بالصورة.. محمية عتمة الطبيعية.. بساط أخضر ولوحة فنية ساحرة ينغصها الكثير من التحديات!

 

سياحة وتراث/ عادل حويس

محمية عتمة بمحافظة ذمار هي واحدة من أجمل المحميات الطبيعية، في اليمن.
تحتل هذه المحمية التي تعد بحسب باحثين ومختصين أول المحميات البرية في البلاد موقعاً جغرافياً يتوسط ثلاث محافظات يمنية: ذمار، ريمة، وإب، وهي تبعد عن العاصمة صنعاء حوالي 158 كم.
وتقع محمية عتمة، التي أعُلنت محمية طبيعة في العام 1999، ضمن الامتداد الطبيعي لسلسلة جبال “السراة” التابعة لمحافظة ذمار، وتبعد قرابة 58 كم، غرباً عن مدينة ذمار وسط البلاد.
وتبلغ مساحتها الإجمالية 460 كم2، (أي ما يعادل 46 ألف هكتار)، وهي تمثل 6 % من إجمالي مساحة محافظة ذمار البالغة 7900 كم2.وتصل أعلى قمة جبلية فيها حوالي 2600 – 2700 م عن سطح البحر.
وتمتاز هذه المحمية بتنوع الأشجار، وسلسلة الجبال المكسوة بالحشائش، وبجمال تضاريسها حيث يتراءي جمالها الأخاذ أمام عيون الزائرين كأنه لوحة فنية ساحرة وبساط أخضر يمتد على مساحات شاسعة حيث تزداد اخضرارا وجمالا مع موسم الأمطار.
ويشكل الغطاء النباتي نسبة 80 % من إجمالي مساحة المحمية، حيث تحتل المدرجات الزراعية الجبلية مساحة بحوالي 60% ‏من أراضي المحمية. وبقية الأجزاء تغطيها الأحراش الحرجية بنسبة 30%.
وتشتهر المحمية، بطبيعتها الساحرة ‏واخضرارها، واحتواء المراعي الطبيعية فيها والغابات والأحراش على أنواع من الأشجار والنباتات الطبية ‏والعطرية النادرة إضافة إلى بعض الحيوانات والطيور النادرة.‏
وقد دفعت عدد من العوامل الطبيعية والبيئية، قدامى اليمنيين إلى استيطان هذه المحمية منذ آلاف السنين، نظراً لما تتمتع به ‏من خصوبة التربة الزراعية والإنتاجية العالية للمحاصيل الزراعية.
وبالإضافة إلى جودة المراعي، وأراضي الغابات الكثيفة والمعدلات الجيدة لهطول الأمطار، ‏إضافة إلى العيون والغيول المائية التي تنتشر في عدد من أرجاء المحمية.
كما يوجد بها أنواع من الحيوانات المفترسة مثل: النمر العربي، الضباع، الذئاب، والثعالب. وغير ذلك من الطيور والحيوانات البرية
لكن هذا الجمال الرباني لا يخلو من المغنصات، إذ باتت المحمية تواجه الكثير من التحديات والتهديدات حيث يتعرض الغطاء النباتي في المحمية عتمة، لمخاطر التدهور المستمر نتيجة عوامل طبيعية وبشرية، منها على سبيل المثال الرعي الجائر من قبل السكان، والذي يقضي على تجديد الغطاء النباتي والنباتات النادرة.
وكذلك الاحتطاب الجائر وقطع الأشجار (خاصة الأشجار المعمّرة)
إلى جانب تغيرات المناخ وتعرض التربة للتدهور، وعوامل الانجراف جراء السيول والفيضانات، وعدم الاهتمام بتسوية المدرجات الزراعية المشيدة بالمحمية منذ القدم.
إضافة إلى الزحف العشوائي للبناء السكني، وتوسع العقارات في مناطق المحمية.. وتوسع زراعة القات بالمحمية، والذي بات يطغى على المساحة الزراعية، ومساحة الغطاء النباتي.
ناهيك عن زيادة استخدام المبيدات والأسمدة الكيمياوية المرتبطة بزراعة القات، مما يؤثر على الملقحات وخصوصا النحل اليمني.
وكل تلك التحديات تفرض على الجهات المعنية تفعيل جوانب الوعي المجتمعي للحفاظ على ديمومة وتألق محمية عتمة البرية، وغيرها من محميات اليمن الطبيعية.

قد يعجبك ايضا