المدير التنفيذي للمؤسسة العلمية لرعاية المبدعين الدكتور محمد العقيلي:

تسعى المؤسسة لتوفير الحاضنات والخبراء والدعم لكافة المبدعين اليمنيين

 

 

بهدف تعزيز ثقافة الإبداع ونشر الوعي العلمي والتكنولوجي في أوساط المجتمع، وتعظيم استفادة المجتمع من موارده البشرية أنشأت المؤسسة العلمية لرعاية المبدعين، حاملة على عاتقها المساهمة الرائدة في بناء وتقدم اليمن والأمة من خلال تشجيع الإبداع، واكتشاف المبدعين والاهتمام بهم، وتوجيه إبداعاتهم العلمية بما يخدم أولويات التنمية الشاملة المستدامة، ويحقق أهدافها.. حول المؤسسة وأهدافها وبرامجها التقينا الدكتور محمد العقيلي- المدير التنفيذي بالمؤسسة العلمية لرعاية المبدعين.. إليكم التفاصيل:

لقاء/ هاشم السريحي

• في البداية حدث القراء الكرام عن المؤسسة العلمية لرعاية المبدعين، وكيف كانت البداية؟
– أولاً تحية لكم وللقراء الكرام، في الحقيقة وباختصار شديد، المؤسسة العلمية هي مؤسسة مدنية مستقلة غير ربحية تطمح إلى نشر ثقافة الإبداع العلمي واكتشاف المبدعين ورعايتهم والاهتمام بهم، فهي أول مؤسسة يمنية يتم إنشاؤها لتختص برعاية المبدعين، حيث بدأ العمل على تأسيسها في العام 2018م وتم إشهارها وتدشين أنشطتها في العام 2019م، وتنطلق المؤسسة العلمية في أنشطتها من ثوابت وقيم تُقدس العمل البحثي الإبداعي الوطني الذي ينفع الأمة ويرتقي بها ويحررها من الارتهان لأعدائها ويمكنها من الوصول إلى الاستقلالية والاكتفاء الذاتي، وهو الأمر الذي يأتي ضمن أولويات القيادة الحكيمة ممثلة بالسيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي (يحفظه الله)، الذي أولى هذه المؤسسة اهتماماً خاصاً منذ فكرة إنشائها وحتى هذه اللحظة التي أتحدث إليك فيها، إذ أن تأسيسها وتدشين أنشطتها العلمية المتنوعة لم يأت إلا ترجمة لتوجيهاته الكريمة المتعلقة ببناء الإنسان والاهتمام به كونه الركيزة الأساسية لاستقامة الحياة.. ومن هذا المنطلق، تعزز لدى المؤسسة العلمية ذلك الإيمان المطلق بأن الكادر الوطني المبدع والمتميز هو الثروة الحقيقية التي أشار إليها السيد القائد بــ (الركيزة) للوطن والأمة وأن العمل على اكتشافه وتشجيعه وتدريبه والارتقاء بمهاراته يندرج ضمن إطار الواجب الجهادي والوطني المقدس.
• لماذا المؤسسة العلمية لرعاية المبدعين في ظل وجود الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار؟
– حسناً، قبل أن أجيبكم على هذا السؤال المهم، اسمح لي أولاً أن أعطيك تعقيباً تصحيحياً عليه وهو أن المؤسسة العلمية تأسست في 2018م أي قبل ظهور الهيئة العليا للعلوم والتكنولوجيا والابتكار!! وبالتالي لم تأت المؤسسة في ظل وجود الهيئة كما جاء في سؤالكم، والآن دعني آتي إلى الإجابة عن مضمون سؤالكم، وهي أن قيادة المؤسسة العلمية ترى أن العمل على نشر ثقافة الابداع وتشجيع واكتشاف ورعاية المبدعين على المستوى الوطني يُعد أمراً كبيراً جداً، وفعلاً هي مهمة كبيرة وواسعة، خاصة أن وطننا الحبيب يزخر بالعقول الإبداعية الفذة والاستثنائية، وبالتالي فإن مؤسسة أو مؤسستين أو أربع في هذا المجال لا تكفي من وجهة نظرنا، بل إننا قد أكدنا ونؤكد دوماً على ضرورة إنشاء ودعم العديد من المؤسسات المماثلة على الساحة الوطنية ودعمها وتمكينها من احتضان ورعاية العقول الإبداعية التي يزخر بها اليمن طولاً وعرضا، ويأتي ذلك من إيمانا منا بأن هذه العقول سيكون لها الفضل بعد الله عز وجل في عملية البناء وإحداث التنمية المرجوة إن تم الاهتمام بها ورعايتها على النحو المطلوب، وبالنسبة للمؤسسة العلمية أقول لكم بكل صدق إنها استبشرت بقرار إنشاء الهيئة العليا في العام 2020م ورأت أنه كان قراراً حكيماً للقيادة، عقب ذلك عقدت لقاءات وزيارات متبادلة وتنسيق كبير بين المؤسسة والهيئة، إذ لم تألُ المؤسسة جهداً في التواصل مع الهيئة منذ إنشائها وهناك والحمد لله تعاون وتفاهم مشترك مع الهيئة وتواصل مستمر ويرجع الفضل في ذلك لقيادة الهيئة المنفتحة والمتعاونة ممثلة برئيسها د. منير القاضي ونائبه د. عبدالعزيز الحوري وفريقهما المتميز، ونتطلع دوماً إلى تعزيز ذلك التعاون ونشيد بكل ما تقوم به الهيئة من أنشطة ومشاريع إبداعية خلقت توعية عامة بأهمية الإبداع، ونأمل من الهيئة ومن منطلق دورها القيادي أن تتبنى دعم واحتضان أي كيانات وطنية تهتم بالإبداع وفق آليات تكفل تكامل الجهود وتنظيمها لما فيه مصلحة اليمن والأمة.
• ما هي الأهداف التي تسعى إليها المؤسسة؟ وما الذي يمكن أن تقدمه للمبدعين والمبتكرين؟
– كما أسلفنا هناك أهداف تسعى المؤسسة إلى تحقيقها وعلى رأسها الاهتمام بالإنسان اليمني المبدع وتطوير قدراته باعتباره نواة التقدم والنهضة ورأس مال التنمية الشاملة المستدامة، وتعزيز ثقافة الإبداع ونشر الوعي العلمي والتكنولوجي لدى أوساط المجتمع وتعظيم استفادة المجتمع من موارده البشرية، ورصد الإمكانات الإبداعية العلمية المتميزة من فئة النشء والشباب والكشف عنها واحتضانها، وتطوير الخبرات وصقل المهارات الخاصة بالمبدعين، والاستفادة من خبرات الجامعات والمراكز والمؤسسات الوطنية بما يسهم في تحقيق رؤية المؤسسة ورسالتها، وتوظيف قدرات المبدعين لمواكبة التحديات التي تواجه المجتمع اليمني والأمة، والسعي نحو إيجاد مناخ ملائم في المجتمع لتشجيع الإبداع والاهتمام باكتشاف ورعاية المبدعين من خلال التعاون والتنسيق بين عناصر المجتمع الفاعلة (الدولة – المنظمات والمؤسسات الأهلية – القطاع الخاص)، وأخيراً السعي على إنشاء أوعية للمبدعين لممارسة إبداعاتهم في المجالات العلمية والتكنولوجية وكذا تفعيل ما هو موجود من أوعية وحاضنات علمية في كل المرافق والمؤسسات الوطنية عبر التنسيق والتعاون بما يخدم المصلحة الوطنية.
• حدّثنا عن برامج المؤسسة العلمية؟
– في الحقيقة برامج المؤسسة العلمية كثيرة ومتشعبة ولا يتسع المقام للإحاطة بجميعها، لكني سأحاول بإيجاز أن استعرض أهمها حيث تأتي هذه البرامج أو تتفرع من مهام وأهداف رئيسية أصيلة للمؤسسة، على سبيل المثال عندما يكون هدف المؤسسة نشر ثقافة الإبداع، ستجد أن هناك العديد من البرامج التي سيتم تنفيذها لغرض تحقيق هذا الهدف، منها ما سيأتي على شكل برامج توعوية تلفزيونية وريبورتاجات وفلاشات تبرز المبدعين وأصحاب الأفكار والمشاريع الإبداعية، ومنها ما سيأتي على شكل حلقات مع مبدعين متميزين وبثها في القنوات الوطنية للتعريف بالمبدع الوطني والترويج لثقافة الإبداع، ومنها ما سيأتي على شكل زيارات وندوات وورش علمية في مؤسسات تعليمية، ومنها ما سيأتي على شكل مسابقات ومعارض علمية وما شاكل وكل هذه البرامج تم تنفيذها والحمد لله، كذلك عندما يكون هدف المؤسسة هو حصر الكوادر الإبداعية والطاقات المتميزة، فإن برامج الحصر للخريجين في الأقسام العلمية، وبرامج التدريب والتأهيل النوعية، وإقامة المسابقات العلمية وغيرها سيتم العمل على تنفيذها، أيضاً عندما يكون من أهداف المؤسسة هدف رعاية المبدعين، فإن برامج توفير الحاضنات وتوفير الخبراء وتوفير الدعم للمبدعين وخدمتهم وتسهيل تنقلهم وتوفير المواد اللازمة من أجل إخراج مشاريعهم من الواقع الافتراضي إلى الواقع العملي سيتم تنفيذها، وهذا ولله الحمد ما يتم العمل عليه بوتيرة عالية في المؤسسة العلمية، وقد حققت المؤسسة إنجازات كبيرة في مجال اكتشاف الكوادر الإبداعية وعملت على تدريب وصقل مهارات الآلاف وربط الكثير منهم في مسارات تخدم الوطن ولا زالت تستشعر النقص رغم كل ما عملت على تحقيقه وتتطلع إلى تحقيق المزيد والمزيد بفضل الله.
• ما هي مشاركات المؤسسة وأهم إنجازاتها؟
– مشاركات كثيرة حقيقةً، منها في مجال التدريب والتأهيل على البرامج والتخصصات النوعية، إذ تمكنت المؤسسة في العام 2021م بفضل الله من تنفيذ برامج تدريبية لأكثر من 2500 خريج في الأقسام العلمية الهندسية والتقنية والطبية وغيرها، وما يقارب هذا العدد في العام 2022م، إذ أنني حاليا لا أمتلك المعلومة الدقيقة فيما يخص العام 2022م كوننا لا زلنا في إطار تجهيز التقرير السنوي، وشاركت المؤسسة العلمية في جميع نسخ معرض سايتيكس للتقنية بجملة من المشاريع الجاهزة على شكل خط إنتاج صنع في اليمن والتي صممها وصنعها عدد من المبدعين بدعم ورعاية مباشرة من المؤسسة العلمية ولا يتسع المقام هنا لذكرها ويمكنكم استعراض التقارير السنوية بين أيديكم والنماذج الموثقة في إدارة المشاريع، ومن إنجازات المؤسسة العلمية تنفيذها لمشاريع دعم مشاريع التخرج لطلاب كليات الحاسوب والهندسة في بعض الجامعات اليمنية وتوجيهها بحسب الاحتياج الوطني، حيث تم ربط تلك المشاريع باحتياجات بعض المؤسسات والوزارات والهيئات، على سبيل المثال عملت المؤسسة العلمية على دعم ورعاية مشاريع طلاب كلية الحاسوب في جامعة صنعاء (بالتعاون الوثيق مع رئاسة الجامعة) بغرض تصميم أنظمة الكترونية تخدم احتياج بعض الجهات الحكومية كوزارة العدل ووزارة الزراعة واللجنة الزراعية العليا وغيرها، إذ تمت دراسة وتحليل احتياجات تلك الجهات في جانب التقنية وتصميم الأنظمة التي تلبي احتياجات أتمتة العمل المؤسسي في تلك الجهات.
ومن إنجازات المؤسسة العلمية إنشاؤها قطاعاً مستقلاً للمؤسسة العلمية خاصاً بالمرأة يستوعب عدداً من الكوادر النوعية العلمية من الكادر النسائي ويقوم بتنفيذ مشاريع تصنيعية في مجالات متعددة منها الزراعية (صناعة حراثة صغيرة محليا)، كذلك تصميم وصناعة خطوط تصفية وتعليب العسل اليمني حسب مواصفات عالمية، أيضا تدريب كوادر نسائية في مجال هندسة الموبايل (مشروع أمان المرأة من الابتزاز) وتجهيز ورشة صيانة موبايل كادرها نسائي 100% وهي الآن تعمل بشكل ممتاز، وإنشاء معمل خياطة لكل تفصيلات الموضة … والكثير الكثير من المشاريع ويمكنكم زيارة القطاع للاطلاع أكثر على أنشطته الحيوية، من إنجازات المؤسسة العلمية أيضاً، تصميم وتركيب خطوط إنتاج للصناعات الغذائية (إنتاج العصائر المركزة) لبعض الجهات وفق مواصفات جودة عالية.
• اذكر لنا بعض الاختراعات التي شاركت بها المؤسسة؟
– شاركت المؤسسة العلمية بعدة اختراعات لمبدعين وطنيين، البعض لديهم براءات اختراع دولية منها جهاز التعرف على الروائح لعميد المبدعين اليمنيين م/ محمد العفيفي، منظومة الري الإلكترونية، طباخة الحث الحرارية (نموذج جاهز)، مولد الطاقة الكهربائية ذاتي الحركة (الكهرباء الحرة)، برّادة الانسولين الذكية، العداد الكهربائي الذكي، المجفف الشمسي للفاكهة، السرير الطبي (تم التصنيع لأحد المستشفيات الحكومية)، وهناك الكثير أيضاً في مجالات متعددة منها في الطاقة والمكنة الزراعية والأجهزة الطبية والتقنية وتدوير المخلفات والأسمدة العضوية والبطاريات والتقنيات الإبداعية في منظومات حصاد الأمطار وطباخات الحث الحرارية ومنظومات توليد الكهرباء من أمواج البحر. كما أن هناك الكثير والكثير ويمكنكم الاطلاع على بعضها في إدارة المشاريع.
• لماذا لا تعمل المؤسسة العلمية على دعم المبدعين اليمنيين للمشاركة في المسابقات الخارجية على مستوى الوطن العربي؟
– على العكس؛ فقد عملت المؤسسة العلمية على هذا الأمر منذ وقت مبكر تقريباً في عام ٢٠٢٠م شاركت المؤسسة مع شركة إنجاز في دعم وتحكيم مشاريع إبداعية عديدة ضمن مسابقة تقدم لها فرق من طلاب الجامعات اليمنية في مجالات هندسية ومشاريع في الصناعات الغذائية ومشاريع اقتصادية صغيرة تمكن الطلاب الطامحين إلى إنشاء كيانات وشركات وطنية تسهم في خلق تنمية وطنية شاملة، وقد اختيرت عشرة مشاريع ابتكارية من بين عشرات المشاريع وتم إرسال هؤلاء الطلاب مع مشاريعهم إلى خارج البلاد للمنافسة مع مشاريع دولية مماثلة كان ذلك في سلطنة عمان ودولة الأردن، وقد كنت أنا شخصياً من مثَّل المؤسسة العلمية في لجان المقابلات والفرز والتحكيم لتلك المسابقة. علاوة على ذلك فإن المؤسسة تعمل بشكل مستمر على التواصل مع المبدعين في الخارج والاهتمام بهم ولو لا ظروف الحصار والعدوان لرأيتم وسمعتم ما يثلج الصدور من أنشطة دولية للمؤسسة وهو ما سيكون إن شاء الله في المستقبل.

قد يعجبك ايضا