غادر وفد سلطنة عمان يوم أمس العاصمة صنعاء، بعد أيام التقى فيها الرئيس مهدي المشاط، وجرت مناقشات هامة جدا بخصوص صرف رواتب الموظفين ورفع الحصار وحل الملفات الإنسانية الملحة التي تلبي حقوق الشعب اليمني الأساسية والعادلة.
تصريح رئيس الوفد الوطني لدى مغادرته صنعاء إلى مسقط مع وفد السلطنة العمانية أشار إلى نقاشات إيجابية جرت، وذلك يضعنا آمام آفاق رحبة ستحقق بإذن الله الفرج لهذا الشعب الصابر الصامد.
جهود سلطنة عمان الشقيقة مهمة تعكس موقفها الايجابي الساعي لتحقيق السلام، والزيارة لم تكن الأولى فقد جاءت بعد ثلاثة أسابيع تقريبا من زيارة سابقة ، المؤكد أن عمان جادة في جهودها المباركة إن شاء الله، والمؤكد أن صنعاء فاتحة أبوابها للسلام ولأصحابه، واستقبال الوفود العمانية أكبر دليل على جدية صنعاء تجاه تحقيق السلام .
حق الشعب اليمني في رفع الحصار وفي صرف مرتبات الموظفين أساسي وثابت لا يتغير ولا ينتقص، وما يجب على الجميع معرفته أن قيادة الشعب اليمني في العاصمة صنعاء وضعت وتضع هذه المطالب في الأولويات، لكونها أولا قضايا محقة وأساسية وليست شروطا عسكرية أو سياسية، وثانيا كونها قضايا إنسانية ملحة وضرورية والاستجابة لها كمطالب انسانية يرسي مداميك حقيقية للتوصل إلى سلام حقيقي وعادل.
وإذا كان العدوان يسعى للخلط في القضايا فإن صنعاء لم ولن تتنازل عن ضرورة فصل الملفات الإنسانية عن أي ملفات أخرى وذلك هو المسار الصحيح الذي سينجز ويحقق السلام.
إن صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من ثروات النفط والغاز، وفتح مطار صنعاء بالكامل، وفتح موانئ الحديدة بالكامل حقوق ومطالب إنسانية ملحة ، ولها كل الأولوية بعد ثماني سنوات من العدوان والحصار فالمعاناة التي سببها العدوان والحصار لا تخفى على أحد وحلها وإنهاؤها سيكون بتنفيذها بخطوات عملية تؤسس للمفاوضات التي ستوصل إلى سلام حقيقي، والسلام استحقاق عادل وضروري للشعب اليمني.
صنعاء تضع نصب أعينها تحقيق السلام العادل والمشرف، وهذا السلام لن يتأتى إلا من بوابته تخفيف معاناة الشعب اليمني من خلال رفع الحصار وصرف المرتبات. وعلى الطرف الآخر أن يثبت جديته ورغبته في السلام من خلال تنفيذ هذه المطالب وليس في القفز والالتفاف عليها.
كان الرئيس المشاط واضحا في الموقف المتمسك بحق الشعب اليمني خلال لقائه الوفد العماني وموقف صنعاء دوما واضح وبين ويستند إلى الحق والمشروعية، وعلى الطرف الاخر أن يكون جادا في السلام من خلال رفع الحصار وصرف رواتب الموظفين وهذه ليست مكرمات بل حقوق دفعها سيعكس النوايا الايجابية.
ومن نافلة القول أن نعتبر الأجواء إيجابية غير أن ما تقوم به مليشيات المرتزقة من إجراءات وجرع سعرية تضاعف معاناة المواطنين والتي تأتي في سياق الحرب الاقتصادية في هذا التوقيت تعطي رسالة سلبية بأنها لا توجد نوايا صادقة للسلام فالقرارات التي اتخذها المرتزقة في عدن والتي آخرها رفع الدولار الجمركي، ورفع الضرائب، وزيادات في أسعار الوقود والكهرباء ستؤثر على حياة الناس بشكل كارثي.
ومما لا شك فيه أن هذه الإجراءات العقابية ستلامس وتؤذي كل مواطن يمني شمالاً وجنوباً، فمن الضرورة الغاء هذه القرارات حتى لا تتضاعف المعاناة على المواطنين، وعلى الأقل حفاظا على المواطنين في المناطق المحتلة الذين تطحنهم الأزمات والغلاء وانهيار العملة والفقر والجوع، فهذه القرارات ستؤدي إلى تضرر الناس وموتهم جوعاً خصوصا في عدن وسواها.
المؤكد أن القيادة لهذا الشعب الصامد تفاوض بكل ثقة واطمئنان إلى سلامة موقفها وقوة قضيتها وهي لم ولن تتنازل قيد أنملة عن مطالب الشعب اليمني العادلة والمحقة وفي أن أولويتها صرف مرتبات كافة موظفي الدولة من ثروات النفط والغاز، وفتح مطار صنعاء بالكامل، وفتح موانئ الحديدة بالكامل.
لا ثقة بالعدوان وأحلافه فقد عودونا نقض العهود ونكث الوعود، وليس لدى الشعب اليمني ما يدفعه لأن يثق بالعدوان أيضا..وعليه أن يرفع الحصار ويصرف الرواتب إن كان جادا في السلام ويستغل فرصة اللحظة لينقذ نفسه من الورطة.
ورئيس الوفد الوطني محمد عبدالسلام الذي قال “استمرارا للجهود التي يبذلها الاشقاء في سلطنة عمان غادر الوفد الوطني إلى مسقط بعد إجراء نقاشات جادة وإيجابية حول الترتيبات الإنسانية التي تحقق للشعب اليمني الاستقرار وتمهد للسلام الشامل والعادل وإنهاء العدوان والحصار بإذن الله تعالى” قد أوضح واختصر وأجاز.. ومن الله الفرج والتوفيق والنصر لهذا الشعب العظيم.