فرص وتحديات المنتخب الوطني لكرة القدم

د. جابر يحيى البواب

 

نتكلّم عن تحليل «نقاط القوة ونقاط الضعف والفرص والتهديدات» التي تحدد الإيجابيات والسلبيات داخل أي مكون «منتخب مؤسسة منظمة» «القوة والضعف»، وكذا تحديد الإيجابيات والسلبيات الموجودة خارج المنظّمة (الفرص والتهديدات)، اذا امتلك القائمون على منتخباتنا الوطنية لكرة القدم عناصر التطوير والإدراك الكامل للوضع الحقيقي لهذه المنتخبات وجهازها الفني، فأنهم سوف يكونون قادرين على التخطيط الاستراتيجي وعلى اتخاذ القرارات المناسبة لتقدم وتطور القدرات المهارية والأداء الفني للمنتخبات الوطنية، وبالتالي تحقيق الإنجازات المتقدمة، وتجاوز الإخفاقات المتتالية التي صاحبت منتخبات كرة القدم بمختلف فئاتها العمرية، وأخضعها الكثير من الباحثين والاكاديميين والمختصين للدراسات والبحث لعلهم يجدون الحلول المناسبة التي تمكن المنتخبات من الخروج من نفق الفشل والخسائر المتتالية عبر التقويم الرياضي المستمر للمنتخبات الوطنية لكرة القدم من خلال التأكد من تحقيق الأهداف المرجوة، بتحديد نقاط القوة ونقاط الضعف للعملية الرياضية التعليمية للمهارات الحركية، وتشخيصها وعلاجها في نفس الوقت؛ أي بمعنى يتم العمل على التأكيد على نقاط القوة وتدعيمها، ثم التغلب على نقاط الضعف ومعالجتها.
ما حدث مؤخرا لمنتخبنا الوطني لكرة القدم المشارك في بطولة خليجي 25 من اخفاق فني واداري جماعي، باستثناء بعض النجاحات الفردية التي اظهرها لاعبو المنتخب الوطني، الذين بذلوا جهدا فنيا مهاريا اثمر عن تقديم أداء رياضي مقبول، لكنه لم يسفر عن تحقيق أرقام «اهداف» تترجم هذا الأداء إلى فوز، وبذلك خرج منتخبنا الوطني لكرة القدم من البطولة بدون أي نقطة بعد أن مني بثلاث هزائم متتالية الأولى أمام منتخب السعودية بنتيجة هدفين لصفر، والثانية امام منتخب سلطنة عمان بنتيجة ثلاثة أهداف لهدفين والثالثة أمام منتخب العراق بنتيجة خمسة أهداف لصفر.
نقاط ضعف متعددة وكبيرة تحيط بالمنتخبات الوطنية لكرة القدم، والمنتخبات الوطنية لمختلف الألعاب الرياضية، أسباب وجودها وتعددها كثيرة في مقدمتها الحصار والعدوان، وغياب الدوري العام، وتهرب القائمين على الاتحادات من تحمل المسؤولية وخلق المبادرات التي تساعد على تجاوز الرقود والخمول اللذين اصابا الأنشطة الرياضية لمختلف الألعاب.
عوامل كثيرة تسببت في تضاعف نقاط الضعف، وبالتالي كبر حجم الإخفاقات والتدهور في المستوى النخبوي للمنتخبات الوطنية، كل ذلك يحتم على قيادات الاتحادات والأندية والمسؤولين عن الأنشطة الرياضية بالوزارة، اللجوء إلى الاستعانة بالأسس التي يقوم عليها التقويم الرياضي والتي منها؛ شمولية التقويم، أي التركيز عند تقويم العملية الرياضية على جميع اهداف المنهج الرياضي والتركيز على جميع الجوانب المؤثرة في تعليم المهارات الحركية، أشراك جميع المختصين بالأنشطة الرياضية في عملية التقويم، وخلق روح التعاون والتكامل، مراعاة الفروق الفردية بين اللاعبين، أي بمعنى أن يكشف التقويم عن الفروق الفردية بين الأفراد ويميز بين قدراتهم والمهارات والمعارف التي تخصهم، الحرص على أن يتسم التقويم الرياضي بالسمات العلمية التالية: «صدق الاختبار- الثبات – التمييز – الموضوعية»، هذه الإجراءات العلمية وغيرها سوف تساعد على تحديد نقاط القوة وتمكن من استغلال الفرص، وتحديد نقاط الضعف والتغلب على التحديات، ووضع الحلول والبدائل المناسبة لتجاوز الإخفاقات والهزائم المتلاحقة، « التخطيط العلمي الرياضي طويل المدى».

قد يعجبك ايضا