صنعاء../ علي الخيل
اعتبر أكاديميون وخبراء من الجامعات اليمنية والعربية، التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي في اليمن والبلدان العربية، ضرورة حتمية تفرضها الظروف الراهنة والتطورات التكنولوجية المتسارعة للحاق بركب الثورة الصناعية والتكنولوجية الرابعة.
وأكدت الأبحاث والأوراق المقدمة للمؤتمر العلمي الثالث للمعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي بالتعليم العالي الذي نظمه على مدى يومين بصنعاء مركز تقنية المعلومات ومجلس الاعتماد الأكاديمي، على أهمية إعادة النظر في التوجهات الفكرية الحاكمة لمسارات التعليم العالي عبر تحقيق معرفة تكنولوجية متكاملة.
وأوضحت الأبحاث والأوراق العلمية التي حصلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) على نسخة منها، إلى أن نجاح برامج التنمية واستمراريتها مرتبط بمشاركة العنصر البشري وطبيعة إعداده وتأهيله، من خلال المعرفة والتحول الرقمي.
حيث أكد رئيس مجلس الاعتماد الأكاديمي الدكتور أحمد الهبوب في ورقته أن فلسفة التحول الرقمي كثورة تكنولوجية معرفية تمكنت من إشاعة الثقافة الإلكترونية في أوساط المجتمع والنظم التعليمية بمختلف دول العالم على اختلاف مستوياتها الحضارية.
ولفت إلى علاقة الثورات التقنية بظهور نظريات تعلم جديدة أبرزها نظرية التعليم الشبكي وتقديم أبرز النماذج المعيارية المستخدمة في التعليم الرقمي بمؤسسات التعليم العالي.
وكيل وزارة التعليم العالي المساعد لقطاع البحث العلمي الدكتور خليل الخطيب تطرق في الورقة العلمية التي قدمها في المؤتمر الذي اختتم أمس، إلى دور ومكانة المجلات العلمية اليمنية لدى معامل التأثير العربي ومعامل أرسيف العربي.
وأوضح أن هناك 27 مجلة يمنية مفهرسة لدى معاملي التأثير العربيين خلال الفترة: 2015-2022، من أصل 54 مجلة موزعة على الجامعات الحكومية والأهلية.
بدوره أشار رئيس جامعة الرشيد الذكية الدكتور عبد اللطيف حيدر، إلى أربع قضايا رئيسية حول مفهوم التحول الرقمي في مؤسسات التعليم العالي مستوى والاستعداد والجاهزية له، مؤكدا على أهمية مناقشة طبيعة التحول الرقمي في التعليم العالي وأهدافه وأبعاده ومعرفة متطلبات تنفيذه.
فيما اعتبرت الدكتورة سعاد الطائي والدكتور وليد الدليمي من جامعة بغداد العراق، التعليم الإلكتروني ثورة حديثة في تقنيات التعليم تسخّر أحدث ما تتوصل إليه التقنية من أجهزة وبرامج في التعليم.
وأشارا إلى أهمية التركيز على جودة التعليم الإلكتروني في الجامعات باستعمال آليات الاتصال الحديثة من حواسيب وشبكات ووسائط متعددة وآليات بحث ومكتبات إلكترونية وبوابات الإنترنت.
الدكتور إبراهيم يحياوي من جامعة محمد لمين دباغين سطيف بالجزائر، يرى أن المجتمع اليوم يعيش بيئة جديدة تتسم بمتغيرات فرضها المحيط الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والتكنولوجي.
وأكد في ورقته أن التجديد في المتغيرات أجبر التعليم الجامعي للتغيير في أسلوب منهجه في مجالات كثيرة.. لافتا إلى الرهانات المستقبلية المطلوبة من أجل الوصول إلى جودة شاملة للتعليم الجامعي في ظل التحول الرقمي.
فيما أكدت دراسة قدمها الدكتور عبد الرحمن عبدالله من جامعة أم درمان الإسلامية بالسودان، وجود مؤشرات وأدلة وشواهد يمكن استخدامها في قياس مدى توفر معايير جودة العملية التعليمية بالجامعات، ووجود علاقة بين رؤية النهوض وخاصية التجدد وتحقيق ضمان جودة العملية التعليمية.
الدكتور نور الدين بقدير من جامعة بن زهر بمدينة أكادير المغربية أكد في ورقته، أن التطور السريع في مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات أدى لانتشار الثقافة الرقمية، ما دفع كثير من الدول لإدخال تغييرات في سياساتها ومنظومتها التربوية والتعليمية.
في حين ركز الدكتور طارق عبد الرؤوف عامر من جمهورية مصر العربية في ورقته على خصائص وأشكال ونماذج عناصر التعلم الرقمي للتعليم العالي ومميزاته، مؤكدا على أهمية عناصر التعلم ودورها في تحسين التعلم عن بُعد، كونها تعطي المادة التعليمية الصبغة العالمية بالإضافة إلى وجود وسائط تعليمية متعددة.
وبين أن عناصر التعلم الرقمية تمثل جزءاً مهماً من المقررات الإلكترونية التي يتم إنتاجها ونشرها، ما يتطلب أن يتمتع المٌنتج لها بمجموعة من الصفات ومنها القدرة على التعامل مع هذه التقنيات.
جامعة صنعاء قدمت في المؤتمر عدداً من الدراسات والأوراق العلمية بشأن التحول الرقمي، حيث تناول الدكاترة حامد الضلعي، وعلي الصبري، وعلي صالح، أثر اختلاف وسائط التعليم الإلكتروني على التحصيل المعرفي والأداء المهاري في مقرر علم الصوت لدى طلبة قسم اللغة الإنجليزية بكلية التربية والألسن بجامعة عمران.
واوصوا بتوظيف وسائط التعليم الإلكتروني خصوصاً الحاسوب والهاتف النقال في التعليم والتعلم والاستفادة منها في المراحل الدراسية بمختلف التخصصات.
البحث عن الحقائق وتقصيها من مصادرها بالكشف والتحليل والاستنتاج، ينمي مدارك الباحث ويجعل المعارف في متناوله، وهو ما أكدت عليه الدكتورة زغدودة ذياب من جامعة الحاج لخضر بالجزائر، مشيرة إلى أخلاقيات البحث العلمي والتحول الرقمي ودورهما في إثارة القضايا المتعلقة بالاستخدام الأمثل للإنترنت.
الدكتور نجيب المغربي والدكتور أيوب المهاب، أكدا في دراسة علمية قدمت للمؤتمر، أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم العالي الزراعي في الجامعات اليمنية يؤدي لتحسين مستوى التعليم وتطوير أساليب التدريس وتحقيق أعلى المستويات الممكنة في الممارسات والعمليات التعليمية والمعرفية.
وخلصت الدراسة إلى أن استخدام تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم العالي الزراعي يؤدي إلى انتشار التعليم وتحسين مستواه وخفض التكاليف، فضلاً عن التحسين المستمر لدور الأستاذ وأساليب التدريس والذكاء الاصطناعي.
مدير التخطيط والمتابعة بالمركز الوطني للمعلومات عدنان الحميري، أوضح أن مشاريع الرقمنة أصبحت حاضرة في خطط التنمية، وبرز توجه الحكومة في الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة.
ولفت إلى أن التحول الرقمي يهدف إلى رقمنة آليات العمل والخدمات والمعاملات الرسمية وتبسيط الإجراءات وتحويلها إلى خدمات رقمية لتلبية احتياج المواطن .. مشيراً إلى دور المركز في تبني مشروع المكتبة الرقمية.
في حين أوصت دراسة قدمها الدكتور أحمد المنجدي والدكتور مبروك السودي من جامعة عمران، بأهمية استفادة مؤسسات التعليم العالي اليمنية من تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، خاصة تقنيات الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR).
دور الاتصالات وتقنية المعلومات في دعم أداء القطاعات ومساهمتها في زيادة مستوى الكفاءة عبر تقليل الكلفة والوقت لإنجاز المعاملات، كان محور تركيز ورقة العمل التي قدمها الدكتور محمد القطابري والدكتور محمد قطران.
وأوضحا أن التحول الرقمي خلال العقدين الأول والثاني من الألفية الجديدة ارتبط مع بزوغ التكنولوجيا الحديثة التي شهدت ظهور العديد من التقنيات المتطورة ومنها الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والحوسبة السحابية.
فيما أكدت الدكتورة ليلى العزيبي من جامعة طرابلس بليبيا في ورقتها العلمية أن الجامعات تعد من أشد المؤسسات المجتمعية الخدمية تأثرًا وتحسسًا لمتطلبات التطور التكنولوجي والرقمي.
وأشارت إلى دور الجامعات كمنتج للمعرفة عبر مقوماتها التعليمية والبحثية والبشرية.. مؤكدة أن قضية التحول الرقمي للجامعات أصبحت اليوم من الأولويات والقضايا والتوجهات الحديثة في مجال التعليم العالي.