
محمد الوشلي –
لا حدود لقدرة النساء على التحمل وهذا حتى الجنون حتى السقوط استمرت « مارلين مونرو» في الحديث إلى نفسها قبل أن تقرر هذا الموت الموت الحقيقي الجدير بالمحبة « البعض يفضلها ساخنة» (1959م) لهثت فيه وراء كل الرجال البعض يفضلونه ساخنا كانت قصة مختلفة لقد فاجأت الموت نفسه والذي كان واقفا أمام بوابة لدار عرض صغيرة في جنوب ميامي ينتظر الدخول كأي مراهق يعتريه الفضول حول فستان « مارلين مونرو « الجديد .
يقول الناقد السينمائي س .سميث « منذ بداية السينما والمرأة موجودة في الأفلام لكنه للأسف وجود يسيء إليها ويقلل من احترامها ولم يساهم إلا في زيادة وعي المرأة تجاه أهمية أنوثتها وصورتها لقد أصبحت ممثلة الإغراء»مارلين مونرو» هي المعيار الأساسي للأنوثة الرابحة «
هذه هي المرأة في السينما « تيدا بارا « الغامضة والتي يفوح من فصولها رائحة البخور التي تشبه الشرق « هيدي لامار» وسحرها الذي تسلل من جسدها الصابوني في فيلم « تشيكي مجهول» لكي يصبح رائحة لكل من يغتسل بـ» هيدي» غموض « غريتا غاربو» وصقيع « ديتريش» أنوثة السماء « مارلين مونرو» وصاحبة العيون الخريفية « جين مانسفيلد» المرأة التي تمطر كل يوم « بريجيت باردو» كل الفتيات المخبئات في الأعلى مثل « أرسولا أندروز» و « راكيل والش « و «بوديريك» كل هذا المشهد لم يكن سوى فردوس مفبرك صنعته السينما وفق طقس الجمال القابل للتغير بعد قفل كل الأبواب.
كان هناك ذلك الغموض أيضا الغموض الذي نستخدمه لخداع الآخرين لإيهامهم أننا أكثر عمقا منهم الغموض الذي صنعته الآلة السينمائية حول كل هذا النوع المثير من النساء لقد أصبحن نوعا من الآلهة بالنسبة للمراهقات بالذات عند الحديث عن فترة الخمسينيات إلى السبعينيات .
قبل ذلك كان هناك مشاهد مهمة ساهمت في تحديد صورة المرأة في السينما ومن ذلك المشهد المتمثل في دور الأم كان هذا هو النموذج الذي أعجب « لومبير» رائد السينما الفرنسية امرأة جالسة بجانب زوجها العائد من الحرب وهي تطعم طفلها الصورة الأخرى كان عرابها « توماس أديسون» الذي أخرج مراهقين ووضعهما فوق مقعد بال وقام بتصوير تلك القبلة الطويلة المليئة بالتفاصيل.
هذه الصور وضعن الطريق الذي مشى عليه المخرجون وبتصاعد مستمر فبعد عقدين من الزمن كانت « آستيا نيلسون» و» مارلين مونرو» يقدمن أدوارا جنسية متفاوتة بين عامي (1910م) و(1920م).
تقول « فيرونيكا باركر» (اختصاصية اجتماعية ) «ماذا قدمت مارلين مونرو وشبيهاتها للمرأة ¿ لقد كانت جملة من التناقضات فهي على الشاشة تمثل المرأة المثيرة التي تلهث وراء الرجال وفي الواقع تعاني الأمرين من الرجال حينما يتعلق الأمر بالحياة الحقيقية»
بعد قرن كامل من الزمان وبالتحديد في عام (1999م) كان هناك امرأة تمسك بورقة صغيرة وتصرخ أمام طلابها في قاعة مغلقة في جامعة « سنتياغو» لم تكن هذه المرأة سوى « مارثا لوزان» أستاذة الإعلام التي قامت بدراسة حول دور النساء في صناعة السينما الأمريكية السينما بمعناها الواسع كانت أميركا تكذب على الجميع فـ 15% فقط هو عدد النساء العاملات في مجال الإخراج التنفيذي الوظيفة الوحيدة التي سيطرت فيها المرأة هي وظيفة الأنثى لقد تحولت هوليود إلى مرقص مليء بالمتعريات الفكرة الرجل السينما الرجل وكل الكلمات المعقدة هي من حق الرجل .
حسنا لنكن صادقين من شاهد فيلم « ولد لعوب « لمارلين» سيعرف أيضا وجها مختلفا من الحقيقة النساء في المجتمع لم يستطعن أن يفصلن أنفسهن عن «مارلين» الضعيفة المنبوذة جعلت النساء يصدقنها جدا لقد كانت مونرو صنيعة الرجال النساء أيضا في تلك الفترة كن صنيعة الرجال لكنها وحدها دفعت الثمن غاليا إنها تراجيديا الأنثى لم تكن يوما تراجيديا السينما .
« هذا العمل إنه يجعل من المرأة سلعة رخيصة تافهة مهما نالت من المجد والشهرة» قالت « مارلين مونرو « قبل أن توافق على دور يشبهها و بطولة مشتركة مع الموت.