العدوان والحرب والاحتلال كشف الكثير من الزيف والتزويق الذي كان الكثير من الأدعياء يطلون به وجوههم، وانحسرت المساحيق التي تزوق وجوه أدعياء الوطنية، وحب الوطن والحرص على الثورة والجمهورية والاستقلال والسيادة، والتمسك بمبادئ الإسلام. وزادوا عليها الثوابت الوطنية التي يعنون بها بقاءهم في السلطة دهورا وأعمارا، وتوريثها لأبنائهم وبناتهم والمقربين منهم.
العدوان والاحتلال فضحهم جميعا، وفرز الطيب من الخبيث؛ الوطني من العميل، المرتزق من الشريف، الملوث من النظيف.
تلك فضيحة لحقت بالأدعياء والطابور الخامس الذي كان يختبئ تحت الشعارات الوطنية والدينية، ويتقنع بكل وسائل الزيف، ويضجر الناس بتفاهاته ومخازيه، ووقت الجد «شلوا الجمل بما حمل».
الفضيحة الأكبر هي فضيحة من يسمون أنفسهم بالعلماء، أو رجال الدين، مع أنه ليس في الإسلام رجال دين. مكنونا لحوم العلماء مسمومة، وهم سم هذه الأمة وبلاها ورأس المصائب التي حلت بها؛ يبررون للمستبد والمعتدي والغاشم.
وإذا كان من يمتهنون السياسة والعسكرة والمشيخة يقرطون لهم ريال سعودي ،فإن من يسمون أنفسهم بالعلماء تناقضوا في فتاويهم؛ أغواهم المال المدنس، وأثبتوا إنهم في خدمة امريكا واسرائيل والريال السعودي ودرهم الإمارات.
هل تذكرون فتوى المدعو/ عبدالمجيد الزنداني التي قال فيها : إذا احتلت أمريكا أي أرض يمنية فإن الجهاد واجب !!
اليوم يفتي من جديد ( بأن التحالف جاء بأمر الله !! )، أما عالمهم صعتر فقد قال على الهواء في مقابلة مع إحدى القنوات النفطية ( إنه لا مانع أن يقتل التحالف كل اليمنيين ويبقي على مليون نسمة ) وهؤلاء الذين يريد أن يبقي عليهم هم، هو وحزبه التكفيري.
أما علماء وهابية بني سعود فقد أفتوا بأن العمليات الانتحارية ضد الصهاينة في فلسطين المحتلة حرام لأنها قتل للنفس التي حرم الله!!
تطورت فتاوى الاستحلال منذ العام ١٩٩٤م حينما أصدر الهالك عبدالوهاب الديلمي، والذي كان يشغل وزير عدل عفاش؛ اصدر فتوى باستحلال دماء وأموال وأعراض سكان جنوب اليمن؛ نساء وشيوخا وأطفالا، بحجة تمترس الجيش الجنوبي بهم.
لقد ثبت بالملموس إن أولئك الذين كانوا يصطفون مع عصابة ٧/٧ ليس لهم دين وليس لهم وطنية، وإنما هم مجاميع من المرتزقة المأجورين من الداخل والخارج. وأن من يسمون أنفسهم بالعلماء ينطبق عليهم قوله تعالي ( يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ألا بئس ما يشترون )، لقد حبطت أعمالهم جميعا وباؤوا بغضب من الله ورسوله والمؤمنين.
الحرب فضحت الأدعياء وكشفت سوأتهم، ونفاقهم، وفضحت عمالتهم وخيانتهم وارتزاقهم، وأنهم على استعداد لبيع أعز ما لديهم من أجل المال والعودة إلى السلطة.
ثماني سنوات من العدوان أثبتت فيه كائنات الخيانة والعمالة والارتزاق ألا صلة لها باليمن، وإن مال الخيانة هو وطنهم، فتلبستهم اللعنات ،وباعوا أنفسهم برخص التراب. ولم يعد لهم أي صلة باليمن، فقد خلعوا، حتى جلودهم الآدمية وتشبهوا بالحيوانات آكلات العلفة.
ثماني سنوات وهم يخدعون أولئك المغرر بهم الذين خدعوهم سابقا ولاحقا ومازالوا يمارسون الخديعة عليهم.
كنا نود من علماء الريال والدينار أن يقولوا ولو كلمة حق في وجه عدوان جائر ومتوحش.
ثماني سنوات لم نسمع فيها غير فضائحهم هنا وهناك.
كائنات الخيانة والارتزاق تمني نفسها بالعودة على ظهر دبابة الاحتلال؛ وهذا عشم إبليس بالجنة.