أحمد النظامي
الجميع يدرك ويؤكد ويعي أن الأسرة هي النواة واللبنة الأولى لبناء مداميك المجتمع، بل هي المؤسسة الهامة والقلعة الشامخة لإعداد الأمة التي وإن تحصنت أسوارها.. تماسك المجتمع والأمة..
وبالتالي هذا ما يدركه أعداء الله.. أعداء النور الألهي ورسالة الإسلام الخالدة ؛ فوجهوا كل مجنزرات حربهم الناعمة بكل وسائطها ووسائلها الهدامة وأساليبها المخادعة بقوالبٍ ظاهرها التكنولوجيا والتطور ،وباطنها التفسخ والدمار وكل ذلك مقابل القضاء على المحيط الأسري وقصف أخلاقه وقيمه في قعر داره.
وأمام كل تلك الجراثيم الغربية المؤبلسة لا خوف على ملكوت الأسرة وعالمها الصغير/ الكبير مادامت تمتلك أضخم ترسانة دفاعية، وأعذب مائدة غذائية ضد فيروس الغزو الفكري .. ألا وهي مأدبة ( الثقافة القرآنية).
كتاب الله الحكيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه القرآن الكريم ..ينبوع هداية ،ودستور حياة ووعي وبصيرة هو الفلاح والخير والرشاد لكل من تمسك به واقعاً وسلوكاً وعملاً.. وحين تتربى الأسرة على مأدبته المباركة فإن ذلك هو البناء المتين والقوة والعزة التي تتحطم على صلابتها كل أباليس الغرب وطواغيت الضلال.
الأسرة التي تغذي أفرادها على هدى الله وثقافة القرآن وسيرة رسول الله وآل بيته عليهم الصلاة والسلام ذات بُنية قوية وإرادة صلبة يتحرك أفرادها على قيم الخير والفضيلة ويحصد أبناؤها الدرجات العلمية حتى على مستوى التعليم وكل مجالات الحياة؛ ذلك لما تتمتع به من التماسك الأسري والصفاء الذهني واليقظة والعزة والكرامة، وتكسب الخير والفوز في الدنيا والآخرة.
أما حين تبتعد الأسرة عن الغذاء الروحي وفيتامين الثقافة القرآنية تصبح هزيلة جداً ..تتغذى على مواد الغزو المطبوخة في أفران الدمار والدعارة اليهودية ،ويسودها التمزق والتشرد ويتعرض أفرادها لتأثيرات السقوط الأخلاقي الذي لن يقدم للمجتمع والأمة سوى الإنبطاح والذل والوبال.
وعلاوة على القول فلا فلاح ولا كرامة إلا بالتمسك بكتاب الله وإتباع توجيهاته وإغاضة أعداء الله والخير والفضيلة :« والله يريد أن يتوب عليكم ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلاً عظيماً».
قد يعجبك ايضا