غادر يوم أمس الأول الوفد الوطني، من صنعاء إلى مسقط بعد نقاشات مع وفد السلطنة العمانية الذي يرعى مفاوضات الحل، الكل يترقب النتائج الإيجابية التي بشر بها رئيس الوفد الوطني لدى مغادرته مطار صنعاء وعلي كل حال فنتائج وثمار صمود الشعب اليمني وصبره وموقفه الإيماني ثمار ونتائج طيبة وعواقب الصمود نصر وفرج وعواقب الاستسلام خسارة وبوار.
لربما تماثل معركة المفاوض معركة المقاتل بالميدان مخاضاتها عسيرة وطريقها شائك، لكن الله- الذي سدد في الحرب بالميدان ووفق فيها وتحققت بفضله المعجزات -سيهدي ويوفق ويعين في المفاوضات.
وبفضل الله وحكمة القائد حفظه الله وبجهود المفاوضين ستتحقق النتائج الطيبة والمرضية لهذا الشعب العظيم الذي صبر وصابر وتحمل الكلف والمعاناة والتضحيات المقدسة والعواقب طيبة والنتائج مثمرة وعلى المرتزقة أن يقلقوا وللأحرار أن يطمئنوا.
الشعب اليمني الذي صبر وجاهد وتحمل وصمد لسنوات ثمان هو محط رعاية الله منذ اليوم الأول، فحين بدأ العدوان بترسانته الحربية يقصف طول اليمن وعرضه يقتل الناس في بيوتهم وأفراحهم ومزارعهم وأسواقهم ويدمر المصانع والجسور والمخازن والمياه والكهربا وسبل الحياة عامة، وحين خنق الشعب اليمني بالحصار والتجويع.. وحين حشد أرتاله من جحافل المرتزقة والمأجورين نحو مارب والحدود والسواحل والجنوب لم يكن جيشنا جيشاً ولا سلاحنا سلاحاً ولا كانت مخازننا مخازن مملؤة ولا بنوكنا تفيض خزائنها بالأموال ولا دولتنا دولة قوية بل كانت اليمن في أضعف لحظة تاريخية تمر بها من نواحٍ عديدة سياسيا وعسكريا واقتصاديا ومعيشيا.. وكان في هذا الضعف قوة الله قوة لا تضاهى بأي قوة، فحين توكل الشعب على ربه ووثق به في مواجهة العدوان من واقع الممكن تحققت المعجزات.
وحين اتجه الشعب مخلصا مندفعا مستجيبا لتعليمات وتوجيهات القائد السيد عبدالملك الحوثي -حفظه الله- كانت النتائج عظيمة وكلها بالله وبتوفيقه.
فرأينا انتكاسات الجيوش الجرارة في جبهات الحرب وهي تفر ذعرا وفرارا تتوالى أمام بسالة وعزيمة المجاهدين ورأينا صناعاتنا تكبر وتتعاظم كل يوم حتى صارت المعادلات بفضل الله وازنة وكبيرة ورادعة للأعداء ورأينا في هذه الحرب ما رأينا من آيات ومعجزات فيها هزمت الجيوش المذخرة بأعتى السلاح وافتكه وانهارت التحالفات الممتدة من واشنطن إلى تل ابيب والرياض وتساقطت المشاريع والأهداف الخبيثة وسطر الشعب اليمني أعظم الدروس التاريخية عسكريا وفي كل المجالات.
لقد كانت قوتنا وصمودنا وعزيمتنا وانتصاراتنا بالله وليس بما لدينا، وكان الأمر لله من قبل ومن بعد فله الحمد والواجب أن نكثر الحمد وأن نستذكر البدايات والمآلات وغدا العواقب ستكون طيبة.
وقادم الشعب اليمني سيكون أفضل فالآفاق رحبة وما سعة والأمل في الله كبير وعظيم واستحقاقات الشعب كبيرة وكبيرة وقد حان إنجازها وبلادنا مليئة بالخيرات والبركات وقد حان قطافها لما فيه خير الشعب ورخائه وقوته الاقتصادية والمعيشية.
واجه اليمنيون هذه الحرب التي تحالفت فيها دول وجيوش وإمكانيات مهولة بالثقة والتوكل على الله وانتصروا وحققوا الكثير واليوم أو غدا سيحصدون ما زرعوه بالدم والتضحيات كرامة وسلاما مشرفا وعادلا وعزة وخيرا قادما إن شاء الله.
فلنستذكر وننظر في وجوه الآخرين من المرتزقة الذين ارتضوا الهوان والذلة والاستعباد ونسأل عن مصيرهم وماذا سيعملون ويقولون غدا..ولنحمد الله ونشكره على توفيقه لنا بأن جعلنا ممن صمدوا وتمسكوا بالموقف الحق ونترحم على الشهداء العظماء الذين ضحوا والشفاء للجرحى والفرج للأسرى.. والنصر لشعبنا العظيم.