهرة ثمنًا لمشروعه القرآني الإيماني .
واستطرد قائلا : وإلا ما كان يُطرح على استحياء من ترديد بعض الأحاديث النبوية في الخطب المنبرية، لكن دونما تحفيز للمجتمع على ضرورة إذكاء الهوية الإيمانية وإعادة استحضارها، كميراث تركه لنا أولئك الميامين منذ فجر الإسلام ؛ مَن آووا ونصروا رسول الله صلى الله وسلم عليه وعلى آله، إنهم الأوس والخزرج ؛ فلما أرسَلَ المبعوث رحمة للعالمين، صلوات ربي عليه وآله عليًّا عليه السلام إلى اليمن ، وتصادف ذلك الظرف أول جمعةٍ من شهر رجب ذلك العام . وبمجرد أن أبلغهم عليٌّ عليه السلام وقرأ عليهم رسالة نبيهم ورغبته في إسلامهم ، دخل أهل اليمن جميعهم في الإسلام ، فلما علم النبي عليه وعلى آله الصلاة والسلام سجد شكرًا لله تعالى . وقيل بأنهم المعنيون في جزءٍ من ما ورد في سورة النصر إلى جانب نصر الله تعالى وفتحه مكة على نبيه، ألا وهو الجزء المعني بدخول الناس فى الإسلام أفواجًا ؛ يؤيد هذا قوله صلى الله عليه وآله ، قوله : ” أتاكم أهل اليمن هم أرق قلوبًا وألين أفئدة ، الإيمانٍ ويمانٍ والحكمة يمانية ” .
وأوضح الأشول : إنه ومنذ ذلك التاريخ واليمنيون متمسكون بهويتهم الإيمانية وبحبهم للنبي وآل بيته وفى مقدمتهم عليٌّ ، الذي إنما أرسله رسول الله إليهم إلا لحرصه على دعوتهم وعلمه باستجابتهم ؛ فقد فطنوا وهم الموسومون بالحكمة بأنه أرسل إليهم وصيّه وأقرب الناس إليه ، نظرًا لمنزلة اليمنيين عند نبيهم صفوة الخلق أجمعين وسيد المرسلين .وما أشبه الليلة بالبارحة ، فهاهم أبناء الحكمة اليمانية يعاودون الكرة فيجددون العهد والولاء والاستجابة لذات الامتداد للدعوة وصاحبها، وفى ذريته من آل بيته .
وتابع متسائلا : أليسما أولئك الأجداد الأفذاذ هم من آووا ونصروا ووقفوا مع الإمام علي في مقارعته للباغين والناكثين ؟ وهم كذلك من آزروا الحسين في كربلاء ، وفى سواها من الشدائد التي لا غنى لمجابهتها من سيوفهم وهاماتهم . واليوم أليسوا هم من قهروا تحالف دول عدوان الكون بأسره ، وأخذوا يفرضون الشروط على الأشرار ؟ وإلى قيام الساعة بإذن الله ؛ فأولو القوة والبأس الشهيد هم من التصق بهم الإيمان ، وهم ذوو الهوية الإيمانية – بل هم الإيمان ذاته – وطالما الإيمان يمني ؛ فلا خيار أمام أهل الإيمان والحكمة إلا أن يكونوا في مقدمة المنافحين عن هويتهم . وبالمقابل ، فلا مناص كذلك من أن يتكالب عليهم الأشرار بين الحقبة والأخرى – وفى عصرنا تحديدًا – بقيادة الشيطان الأكبر الذي تمثله الولايات المتحدة ، ومن يدور في فلكها من الأعراب والأغراب .
تحديات
وتطرق الأشول عن المخاطر الحرب الناعمة التي تستهدف الهوية الإيمانية فقال : فلعل في ما سلف يغنينا عن قدر كبير من ما يتصل بالحرب الناعمة ؛ ذلك أنها ترتبت على هزيمة مشروع تحالف دول العدوان العسكري ، فلجأوا إلى أسلوب الحرب الناعمة الرديفة للعسكرية وربما تكون أخطر من الخشنة ؛ غير أن إدراكها مبكرًا من قبل الإختصاصيين أمكن تطويقها بكشف مراميها وأساليبها وما الذي تستهدفه أو توده أن ينتج عنها ، كل هذا تم تحليله وتشخيصه ، ومن ثم جرى توجيه المجتمع إلى أخذ الحيطة والحذر منه .
وأضاف : حتى الهدنة تم التنبيه إلى أنها قد تكون منساقة ومتسقة مع هذه الحرب الناعمة . وبحمده تعالى ، فإن الجهود أثمرت والثمار أينعت وفطن عامة الناس وبالذات من لم يكونوا على وعي كافٍ بها . والفضل بعد الله في القيادة الثورية القرآنية التي ما فتئت تزن كل الأمور وتوليها حقها وقدرها من ما يتطلبه الحفاظ على هوية شعبنا الإيمانية والحفاظ على لحمته التي يود تحالف العدوان خلخلتها ، ولكن هيهات أنّٰى لهم ذلك وثقتنا في الله عظيمة وفق الهوية التي تعي قول الله عز وجل : ” إنهم يكيدون كيدًا وأكيد كيدًا فمهل الكافرين أمهلهم رويدًا ” .
العودة الصادقة
الناشط الثقافي مطهر شرف الدين يقول: ونحن نواجه هجمةً ثقافية غربية تستهدف المجتمع المسلم ككل عبر الفضائيات والشبكات ووسائل التواصل الاجتماعي ينبغي إزاء ذلك أن تسعى كل شرائح المجتمع، وفي مقدمتهم أولياء الأمور وأرباب الأسر وكذلك المسؤولون المعنيون في الدولة أن يتنبهوا لتلك المخاطر الدخيلة على المسلمين والتي لا تمت للدين ولا للأخلاق والقيم بأي صلة ، فقد أصبحت وللأسف الشديد الكثير من المجتمعات العربية وبالذات الخليجية مبتعدة تماماً عن الثقافة الإسلامية والقيم الإيمانية الأصيلة، فنراهم اليوم في وضعٍ منحل ومبتذل أخلاقياً وانعدمت منهم مشاعر الحمية والغيرة على الدين والأخلاق، وليس بعيداً عنا ما يحصل عند الكثير من الأنظمة والمجتمعات من أعياد الشياطين وما فيها من مظاهر غريبة ومستنكرة وشاذة طغت على أمزجتهم وأفكارهم وتوجهاتهم وانحرفت بهم عن الفطرة السليمة التي لا تقبل ولا تنسجم مع تلك الممارسات والثقافات .
نتائج الارتباط
وبين شرف الدين : إن مما يجب أن نسعى إليه بشكل حثيث هو التمسك بالدين والتعاليم الإسلامية والارتباط بالهوية الإيمانية والتذكير بعطاء الله والأجر والفوز العظيم الذي أعده الله لعباده المؤمنين الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويطيعون الله ورسوله، وتربية الجيل الناشئ على التحلي بالقيم وضرورة استشعار المسؤولية والرقابة الأسرية والمجتمعية في أوساط أجيالنا وأبنائنا، وأن نظل دائماً في حراك مستمر ومواكبة لكل ما يسعى للنيل من الدين الإسلامي ويدمر الأخلاق
وتابع : إن مما يجب العمل به أيضاً أن نقيم المناسبات والفعاليات وأن يكون لها حضور قوي لدى المجتمع، لأنها تذكرنا بنعمة الهداية والاستقامة وآثار العمل بها، وفي المقابل تذكرنا بعواقب ترك الارتباط بالدين الإسلامي وتعاليمه الابتعاد عن الهداية والمتمثلة في العصيان والانحراف عن منهج الله القويم والوقوع في مستنقع المفاسد والرذائل .
ثورة فكرية
الحقوقية أمة الملك الخاشب تقول من جانبها : الهوية الإيمانية للشعب اليمني متميزة عن بقية الشعوب لأن عنوان هذه الهوية هو شهادة من سيد الخلق اجمعين صلوات الله عليه وآله، عندما وصف أهل اليمن بالحكمة والإيمان، ووصفهم بالألين قلوبا والأرق أفئدة. ولم يصف رسول الله أي قوم مثلما وصف اليمانيين الأنصار من نصروا الرسالة في مهد ظهورها ونصروا نبيهم واستقبلوه فرحين مهللين في الوقت الذي طرده فيه أهل مكة
وقالت الخاشب : علموا على يد الأمام علي عليه السلام واسلموا وبادلوا الوفاء بالوفاء وظلوا مناصرين للنبي وعترته عبر الأجيال، وأصبح الموروث الثقافي المتوارث جيلا بعد جيل هو الارتباط النبي واله الذين هم الطريق الصحيح لكتاب الله وهداه. ولذل فإننا شعب الإيمان شعب يحافظ على هويته الإيمانية اليمانية، كنا الشعب الذي استطاع مواجهة الطواغيت من كل الأجناس .
وتابعت : شنوا عدواناً دون مبرر على شعب الإيمان الذي استعاد هويته وتاريخه وأمجاده التي غربت عنه فترة من الزمن بسبب الأنظمة العميلة الفاسدة التي حكمت اليمن ٤ عقود من الزمن كانت ثمرتها تغريب وتجريف للهوية والتاريخ فاندثر الاحتفال بجمعة رجب بسبب الثقافات الوهابية، واندثر الاحتفال بالمولد النبوي وغيره وعيد الولاية وغيره من المناسبات التي كانت من عمق وتاريخ وامتداد الشعب اليمني
الحرب الناعمة
وبينت الخاشب أن الحرب الناعمة مجالاتها كثيرة وليست مقصورة على الحرب الأخلاقية فكل الثقافات والشائعات التي فيها محاولة استهداف القيادة وتشويهها وخلخلة الصفوف وأثارة النعرات وكل الثقافات المغلوطة والتشويه بالتاريخ ومحاولة إخفائه كل هذا حرب ناعمة استطاعت ثورة ٢١ سبتمبر القضاء عليها ورفع مستوى الوعي الشعبي في كل المجالات، ليكون الشعب متحصنا واعيا بمخططات العدو وحذرا في التعامل معه، وكل هذا من خلال منهج القرآن الكريم الذي فسرته وترجمته محاضرات الشهيد القائد الحسين بن بدر الدين الحوثي -رضوان الله عليه- الذي فجر شرارة الثورة الفكرية الثقافية التي لقفكت ما يأفكون وما أفكوا من ضلال وبهتان خلال العقود الماضية
مبينة أن حربهم الناعمة مستمرة ومواجهتها مستمرة بتكثيف الوعي المجتمعي وتعزيز ارتباط الشعب بهدى الله عبر السيد القائد العلم المربي النبراس المعلم المرشد السيد عبدالملك بن بدر الدين حفظه الله.
الثقافة القرآنية
الكاتب نبيل علي الهادي يستهل حديثه معنا بالقول:
في الحقيقة لا يمكن أن نستشرف المستقبل بالشكل الذي ذهب إليه الشهيد القائد/ حسين بدر الدين الحوثي ، إلا إذا سعينا بكل جدية في فهم واستيعاب ما هي الهندسة الثقافية بمفهومها العلمي الدقيق. وإذا اردنا ان نعرف الهندسة الثقافية فيمكننا القول: ان الهندسة الثقافة هي القدرة على استيعاب تفاصيل الوجود وطبيعة الخلق والتكوين، شكلاً ومضموناً استناداً لقوله تعالى: ((الٓر كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آَيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِنْ لَدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ)) سورة هود- آية (1).
وتابع قائلا : حين يقول الله فُصلت آياته أي أن الله يحدثنا بشكل دقيق أن الكون والوجود كله قد تم نسجه بشكل دقيق من الذرة إلى المجرة، والتفصيل يعني انه لا يوجد هناك في هذا الكون خيط زائد ونحن ندرك معنى كلمة تفصيل. أي انه اخذ مقاسات كل شيء في الكون، بل أن الله رسم شكل الكون وصوره في احسن صورة وهنا تجسد شكل الكون، ثم اعطى في نفس اللحظة من الخلق والتكوين كل شيء مقاسه وحجمه ولونه وصورته ومشاعره وهنا تجسد المضمون.
وأضاف الهادي : هكذا يتحدث الله عن هذا العلم الجديد الذي يجب أن يكون من نصيب رواد الثقافة القرآنية ما يعرف “بالهندسة الثقافية” وهذا تخصص علمي جديد، لا يوجد في العالم إلا في بريطانيا وإسرائيل، وقد اخذوه من تعاليم القرآن الكريم، وليس هذا العلم عند جميع الناس بل انه لا يوجد هذا التخصص إلا عند نخبة المشرعين للماسونية العالمية. وهم عبارة عن مجموعة من الناس المعنيين بتوسيع الفكر الشيطاني، وهم أيضاً يتلقون تعليماتهم ودروسهم من ابليس مباشرة، لأن هذا العلم هو من علم الله تعالى، إلا أن الشياطين من الانس والجن يحاولون أن يستأثروا به، ولا يعلمونه إلا للخاصة من اتباعهم.
وتابع : يجب علينا في اليمن ثم يجب ثم يجب أن يفتح هذا التخصص في اليمن في اسرع وقت ممكن لنخبة المفكرين المعنيين بالثقافة القرآنية. وذلك بحكم أننا الدولة الوحيدة في العالم التي تتبنى مشروع الثقافة القرآنية كأساس مهم الستقامة الحضارة وإقامة الحياة، وبناء الدولة، وتربط مصير الأمة بتلك الثقافة.
وأضاف متسائلا : لماذا أقول يجب على اليمن لأنها رائدة فكرة مشروع المسيرة القرآنية ومستحيل أن يأتي هذا العلم من غير الذين لا ينتهجون القرآن الكريم ويعتبرونه أساس بناء الدولة العظيمة.
مبينا أن الماسونية العالمية هي تتبنى هذه الفكرة لكنها تعبث بهذا العلم وتستحوذ على عقول الناس عبر هذا التخصص في الهندسة الثقافية ، وقد انشأت اكبر منظمة في العلم تتبنى هذا التخصص وهي منظمة اليونسكو الثقافية أي المعنية بتشكيل الهوية البشرية على الأرض والهندسة الثقافية علم قائم بذاته، وهو نادر جداً في العالم، يسعى هذا التخصص إلى السيطرة على منابع الطاقة البشرية والتحكم بعقول الناس، ومن ثم العمل على إعادة توجيهها بطريقة علمية تعزز القوة الايمانية للشعوب والمجتمعات، ومن يكون له السبق في هذا العلم سيتحكم بثقافة العالم.
وقال إن هذه الهندسة الثقافية القرآنية تعتبر هي الفكر المضاد لتدمير المخطاطات الشيطانية التي تتبناها بريطانيا وأمريكا وإسرائيل، لأن الهدف من تأسيس هذا التخصص تفعيل دور الثقافة القرآنية بطريقة علمية راقية، من أجل أن نتمكن من التعرف على كيفية التعامل مع الدماغ البشري، بمنظور علمي دقيق، وكيف نسرب الثقافة القرآنية بهدوء وبأسلوب علمي متطور، رقٍ وجذاب، وهذا يأتي ضمن الادراك في كيفية برمجة الخلايا العصبية بعلوم الإيمان.
كما ان هذه الثقافة تهتم بتشريح دماغ الانسان ودراسة وظائف جميع الخلايا في جسم الإنسان، ومعرفة مميزات كل خلية و طريقة عملها وفهم كيفية توظيفها، ومن ثم تسييرها بما يخدم الحياة الطبيعية وتحقيق الاستخلاف الرباني على الأرض.
تعزيز الروابط
ومضى: كما أن هذا العلم يسعى لبناء علاقات اجتماعية ايمانية أصيلة، ويعزز الروابط الثقافية بين الريف والمدينة، ويجعل للقبيلة لها دوراً كبيرا في بناء الدولة ذات الهوية الأصيلة، ما لم سنعاني الكثير جداً في نشر الثقافة القرآنية، بل إننا سنسير بحركات بطيئة جداً ، فليس الخلل في الثقافة القرآنية وما تطرحه القيادة، بل الخلل أن الكثير من ادمغة البشر في اليمن والعالم قد تم برمجتها بطريقه ذكية عبر الماسونية العالمية، وخصوصاً الناس الذين يعيشون في المدن. كما أن الناس الذين في الأرياف هم أبسط الناس واسرع الناس للقبول بتلك البرمجة وهذا خطير جداً لأن الإنسان الفطري يسهل برمجته بسرعة، لأن لديه رغبات يتطلع بها نحو الأشياء المادية اكثر ممن هم في المدينة.
وتابع : ونحن بفضل الله رب العالمين في مركزنا الثقافي، مستعدون لتأسيس هذا التخصص العلمي بالشكل المناسب، وبالإمكانيات المتاحة، من أجل يكون لدينا أجيال من المجاهدين الذين يمتلكون عمق ثقافياً مبنياً على الفطرة القوية السليمة، والتي تلين الحديد ولا يلينوا لما هو غريب عن دينهم.
صمام أمان
القاضي محمد الباشق يقول من جانبه : ما من أمة من الأمم إلا ولها هوية تعتز بها وتحافظ عليها، فهناك هوية الجنس والعنصر وهناك هوية التاريخ والإرث الحضاري . والهوية تعني ماهية الشي أي حقيقته واصله، فحقيقة الشعب اليمني الإيمان ولذا نجد أن جذور هذا الشعب التاريخية ليست عبادة أوثان ولا همجية وطغيان، وإنما توحيد لله وإيمان برسله، لذا فإن هذا الشعب الذي شرفنا الله بالانتماء اليه هو الشعب الوحيد “`علئ“` وجه الأرض الذي يحتفي ويحتفل بعيد إسلامه.
وأضاف الباشق : ففي الوقت الذي تجوب فيه سرايا المسلمين ربوع الجزيرة العربية دفعا لشر قريش واليهود وأعراب نجد كان أبناء اليمن، سواء من هم في المدينة من أوس وخزرج، ينصرون الله ورسوله ويحبون من هاجر اليهم ويؤثرون على انفسهم كما اثنى الله عليهم بهذه الصفات في كتابه وكان إخوانهم المقيمين في اليمن يسارعون للدخول في دين الله أفواجا، لذا فإن تعزيز الهوية الإيمانية تحصين للأمة اليمنية المؤمنة من أخطار فيروسات وأوبئة الحرب الأخلاقية، لأن من تمسك بالهوية الإيمانية نجا من أهواء الارتزاق ومن عبودية الشهوات، ومن اتباع خطوات الشيطان ولن نجد صمام أمان أمام الحرب الناعمة كالهوية الإيمانية.
ضمانات المواجهة :
من جانبها تقول الإعلامية أمل فيصل الحوثي : إن الهوية الإيمانية لها تأثير إيجابي في بناء النفس البشرية وتهذيبها والارتقاء بها إلى مستويات تؤهلها للارتباط الوثيق بدينها وقيمها .فقد ورد عنها إشارات مهمة تجعل اليمنيين يعتزون بهذه الهوية إسلاميا، حيث نزلت آيات عديدة تثني على أهل اليمن، وأعمالهم التي سبقوا بها في الإسلام.
وتابعت : كما وردت أحاديث كثيرة تأكيدا لصدق إيمانهم وحكمتهم وأنهم أهل الإيمان، والفقه، الحكمة، رقة القلوب، لين الأفئدة، ونصرة الدين والمستضعفين. وهنا تمثل الهُوِيَّة الإيمانية الانتماء الحقيقي للإيمان من مبادئ، وقيم، وأخلاق، والتزامات، ومفاهيم تَنزِل إلى واقع الحياة، وتُبْنَى عليها الحياة، وهي مواقف، وسلوكيات، وأعمال، ومسار ومشروع حياة.
موضحة أن أهمية الهُوِيَّة الإيمانية اليمانية كبيرة ، فهي تشكل هُوِيَّة استثنائية من بين الهويات العالمية، كونها إسلامية، وجاءت مباشَرة من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، لذلك يجب مواجهة التهديد الأخلاقي الذي يستهدف هوية الشعب اليمني والمتمثل في السعي لضرب الشعب في أخلاقه وعفته وطهارته. والتغرير بشبابنا وشاباتنا بتقديم لهم نماذج غربية منفلته، لا تحكمها ضوابط ولا أخلاق. وهذا من أخطر أنواع الاستهداف لنا في هويتنا الإيمانية من خلال الحرب الناعمة المتعددة والمتنوعة سواء ما كان منها في جانب التضليل الفكري والثقافي أو جانب الفساد الأخلاقي.
وقالت الحوثي أن تمسكنا بهويتنا الإيمانية يعد من أهم الضمانات التي ستعيننا على مواجهة هذه الحرب الشيطانية بمختلف أشكالها.
التربوية تهاني محمد يوسف شماخ – وزارة التربية قالت أن الحرب الناعمة سلاح خطير يفتك بالهوية الإيمانية وهو مصطلح كبير جدا يتضمن محاربة ومسخ المبادئ الإلهية الحنيفة والقيم الإنسانية العليا والأخلاق المحمدية الحميدة
فهو لا يقتصر على نشر الرذيلة والفساد والانحراف الأخلاقي ، فهذا مجال واحد من مجالات الحرب الناعمة فهي حرب شيطانية يسعى فيها أعدائنا اليهود والذين اشركوا
إلى إفساد ومسخ الفطرة الإنسانية السليمة بالذات فطرة الشعب اليمني، في كل مجالاتها وتفصيلاتها العقائدي ,الايماني , التربوي, الأخلاقي , النفسي, الروحي الاجتماعي, الاقتصادي, السياسي, وكل تفاصيل الحياة
وتابعت : وللأسف انهم وصلوا إلى مستويات عالية في تحقيق أهدافهم الشيطانية من تضليل وتحريف وإفساد وانحراف وانحلال، في ضرب الفطرة الإنسانية السليمة بكل ما تحمله من مبادئ الهية وقيم إنسانية راقية ومُثل عليا في اغلب المجتمعات والشعوب العربية والإسلامية، ولهذا يبرز بشكل جلي أهمية تعزيز الهوية الإيمانية التي بفضل الله ورعايته، يتميز بها اليمنيون وبحب الرسول الأكرم سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
عمل وسلوك
وقالت شماخ : إن للشعب اليمني ذلك الانتماء الايماني الصادق الذي تجلت مظاهره في الجانب العبادي والجانب المعاملاتي والجانب النفسي والجانب العقلي( الوعي) والجانب الروحي ، فالإيمان مبادئ, قيم, أخلاق, أقوال, أعمال, سلوكيات, تصرفات, مواقف ، الإيمان منظومة حياة متكاملة وهذا ما ادركه ووعاه اليمنيون
فجسدوه وطبقوه بروحيته العالية في كل تفاصيل حياتهم، ففطرتهم السليمة دفعتهم إلى النور والبصيرة والإيمان والخير طواعية دون إجبار أو عصا غليظة أو ضغوط بل بحب وتعلق وبكل رغبة في الخير، وهذا ما نجده في أجيالنا، فهي تقبل على النور والهداية والخير وتتعلق به اسرع من التعلق بالباطل .
مبينة أنه يجب أن نوظف هذه الفطرة الموجودة في أبنائنا وبناتنا توظيف صحيح وسليم لننقذهم من قوى الشر وحربها في الدنيا والآخرة ونشدهم بالأساليب المناسبة والمتنوعة للالتزام بالمبادئ الإسلامية التزام عملي سلوكي يوصلهم للسعادة في الدنيا والأخرة .
الجوهر الحصين
الكاتبة خولة المقدمي تقول من جانبها : من المهم جداً ترسيخ الهوية الإيمانية وتعزيز القيم والأخلاق والمبادئ التي تقوم على الإيمان لأنه لا قيمة للإنسان إلا بهويته أو يصبح إنسان تائها ضائعا متخبط متشتت لا قيمة له في شيء وإذا خسر ذلك خسر كل شيء خصوصاً في مثل هذا الوقت الذي نواجه فيه الحرب الناعمة التي يركز العدو من خلالها بشكل كبير على مسخ الهوية الإيمانية للشعب بشتى الطرق والأساليب الشيطانية ليتجرد الإنسان من إنسانيته ومن القيمة الجوهرية له ليصبح إنسانا مستعبداً مستضعفاً مستحقراً ويعيش حالة الذل والخزي والعبودية ليسهل للعدو السيطرة والاحتلال للأرض والاستباحة للعرض ..
وأضافت: من المهم التحصن بالوعي والثقافة القرآنية والتمسك بالهوية الإيمانية والحفاظ على المبادئ والقيم الإيمانية العظيمة التي تحفظ لنا العزة والكرامة والجوهر الأخلاقي والقيمي الذي يسمو بالإنسان في الدنيا والآخرة.