طريق مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر تستكمل بسواعد أبنائها بطول ستة كيلو مترات
بمبادراتهم المجتمعية أبناء محمية عتمة يقهرون الجبال ويطوعون الطبيعة
المهندس الجرموزي- أبو مالك: 39 طريق رص تشيدها المساهمات المجتمعية بكلفة مليار ريال بمختلف قرى المحمية
الثورة/ عبد الواحد البحري
يبدو أن أخبار حوادث الطرق صارت عادية من كثرة ما نشاهده أو نسمع عنه يوميا.. ولم يعد الناس يندهشون من تلك الحوادث التي أصبحت سمة عامة في طرقنا..
طرقنا السريعة شاخت وبحاجة إلى صيانة مستمرة كما أن القرى والعزل بمديرية محمية عتمة بحاجة إلى فك عزلتها من خلال شق ورص الطرق الفرعية التي تربط قرى المحمية ببعضها البعض..
فالطرق الرئيسية والفرعية بقرى وعزل المحمية هي الأكثر تضررا بسبب الأمطار والسيول التي كشفت عن غياب تام للصيانة..
الطرق الحيوية التي تربط المديرية بالمديريات المجاورة والمدن مثل طريق ذمار الحسينية الدولي وطريق مدينة الشرق الدليل التي تصل عبرها سيارات الإغاثة والإسعافات وكذلك سيارات نقل المواطنين من والى المحمية أصبحت بحاجة إلى صيانة وإعادة تأهيل من جديد.
وفي مبادرة فريدة لأبناء المحمية لم يقفوا عاجزين فقد بادروا في تجهيز الطرق الفرعية بجهود مجتمعية خالصة من وحي الوعي المجتمعي لأبناء المحمية استطاعوا بالفعل دحر العدوان وأطماعه التوسعية في اليمن ومحاولاته البائسة لإخضاع اليمن ومحاصرة أبنائها حيث بادر الكثير من أبناء مديرية عتمة إلى عمل صناديق مجتمعية لرص الطرق الفرعية التي أعاقتهم وألحقت بهم وبوسائل نقلهم أضراراً كبيرة.. حولوا تلك المبادرات إلى مشاريع تنجز بسواعد الشباب من أبناء المديرية.. ومن بوابة المبادرات المجتمعية نفذوا أكثر من 39 طريقا فرعيا بسواعدهم القوية من خلال شقها ورصفها بالحجارة..في زيارته لمتابعة أعمال المبادرات المجتمعية بالمحمية.. زار مدير عام مديرية عتمة المهندس عبد المؤمن الجرموزي مقطعاً لأحجار في عزلة بني العراص بمخلاف بني بحر مديرية عتمة المشروع الذي تبنته المبادرات المجتمعية والطاقات الشبابية لرصف فرع طريق يخدم أبناء سبع قرى في عزلة بني العراص بمسافة ستة كيلو مترات تقريبا.
وخلال الزيارة الذي قام بها رئيس المجلس المحلي المهندس الجرموزي ومعه مدير فرع مكتب الصناعة والتجارة بشير يفاعة ومشرف مخلاف سماه وليد القادري تلمس الجرموزي هموم وتطلعات أبناء القرى المستفيدة عن قرب واستمع لحجم المعاناة التي فرضها العدوان والحصار.
واستمع إلى الشيخ عصام السمحي الذي بدوره عرض أهم احتياجات أبناء عزلة بني العراص في دعم السلطة المحلية للمبادرات المجتمعية لرصف فرع طريق يخدم أبناء العزلة النافذ من الخط الأسفلتي وصولا بمنطقة المصرعي بمخلاف بني بحر بطول 6 كيلومترات.
كما اطلع الجرموزي على كمية الأحجار المنجزة لأعمال الرصف مشيدا بالتفاعل المجتمعي لمثل هذه المبادرات التي بحاجة إلى تضافر جهود الجميع لتوفير كمية كبيرة من الأحجار لتغطية أعمال الرصف الحجري لمشروع الطريق.
داعيا رجال المال والأعمال وفاعلي الخير إلى أن يقرضوا الله قرضا حسنا لتمويل مثل هكذا مشاريع التي تسهم في التخفيف من حجم المعاناة ووصول الخدمات إلى الأهالي الذين يعيشون في عزلة منذ سنوات .
ولفت المهندس الجرموزي إلى أن السلطة المحلية لن تألو جهدا في تقديم الدعم والمساندة وبحسب الإمكانيات المتاحة لإنجاح المشروع وتحقيق تطلعات المواطنين.
وأوضح المهندس (أبو مالك) مدير عام المديرية في تصريح لـ “الثورة”: أن أبناء المحمية يحبون العمل الطوعي والمبادرات المجتمعية والمشاركة في الأعمال الخيرية أكثر من غيرهم منذ زمن فقد شيدت الكثير من الطرقات الفرعية وبعض مدارس التعليم الأساسي بجهود مجتمعية خالصة .
مفيدا بأن كثيراً من طرقات الرص قد شيدت في مختلف قرى وعزل ووديان مديرية المحمية بجهود مجتمعية ودور السلطة المحلية يبرز في تشجيع المواطنين وحثهم على التعاون والمساهمة في عمل الخير حيث يتم التواصل مع الشخصيات الاجتماعية والتجار والمغتربين في العزل وبعض القرى لإيجاد الصناديق المجتمعية لإدارة المشاريع التنموية. وتمكنا في إدارة المجلس المحلي بالمديرية من إعادة الثقة بين المجتمع والسلطة المحلية التي بات همها الأول تلمس حاجات المواطنين وتوفير الخدمات الأساسية والضرورية في مختلف قرى وعزل المحمية وأوجدنا بعون الله ما يسمى بصناديق المبادرات المجتمعية على أن يكون المشرف على هذه الصناديق هم المواطنون أنفسهم لا السلطة المحلية ومن يديرها هم المواطنون كمساهمين وممولين للصناديق.
وانحصر دور السلطة المحلية في المتابعة والإشراف وإعانة الأخوة في الهيئة الإدارية للصناديق المجتمعية ممن تم انتخابهم ومن أوكلت إليهم مهمة إدارة عمل الصناديق التي أثمرت مشاريع تنموية في الميدان ..
وأشار الجرموزي إلى وجود 39 طريقا فرعيا شيدت وبعضها ما يزال العمل فيها جاريا (شق وترميم ورص) في مختلف قرى وعزل المحمية بطول 58 كيلو مترات وبتكلفة تقدر بحوالي 928 مليوناً و800 ريال وبهذه المشاريع جعلنا من المواطن شريكاً أساسياً في البناء والتنمية المجتمعية.
من جهته أكد الشيخ عصام محمد السمحي – شيخ الضمان بمخلاف بني بحر أن طريق مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر تعد من الطرق الوعرة وغير الصالحة لمرور المركبات والسيارات فالمواطنون فقدوا صبرهم بعدما طالت مرحلة الولادة العسرة لتنفيذ المرحلة الثالثة للطريق وبدء الفرج لأبناء عزلة بني العراص وشرقي كبيرة يلوح في الأفق حيث بدأ تشكيل صندوق المبادرة المجتمعية وبدأ اهتمام المجلس المحلي بالطريق التي تعد ضمن أولويات المجلس المحلي الذي تبذل إدارته قصارى جهدها لربط قرى وعزل المحمية ببعضها البعض.
العدوان والحصار
وقال الشيخ عصام السمحي: الطريق التي يبلغ طولها ستة كيلو مترات لا يخلو شبر فيها من الحفر والمطبات وأصبح العبور منها مغامرة غير مأمونة العواقب بعدما عمق العدوان صلفه وجبروته على شعبنا اليمني مما زاد الطين بلة وضاعف الشقاء والبؤس لأبناء (بني العراص – المصرعي ربيعة بني بحر).. حيث يبدأ مسار الطريق من منطقة مغربة الحيم بطول عشرة كيلو بخط حيوي يخدم كثافة سكانية كبيرة ويربط عزلة بني العراص بعزلة الربيعة.
وأضاف السمحي قائلا: سبق وتدخل مشروع الأشغال العامة في رصف جزء من الطريق عام 2009م بحسب التمويل المتاح آنذاك على أساس أن يتم استكمال الرص لبقية الطريق في الأعوام اللاحقة إلا أن المشاكل التي تعرض لها الوطن إثر العدوان والحصار حال دون استكمال مشروع الطريق من قبل الأشغال العامة أو أي جهة أخرى وبما أن الطريق تعرضت لأضرار فادحة جراء الأمطار والسيول وغياب السواقي الخاصة بتصريف مياه الأمطار توجب علينا مناشدة السلطة المحلية والاجتماع بالمواطنين للمشاركة في إعادة تأهيل الطريق وإنقاذ المشروع من الانهيار والدمار .
وأشار إلى وعود إدارة المجلس المحلي في إدراج الطريق ضمن مشاريع المنظمة التي ستنفذ في بداية عام 2023م حيث قام أبناء القرى المستفيدة من الطريق بإنشاء صندوق مبادرة مجتمعية لصالح الطريق وتم جمع ستة ملايين ريال كمساهمة مجتمعية تخصص في أعمال إصلاح الطريق إلى جانب ما سيقدمه المجلس المحلي بالمديرية وهذا ما نأمله.
معاناة المواطنين
من جانبه أوضح رجل المال والأعمال معاذ العزي حفيظ البحري – مشرف طريق مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر المتفرع من طريق ذمار الحسينية الدولي بطول 6 كيلومترات تقريبا الذي يخدم 11 قرية وهي قرية ( الشرف- الراحة – باحض- الدار – المحل – القحلة – الذنبة – الشامة – ادم – بيوت سعد – الوصية) فبعد أن أصاب اليأس أبناء تلك القرى من غياب الدعم الحكومي لاستكمال رص الطريق التي أرهقت كاهل المواطنين في 11قرية بعزلة بني العراص وتظهر معاناة المواطنين حين ينقلون مرضاهم إلى المراكز الصحية بمركز المديرية (حالات الولادة وغيرها من الإسعافات) وما يتم نقله إلى أسواق مدينة ذمار والحديدة من منتجات زراعية وغيرها كونها تقع على مسافة قريبة من المديرية حيث تصل أجرة السيارة ذات الدفع الرباعي من 40 إلى 50 الف ريال لمسافة اقل من ستة كيلو مترات والطريق محصورة على سيارات الدفع الرباعي فقط.
وأشار معاذ العزي إلى أن جهود الخيرين من أبناء المنطقة كان له الأثر الأكبر في تشكيل صندوق المساهمات المجتمعية الذي حاز على ثقة المجلس المحلي ممثلاً بالمهندس الجرموزي – أبو مالك حيث تم تجهيز قرابة 15 الف حجر حتى الآن من مجموع 30 الف حجر سيتم إنجازها إلى بداية شهر يناير من العام القادم وعلى ضوء ذلك سيتم الحصول على دعم من المجلس المحلي لتصل عدد الأحجار المطلوبة للطريق 77 الف حجر لنبدأ في رص الطريق التي أصبحت اكبر هم لدى مواطني قرى عزلة بني العراص ومنطقة كبيرة بمخلاف حمير ومنطقة وجيس أحد أهم نطاقات المحمية السياحية والبيئية لما تمتلكه من حيوانات نادرة وطيور نادرة أيضا وأشجار الزيتون البري (العتم) التي تستخدم في علاج السكر والكلى وغيرها من النباتات الطبية النادرة..
وقال معاذ : بإصلاح الطريق سينعكس ذلك إيجابا على أبناء المنطقة وعلى السياحة البيئية في أهم نطاقات المحمية وتكفلنا نحن بتوفير 4 آلاف حجر وتم إلزام عدد من أبناء القرى والعزل المستفيدة من الطريق بتوفير الأحجار الخاصة بعملية الرص حيث تبدأ الكمية المطلوبة كمساهمة من 200 إلى الف حجر على كل مقتدر و توفيرها وتتكفل إدارة المشروع بالمتابعة والإنجاز حتى بداية العام لنصل إلى 30 ألف حجر وفور انتهاء الصندوق من ذلك سيتم دعمنا بالبقية من المجلس المحلي بالمديرية لنصل إلى 77 الف حجر الكمية التي سيتم استهلاكها في عملية رص الطريق .
وأضاف مشرف المشروع لقد تم توزيع الـ 30 ألف حجر كمساهمة من المواطنين على المقتدرين والميسورين فقط والكل عرف ما عليه وقريبا سيتم الانتهاء من توفير هذه المساهمات المجتمعية ويبقى وعود المجلس المحلي الذي دعم الكثير من المشاريع التنموية وأخص بالذكر طرقات الرص التي وصل عددها إلى أكثر من 39 طريقا تقريبا منها ما تم تنفيذها والبعض منها ما يزال العمل جارياً فيها ونحن إن شاء الله في طريقنا للبدء في العمل مع بداية يناير القادم بجهود الداعم وصاحب المبادرات المهندس الجرموزي (أبومالك) مدير عام المديرية.
ويرى الشيخ جلال علي السمحي – عضو المجلس المحلي: أن مشكلة الطرقات ووعورتها تعيق المواطن والمزارع وتنعكس سلبا على التنمية.
وقال عضو المجلس المحلي: تصل حوادث الطرقات والنقل البري إلى 99% وواحد بالمائة في النقل البحري والجوي وهذا دليل واضح على حصاد أرواح الأبرياء في الطرقات الوعرة وغير الصالحة لعبور السيارات وطريق بني مغربة الحيم بني العراص ربيعة بني بحر إحدى هذه الطرق التي تحصد أرواح المواطنين وتدمر مركباتهم فقد أستبشر أبناء المنطقة خيرا حين بدأت عملية الشق للطريق عام 2001م لتأتي المرحلة الثانية برص بعض العقبات والأماكن الأكثر وعورة وصعوبة ونتيجة لعدم استكمال المرحلة الثالثة اندثرت الطريق ولم يستطع أبناء القرى المستفيدة من صيانتها كون الرص بدأ يتآكل نتيجة الأمطار وعدم استكمال بقية المواقع والأماكن الأكثر خطورة ووعورة ومنذ المرحلة الأولى والثانية في عام 2001م تحولت أماكن الرص إلى مطبات وحواجز معيقة للسيارات حيث يعاني المواطن من وصول الحصادات أيام الحصاد وتصل تكلفة وصول الحصادات إلى مئات الآلاف مما يزيد من معاناة المواطن الذي ينقل منتجاته بعشرات الآلاف إلى الأسواق اليمنية من مسافة لم تتجاوز الستة كيلو مترات فقط ..
ويضيف السمحي أملنا في المرحلة الثالثة والأخيرة لاستكمال بقية الرص قد لمسنا حماس مدير المديرية أبو مالك الذي يولي الطرقات أولوية كبيرة كونها شريان الحياة إلى جانب جهود الشباب المخلصين من أبناء عزلة بني العراص منهم الأخ مشرف الطريق معاذ العزي ومروان حفيظ اللذان يعملان دون كلل أو ملل لإنجاح المساهمات المجتمعية واستكمال أعمال الرص في المرحلة الثالثة والأخيرة للطريق التي نعول على جهود المخلصين من أبناء عزلة بني العراص ودعم المجلس المحلي في تمويل المشروع الأهم لأبناء 11 قرية.
منوها إلى وجود بعض العقبات التي تحتاج إلى رص بالأحجار والترميم خاصة المواقع التي تضررت من الرص السابق بسبب الأمطار والسيول التي تعرضت لها كونها قد تم ضمها في خطة المجلس المحلي لعام 2022م لأنها تمثل الشريان الوحيد الذي يربط العزلة بالخط الأسفلتي وتخدم كثافة سكانية في 11 قرية وتم إنجاز أكثر العقبات صعوبة ولم يتبق سوى ست عقبات بحاجة عاجلة للرص ويبقى الأمل في دعم المجلس المحلي لإعانة المواطنين لتحقيق حلمهم في وجود طريق آمن.