الثورة نت|
أكد عضو المجلس السياسي الأعلى جابر الوهباني، أهمية مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية المتسارعة واللحاق بركب التقدم المعرفي والتحول الرقمي الذي تشهده المجتمعات والدول المتقدمة.
جاء ذلك في تدشين أعمال المؤتمر العلمي الثالث حول “المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في التعليم العالي” اليوم بصنعاء، الذي ينظمه في يومين مركز تقنية المعلومات بالتعاون ومجلس الاعتماد الأكاديمي وضمان جودة التعليم العالي بالشراكة مع الجامعة الإماراتية الدولية وجامعة العلوم والتكنولوجيا.
وأشار الوهباني إلى الحاجة الماسة لمثل هذه الخطوات المتقدمة التي تسهم في الانفتاح على العالم والتوجه لمثل هذا النوع من التعليم لبناء أجيال قادرة على النهوض بالاقتصاد الوطني.
ولفت إلى أن قياس تطور وتقدم المجتمعات والشعوب اليوم مرهون بمدى استخدامها للتكنولوجيا ومواكبتها للتطورات وليس بكمية الثروات التي تمتلكها تلك الدول والمجتمعات.
وأوضح أن تلك الدول التي عاشت ردحاً من الزمن تتباهى بحجم الثروات أدركت مؤخراً أن الحياة ليست عبثاً، لكنها مشاركة في البناء والتنمية والتطور، ما جعلها تتجه للتطور التكنولوجي وصناعة المعرفة الرقمية الذي أثبت أن أفضل وأرقى وأنجح أنواع الاستثمارات في بناء اقتصاديات العالم.
وأشاد الوهباني بقدرة العقل اليمني المشهود له عبر التاريخ بكفاءته وتطلعه نحو الرقي وتحقيق الانجازات والمراتب المتقدمة.
وقال” متى ما أُتيحت للإنسان اليمني الفرصة وتوفرت له الإمكانيات، فإنه قادر على الإبداع والعطاء في مجالات الفكر والمعرفة والهندسة”.. منوهاً بمشاركة هذه الكوكبة من العلماء والخبراء ورواد الفكر والعلم والتنمية من مختلف الجامعات اليمنية والباحثين من مختلف البلدان في المؤتمر العلمي الذي يركز على المعرفة والتحول الرقمي.
وخاطب عضو السياسي الأعلى المشاركين قائلاً:” لقد استطعتم بانعقاد المؤتمر تشكيل تواصل حضاري مع مختلف الشعوب والثقافات الإنسانية المختلفة في ظل استمرار العدوان والحصار” .. مؤكداً أنه بإرادة الشعب اليمني وقيادته الحكيمة تتحطم كل الحواجز والمؤامرات.
ودعا الجميع إلى التوجه للاستثمار في المجالين العلمي والتكنولوجي للمساهمة في تدريب وتأهيل الأجيال الصاعدة .. مشيداً بدور وزارة التعليم العالي والمؤسسات التابعة لها في إعداد وتنظيم المؤتمر.
من جانبه اعتبر نائب رئيس الوزراء لشؤون الرؤية الوطنية محمود الجنيد، التعليم الأساسي والفني والمهني والعالي، البوابة الرئيسية لنهوض وتقدم أي مجتمع.
وأشار إلى تزامن المؤتمر العلمي الثالث للمعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي مع الذكرى السنوية للشهيد .. مبيناً أنه بفضل الله وبتضحيات الشهداء والمرابطين في مواقع العزة والكرامة وصمود وثبات الشعب اليمني ووعيه وبصيرته تمكن أبناء اليمن من مواجهة العدوان وتحقيق الانتصارات والإنجازات على مختلف الصعد.
وأكد الجنيد أن المؤتمر يأتي في إطار موجهات ومستهدفات الرؤية الوطنية والإنجازات التي حققتها ثورة 21 سبتمبر في الإصلاح المؤسسي.
وأفاد بأن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والمؤسسات والجهات التابعة لها من الجهات المهتمة بتعزيز قدرات الدولة .. مؤكداً أن التحول الرقمي، أصبح اليوم متطلباً رئيسياً لكافة مؤسسات الدولة.
ولفت نائب رئيس الوزراء، إلى أن المؤسسات التعليمية، هي الجهات المعنية بتأهيل الكوادر وضمان نجاح وتحقيق الجودة والفاعلية والتميز في أداء المؤسسات الخدمية والتنموية، عبر مواكبة التطورات الهائلة على مستوى العالم والسعي لتنمية الوعي التكنولوجي.
وأكد أن مخرجات ونتائج المؤتمر ستخدم الرؤية الوطنية وحكومة الإنقاذ والتوجه للنهوض والبناء .. مثمناً دور قيادات وزارة التعليم العالي ومركز تقنية المعلومات ومجلس الاعتماد الأكاديمي وجامعتي العلوم والتكنولوجيا والإماراتية في إنجاح المؤتمر.
ودعا وزارة التعليم العالي إلى إدراج مقترح مشروع إعداد المحتوى المعياري للتعليم الرقمي المقدم من مجلس الاعتماد الأكاديمي ضمن خطة ومشاريع الرؤية الوطنية في التعليم العالي للعام الجاري 1444هـ.
بدوره أشار وزير التعليم العالي – رئيس المؤتمر حسين حازب، إلى أهمية المؤتمر الذي يناقش أحد أهم قضايا العصر المتمثلة في “المعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي”.
وأكد أن العالم يشهد عصر الحداثة والتطورات العلمية المتسارعة بعد أن كان يعيش حالة من الركود في مختلف العلوم والمعرفة واستخدام الوسائل التقليدية للحصول على المعلومات وتخزينها، ما يستدعي من المؤسسات التعليمية مواكبة تلك التطورات والاستفادة من التجارب الدولية في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وطالب حازب الجامعات اليمنية بالتركيز على البحث العلمي وتوجيه أنشطتها نحو قضايا ومشاكل المجتمع ومتطلبات التنمية والأخذ بموجهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى لتحقيق تنمية مستدامة وفقاً لأهداف ومضامين الرؤية الوطنية.
واعتبر العام الجاري، عاماً استثنائياً بالنسبة للتعليم العالي من خلال انعقاد أكثر من 22 مؤتمراً علمياً وندوات وورش عمل أقامتها الوزارة والمؤسسات التابعة لها وعدد من الجامعات اليمنية الحكومية والأهلية.
وكلف حازب مجلس الاعتماد الاكاديمي بإعداد المحتوى المعياري للمعرفة التكنولوجية والتحول الرقمي في الجامعات اليمنية بما يكفل محو أمية الحاسوب في أوساط الطلاب وأعضاء هيئة التدريس.
وفي افتتاح المؤتمر الذي حضره نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، أكد رئيس مجلس الاعتماد الاكاديمي الدكتور أحمد الهبوب، أن الجامعات هي رائدة التطوير والتحديث لأي مجتمع.
ولفت إلى أن الحاجة أبرزت اليوم نظريات تعلم جديدة تواكب البيئة الرقمية التي أصبحت منهجاً يوجه مسارات العملية التعليمية وخاصة في الجامعات المتقدمة.
ودعا إلى وضع موضوع التحول الرقمي في التعليم العالي ضمن معايير ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي ليتم اعتماد محتوى معياري الزامي للتعليم الإلكتروني.
من جهته أوضح المدير التنفيذي لمركز تقنية المعلومات – رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور فؤاد عبد الرزاق، أن المؤتمر الذي يشارك فيه أكثر من 500 مشارك وباحث وأكاديمي من مختلف الجامعات اليمنية و13 دولة عربية وإقليمية ودولية، يمثل إضافة نوعية واستجابة لمتطلبات الثورة التقنية.
وأكد أن المؤتمر سيمكّن الخبراء والباحثين والمختصين من تسليط الضوء على القضايا المعاصرة في التعليم العالي والبحث العلمي في اليمن والبلدان العربية، بالتزامن مع مطلع الألفية الثالثة، والاطلاع على آخر الخبرات والتجارب والممارسات التطبيقية العربية والدولية في مجال التحول الرقمي.
في حين أشار رئيسا الجامعة الإماراتية الدولية الدكتور نجيب الكميم، وجامعة العلوم والتكنولوجيا الدكتور عادل المتوكل، إلى أن المؤتمر، يجسد الشراكة بين الوزارة والمركز والجامعة للسنة الثالثة على التوالي.
وأكدا أن التوجه نحو التحول الرقمي أصبح اليوم ضرورة لجميع القطاعات وأبرزها الصحة والتعليم والخدمات المالية.
ولفت الكميم والمتوكل إلى أهمية دور المؤسسات التعليمية في مواكبة المتغيرات العالمية وارتباطها مع تكنولوجيا المعرفة المتسارعة واللحاق بركب التحولات الرقمية التي فرضت نفسها في أنظمة التعليم الجامعي.
تخلل المؤتمر الذي حضره وكلاء وزارات التعليم العالي والفني والاتصالات، والكهرباء، ورؤساء الجامعات الحكومية والأهلية استعراض فكرة وأهداف ورسائل المؤتمر.
عقب ذلك بدأت جلسات المؤتمر الذي سيناقش نحو 75 ورقة عمل بحثية محلية وعربية ودولية موزعة على تسعة محاور تتمثل في “التحول الرقمي الواقع والطموح، والتحول الرقمي ومتطلبات الاعتماد الأكاديمي والمعرفة التكنولوجية ومتطلبات التحول الرقمي، وجودة التعليم والتحول الرقمي والرهانات المستقبلية، فضلاً عن الأتمتة والدمج التكنولوجي والتحول الرقمي وعلاقته بالبحث العلمي ومؤسسات التعليم العالي”.