استشهاد وإصابة 8159 طفلاً وتدمير وتضرر 3500 مدرسة خلال ثماني سنوات من العدوان

أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة يواصلون الصمود في مدارسهم رغم أنف العدوان

 

 مدير مكتب التربية في مديرية شعوب بأمانة العاصمة لـ«الثورة»:
يأتي الفضل في استمرار العملية التعليمية رغم العدوان وانقطاع المرتبات بعد الله تعالى لكل الشرفاء من التربويين الصامدين
قرار الاختبارات الموحدة أحدث حراكاً تربوياً وتعليمياً غير عادي واهتماماً من قبل الجميع الطالب وولي الأمر بل أصبح مقياساً للميدان التربوي

الثورة  / منصور شايع

كان قطاع التعليم ضمن الأهداف الاستراتيجية ذات الأولوية لدول تحالف العدوان السعودي الأمريكي على بلادنا ذلك أنّ آثار استهدافه لا تقف عند حدود اللحظة بل تتعداها إلى أجيالٍ متعاقبة واستهدافه يعد ضربة قاصمة تُحدِثُ شرخاً عميقاً في أساس المجتمع .

حيث كشف تقرير لمنظمة انتصاف للمرأة والطفل صدر يوم 24 يناير الجاري بمناسبة اليوم العالمي للمعلم أن أكثر من 6 ملايين طالب وطالبة يعانون من انهيار نظام التعليم في اليمن نتيجة العدوان والحصار كما أسفرت الغارات الجوية عن تدمير وتضرر 3500 مدرسة، واستشهاد وإصابة أكثر من 8159 طفلاً، في مختلف المحافظات اليمنية منذ ثماني سنوات بسبب غارات العدوان، عدد الشهداء منهم 3883 طفلاً.

وتم تسجيل أكثر من 5000 طالب ومعلم وأكاديمي تعرضوا للإصابات والقتل والأذى في هجمات مباشرة على التعليم باليمن وتضرر حوالي 171 ألفاً و600 معلم ومعلمة بسبب انقطاع المرتبات منذ العام 2016م .

فيما سجلت الخسائر المادية بحسب تقديرات وزارة التربية والتعليم بحكومة الإنقاذ تكلفة الخسائر المباشرة للأضرار التي لحقت بقطاع التربية والتعليم خلال فترة العدوان بأكثر من 3 تريليونات ريال وإجمالي تكلفة الخسائر والأضرار المادية التي لحقت بقطاع التعليم جراء استمرار استهداف العدوان للمدارس والمنشآت التعليمية 6٫118٫000٫000 ريال، ومع ذلك لا تزال المؤسسات التعليمية مستمرة في أداء رسالتها رغم استمرار العدوان والحصار واستمرار انقطاع المرتبات في محاولة عبثية للعدوان لشل حركة العملية التعليمية والتربوية ورغم شحة الإمكانيات وعدم توافر حتى الحد الأدنى منها.

تحد وإصرار على استمرار التعليم

ولمزيد من التوضيح عن السر الكامن وراء ذلك التحدي واستمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي رغم تلك الخسائر والأضرار التي ألحقها العدوان خلال ثمانية أعوام من القتل والتدمير الممنهج لهذا القطاع، أكد الأستاذ عبد الرحمن الفصيح مدير مكتب التربية والتعليم بمديرية شعوب بأمانة العاصمة أن استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي يأتي أولاً بفضل الله تعالى ثم بفضل كل الشرفاء التربويين من إداريين وموجهين ومعلمين الصامدين في وجه العدوان في الجبهة التربوية والتعليمية والدليل على ذلك ما يلمسه الجميع من نشاط وحركة تعليمية مستمرة وحراك في الميدان التربوي وعملا بالأمانة الملقاة على عاتق التربويين في تأدية رسالتهم .

مشيرا في تصريح لـ«الثورة» إلى أنه تم توفير جميع المعلمين والمعلمات في مختلف التخصصات رغم انقطاع البعض منهم عن العمل ولم يستطيعوا الحضور لظروفهم الخاصة تم استبدالهم بمتطوعين مؤهلين وبنفس التخصصات المطلوبة في الميدان من أجل استمرار العملية التعليمية بشكل طبيعي .

مشيدا بجهود التربويين والمعلمين الصامدين وبدعم أولياء أمور الطلاب وتعاونهم وتفهمهم لطبيعة المرحلة من خلال دفع ما هو مقرر عليهم من ما يسمى بالمساهمات المجتمعية والتي تصل إلى حدود ألف ريال يدفعها ولي الأمر شهريا والتي عن طريق تلك المساهمات نستطيع توفير الحد الأدنى من بدل مواصلات وانتقال للمعلم من وإلى المدرسة إلى جانب ما يتم صرفه من صندوق المعلم بداية العام الدراسي والتي تصل إلى ثلاثين ألف ريال.

مبينا أنه تم توفير المنهج الدراسي حيث استطعنا توفير أكثر من 40 % فقط ونواجه صعوبات في توفير كل المنهج نظرا لشحة الإمكانيات نتيجة استمرار العدوان والحصار على بلادنا، داعيا رجال الأعمال والميسورين إلى دعم طباعة المنهج المدرسي باعتبار ذلك صدقة جارية حتى نتمكن من توفير الكتب المدرسية لجميع الطلاب. مطالبا أيضا في سياق تصريحه وزارة الكهرباء إلى إلزام أصحاب المحطات والمولدات الكهربائية الخاصة القريبة من المدارس بتوصيل التيار الكهربائي مجانا أسوة بالمساجد والذي لا يكلفهم شيئاً.

قرار جريء

وأضاف مدير مكتب التربية والتعليم بمنطقة شعوب إلى أنه من ضمن الإنجازات التي تحققت في الجانب التعليمي خلال الفترة القليلة الماضية هو قرار القيادة التربوية والتعليمية ممثلة بالأستاذ القدير يحيى بدر الدين الحوثي وقيادة التربية بأمانة العاصمة هو قرار الاختبارات الموحدة والتي كانت سابقاً فقط للصف السادس الابتدائي ثم تم إلغاؤها فحصل ترهل وعدم اهتمام في جانب التأهيل العلمي من قبل الطالب ولكن في القرار الجديد تم إعادة الاختبار الموحد أو ما كان يسمى بالاختبار الوزاري من الصف السادس والسابع والثامن وهذا القرار أصبح مقياساً للميدان التربوي ومن خلال تلك الاختبارات الموحدة يتم اكتشاف مستوى المدرسة والكوادر التربوية ومستوى الطالب الحقيقي .. مبينا أنه بعد تطبيق الاختبارات الموحدة أحدثت حراكاً تربوياً وتعليمياً غير عادي من قبل الجميع سواء من قبل الطالب وولي الأمر أو المعلمين والإدارة المدرسية على أساس أن الاختبارات وزارية موحدة فحصل استنفار شديد حتى حصل نقلة نوعية واهتمام من قبل المعلمين والطلاب وأولياء الأمور وتم التركيز أكثر وتحصيل علمي جيد ومذاكرة الكتب من الغلاف إلى الغلاف أيضا اهتمام من قبل إدارة المنطقة ومدراء المدارس والجميع وبالفعل كان قرار الاختبارات الموحدة قرار جريء واحدث حراكاً غير عادي في العملية التعليمية وأحدث واقعاً علمياً وتعليمياً جديداً .

مشيدا بجهود كل من تعاون في الاختبارات الموحدة من إداريين ومصححين وغيرهم. منوها بأنه عندما عملنا تقييماً لآراء الطلاب عن أسئلة الاختبارات الجميع أجاب أنها كانت بسيطة وهذا دليل على اهتمام الطلاب بدروسهم.

متابعة الوضع الصحي

وفيما يتعلق بالصحة المدرسية يضيف الأستاذ الفصيح أن الوحدة الصحية في المديرية والمدارس تقوم بعملها بصورة طبيعية بل وأفضل من السابق رغم شحة الإمكانيات بسبب العدوان والحصار وانقطاع المرتبات .

مشيرا إلى أنه يتم متابعة الوضع الصحي داخل المدارس من قبل المسؤول الصحي في المدرسة سواء بالنسبة للطلاب أو المعلمين وتقديم الخدمات اللازمة لهم بحسب الإمكانيات المتوفرة إلى جانب مراقبة المقاصف أو البوفيات في المدارس أو البائعين والمحال التجارية التي حولها ويتم منع بيع المواد الغذائية غير الصحية التي تؤثر على صحة الطالب مثل المشروبات الغازية أو البفك وغيرها.

مبينا أنه تتم متابعة الوضع الصحي داخل المدارس من خلال النزول الميداني إلى كل مدرسة ويتم رفع تقارير شهرية إلى المكتب تشمل كل أنشطة الوحدة الصحية. وأضاف: لدى كل مشرف صحي في كل مدرسة ثلاثة سجلات خاصة بمتابعة النظافة العامة للمدرسة أو الطلاب أو المقاصف إلى جانب سجل خدمات التوعية الصحية والمقاصف. وقال: هناك نزول ميداني من قبل المكتب وبشكل مفاجئ للمدارس الحكومية أو الأهلية لمتابعة ومراقبة مدى التزام الوحدات الصحية والمسؤولين بالبرامج والتوجيهات وتقديم الخدمات الصحية اللازمة.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا