الثورة / محمد الروحاني
تتصاعد حدة الصراع يوماً بعد آخر بين مرتزقة تحالف العدوان في محافظة حضرموت الغنية بالنفط، في ظل تغذية واضحة من قبل السعودية والإمارات لعوامل هذا الصراع الذي يتزامن مع خروج دعوات جديدة لفصل حضرموت عن اليمن وإعلان ما يسمى “استقلال حضرموت”، ما يؤكد مضي تحالف العدوان في مخطط تمزيق اليمن وإيجاد كيانات انفصالية هشة تسهل للمحتل مهمته ، في احتلال الأرض ونهب الثروات .
مراقبون أكدوا أن ما يحدث في محافظة حضرموت ليس سوى صراع مفتعل من قبل السعودية والإمارات اللتين تعملان على خلق مشهد مرتبك لتهيئة الموقف لفرض دعاوى الانفصال ، خدمة لأمريكا التي تسعى لإعادة نشر قواتها في المحافظات الشرقية وسواحل وجزر اليمن الاستراتيجية لضمان الاستحواذ على ثروات اليمن النفطية والغازية من جهة ، ومواجهة التحديات الاقتصادية التي تفرضها الصين، التي تهدد بانحسار إمبراطورية الهيمنة الأمريكية من جهة أخرى .
وعلى عكس ما يريد تحالف العدوان إيصاله للرأي العام الداخلي والخارجي، يؤكد محللون أن الصراعات التي اندلعت خلال الآونة الأخيرة بين فصائل تحالف العدوان لا تمثل إلا انعكاساً للتوجه الأمريكي في حضرموت والمهرة، من خلال مسرحية تقوم خلالها السعودية والإمارات بلعب دور الخصوم بما يؤدي إلى فصل حضرموت ومن ورائها المهرة عن اليمن، ضمن سياسة ذرائعية تستعملها واشنطن لفرض أجنداتها بالقوة على دول العالم ، وهو ما يؤكده تبني الموالين للسعودية لدعوات الانفصال وما يسمى بـ “استقلال حضرموت “، وهي ذات الدعوات التي تتبناها الفصائل الموالية للإمارات، وإن اختلفت في المسميات .
كما أن تزامن التصعيد بين مرتزقة العدوان – مع الاهتمام الكبير الذي يبديه الأمريكيون بالمحافظة التي شهدت خلال الأشهر الأخيرة زيارات متواصلة من قبل السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، والسفير الفرنسي جان ماري صافا، إلى جانب زيارات أخرى للوفود العسكرية الأمريكية- يؤكد وجود مؤامرة أمريكية تستهدف المحافظة الغنية بالنفط ، وأن الأمريكيين يقفون وراء هذا الصراع الذي ينفذ عبر أدواتهم السعودية والإمارات في إطار مخطط أمريكا الاستعماري التي تحاول فرضه في اليمن .
وبحسب المراقبين، فإن الولايات المتحدة الأمريكية ومن خلفها بريطانيا والكيان الصهيوني تريد رسم خارطة جديدة للبلاد برؤية استعمارية حديثة وفق مصالح دول الهيمنة الغربية كانت تتربص باليمن لعقود، ولعل النصيب الأكبر من تلك المخططات أخذ يظهر بشكل أوضح حالياً في محافظة حضرموت .
ويؤكد المراقبون، أن التطورات الأخيرة على الأرض في أكبر المحافظات اليمنية من حيث المساحة والثروات النفطية والمعدنية، حدثت في ظل تزايد الوجود العسكري للقوات الأمريكية والزيارات المتعددة للسفير الأمريكي، وتغذية صراع التناحر بين مرتزقة تحالف العدوان “الإصلاح والانتقالي” وبروز دعوة “ تقرير مصير حضرموت “ في الانفصال عن الوطن الأم ، وتأتي ضمن المخطط الاستعماري الأمريكي تجاه محافظة حضرموت الذي لم يكن وليد اللحظة ، فقد بدأت ملامحه منذ حرب صيف 1994، حيث سعت السعودية وبعض دول الخليج إلى فصل حضرموت عن اليمن وتجددت تلك النوايا بإصرار “ الخائن هادي وحكومته” على إقرار نظام الأقاليم الستة في سبتمبر 2014، بما يضمن تحول حضرموت من محافظة إلى إقليم يتيح له تقرير المصير وإعلان نفسه دولة مستقلة ذات سيادة وطنية.
لم يعد اليمنيون وحدهم من يدركون حقيقة المؤامرة الأمريكية التي تستهدف حضرموت، بل بات العالم كله يدرك حقيقة هذه المؤامرة .
صحيفة “القدس العربي” قالت في تقرير لها- نشرته مطلع ديسمبر الماضي “ إن أمريكا تدرك جيداً تفاصيل النزاعات الحاصلة في حضرموت وتشتغل عليها في خطابات في ظاهرها الحفاظ على أمن واستقرار اليمن وفي الواقع تشتغل على مشاريع أخرى في الجنوب اليمني وعلى وجه الخصوص محافظة حضرموت التي تمتلك موقعاً استراتيجياً وثروات كبيرة” .
ولم تستبعد الصحيفة في تقريرها أن الإدارة الأمريكية تعمل على التوصل لاتفاق يضمن لها القيام بحماية المنشآت النفطية، خاصة في ظل وجود قوات عسكرية لها في مطار الريان، وأن الزيارات الأمريكية لحضرموت تأتي في سياق تعزيز الحضور الأمريكي بما يكفل للولايات المتحدة السبق في فرض واقع تخطط له واشنطن ليكون لها حضوراً فيه مستقبلاً .