يُسَلِّطُ الضوءَ على الحرب المخابراتية على اليمن
في قبضة رجال الأمن .. عمل يوثق لمحطة نجاح استخباري يمني
الثورة / إبراهيم الوادعي
ضمن عمل إعلامي جديد كشفت الأجهزة الأمنية عن تفاصيل ومعلومات جديدة تتعلق بعملية اغتيال الوزير حسن زيد وعمليات اغتيال عدة نفذتها خلية تابعة للاستخبارات السعودية في العاصمة صنعاء وإب وذمار.
الفيلم الأمني “في قبضة الأمن” عرض في نحو 60 دقيقة تقريبا للحرب الدائرة بين المخابرات اليمنية والاستخبارات السعودية في ظل العدوان القائم على اليمن منذ تسع سنوات ، تعمل الأخيرة على تفجير الوضع من الداخل ، فيما تسعى الأخيرة للحفاظ على السكينة العامة ، وفي ظل العدوان يبرز هدف حماية ظهر المقاتلين والمجاهدين على الجبهات.
بمشاهد تمثيلية ورسومات توضيحية وتسلسل مشوق يكشف الفيلم آلية عمل الاستخبارات السعودية في تشكيل الخلايا الإجرامية، ويفضح الفيلم بالمعلومات وبالصور عدداً من المرتبطين بالاستخبارات السعودية وتورطوا في هذا الجانب الخياني.
يكشف الفيلم عن هوية المرتزق/ محمد علي المقدشي والمرتزق/ فضل حسين المصقري كعنصرين رئيسيين توليا تشكيل خليتين للعدوان، أوكل إلى الأولى بقيادة طارق محمد احمد الغزالي المشهور بطارق البعداني الغزالي فتح جبهة في منطقة بعدان إب لإقلاق الأمن وطعن مجاهدي الجيش واللجان الشعبية من الظهر، لكن المهمة فشلت.
فيما تولت الخلية الثانية تنفيذ عمليات اغتيال ضد عدد من الشخصيات الاجتماعية والرسمية في صنعاء وإب وذمار بغرض أثارة الرعب داخليا.
وفي الضفة الأخرى تفاصيل واحدة من عمليات مضادة للاستخبارات اليمنية سجلت خلالها نجاحا بوجه مؤامرات الاستخبارات الخارجية المعادية ، وتعزيز موقفها ونجاحاتها بعد إعادة توحيدها وتوحيد ولائها لله وشعبها .
بمشاهد تمثيلية يكشف الفيلم تكليف المدعو طارق محمد احمد الغزالي ، تشكيل خلية تكون مهامها فتح جبهة إقلاق للأمن في محافظة إب ، وكيف تم تحويل الأموال وعمليات شراء وإرسال السلاح إلى منطقة التفجير المخطط لها سعوديا بعدان إب ، ويوثق باعترافات المقبوض عليهم دور المخابرات السعودية .
وبحسب الفيلم فبعد فشل خيار فتح جبهة مواجهة في بعدان إب عادت الاستخبارات السعودية إلى ما تبرع إليه وهو عمليات الاغتيال في الشوارع ، وجرى تشكيل خلية استقطبت عددا من عناصر الخلية الأولى تحت قيادة محمد علي احمد الحنش ، أوكل إليها تنفيذ عمليات اغتيال في ذمار وإب والعاصمة صنعاء ، قبل أن يسقطها جهاز الأمن والمخابرات اليمني بالضربة القاضية عقب عملية اغتيال الوزير حسن زيد.
يفسح فيلم “في قبضة الأمن” مساحة كبيرة لتفاصيل اغتيال الوزير حسن زيد في 2020م والتي أتت حينها لتضرب سكينة المجتمع اليمني في خضم الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف ولتضع السعودية والوهابية بصمتها في ذلك الحين وتحاول أن تسجل انتصارا عقب سقوط فتنة التمرد والخيانة.
يعيد الفيلم تمثيل علمية رصد واغتيال الوزير حسن زيد ، أبطال المشاهد أعضاء الخلية أنفسهم- وفقا لاعترافاتهم ، كيف جرت متابعة الوزير وكيف تمت عملية الاغتيال على لسان المجرم ، وكيف توارى عقب الاغتيال.
بحسب الفيلم، حددت الأجهزة الأمنية مسار المجرمين والآليات المستخدمة في الجريمة في أقل من ساعة برغم تعمدهم استهداف الوزير برفقة ابنته في منطقة عمياء أمنياً آنذاك بالعاصمة صنعاء، مكّن ذلك من تعقب الجناة قبيل فرارهم كلية إلى محافظة ذمار المجاورة.
وفي غضون ساعات أمنت عملية تبادل سلسة للمعلومات بين الأجهزة الأمنية معلومات التفصيلية على طاولة قيادة الدولة، ولتداهم قوة من الاستخبارات مقر اختباء عدد من أعضاء الخلية في العاصمة صنعاء وتقتل في اليوم التالي منفذي الجريمة في منطقة حورور بذمار بعد رفضهم الاستسلام، قبل أن يقضى على رأس الخلية بعملية تالية قبيل فراره من مخبئة باتجاه المناطق المحتلة.
وفي الفيلم يكشف الشاهد الوحيد والأخير، الذي التقى رئيس الخلية إقرار المدعو الحنش بجريمة اغتيال الوزير حسن زيد، وكيف كان الإعلام الأمني والمجتمع رديفا في تفكيك خلية “الحنش”.
يُميط فيلم في قبضة الأمن الغموض كذلك عن عمليتي اغتيال وقعتا في ذمار طالت إحداهما الشهيد عبد الله السلامي، والأخرى محاولة اغتيال عبد الكريم الحبسي الذي نجا بعد إصابته بجروح خطيرة، كما يميط الفيلم للمرة الأولى الستار عن عملية اغتيال فاشلة استهدفت وكيل محافظة إب عبد الواحد المروعي .
ومن خلال اعترافات أعضاء الخلية يوثق الفيلم بالأسماء رصد الخلية شخصيات في الحكومة وشخصيات وطنية مناهضة للعدوان ..
يعرج فيلم «في قبضة رجال الأمن « على أثر التحولات التي نتجت عن إعادة صياغة أجهزة الأمن وفق قواعد تجعلها أجهزة للشعب لا للسلطة، وآلية التعاون الخلاق بين الأجهزة الأمنية وفق الرؤية الجديدة لعملها في تبادل المعلومات وتحقيق الأثر المطلوب وتجاوز إرث الماضي، مثل كشف المتورطين باغتيال الوزير حسن زيد في ظرف ساعات وإنهاء الخلية وتفكيكها في ظرف ثماني وأربعين ساعة أحد أهم الآثار.
وكذا الدور الخياني للمرتزقة في تمكين الاستخبارات الخارجية من تجنيد الجواسيس لصالح الاستخبارات السعودية والأمريكية والبريطانية، وفي الفيلم يكشف عن تجنيد المرتزقة للقاصرين جواسيس لخدمة العدوان على بلدهم دون وازع أو ضمير.
إلى جانب المعلومات الجديدة والتفصيلية في واحدة من ثنايا المواجهة والاستهداف للجبهة الداخلية اليمنية، يستضيف الفيلم شخصيات عسكرية وأمنية واستخباراتية وعلمائية وازنة تثري مشهد الحرب الأمنية والاستخباراتية ضمن آفاقه الواسعة، حرب يراد منها تدفيع الشعب اليمني ثمن الصمود وكسر أحلام طغاة العالم وأذنابهم الإقليميين.
يسجل الفيلم ويوثق احدى محطات النجاح لجهاز الأمن والمخابرات اليمني والأجهزة الأمنية الرديفة، في حرب مستمرة لن تتوقف بصمت المدافع ورفرفة رايات السلام .