دراسة علمية تكشف حصيلة الاستعمار البريطاني للهند 165 مليون قتيل ونهب 45 تريليون دولار خلال 200 عام

 

 

الثورة /متابعات
كشفت دراسة علمية، نشرت حديثاً، أنّ الاستعمار البريطاني تسبب في مقتل ما يقارب 165 مليون شخص في الهند منذ عام 1880 – عام 1920.
ووفقاً للدراسة- التي نشرها عالم الأنثروبولوجيا الاقتصادية جيسون هيكيل، في المجلّة الأكاديمية World Development- فإنّ «هذا الرقم أكبر من إجمالي القتلى في الحربين العالميتين “.
وبحسب الدراسة، فإنّ هذا الرقم لا يشمل عشرات الملايين من الهنود الذين ماتوا في مجاعات من صنع الإنسان تسببت فيها الإمبراطورية البريطانية.
ففي مجاعة البنغال سيئة السمعة في عام 1943 ، مات ما يقدر بنحو 3 ملايين هندي جوعاً ، بينما صدرت الحكومة البريطانية الطعام، وحظرت واردات الحبوب.
ووجدت الدراسة، أنّ «مجاعة البنغال لم تكن نتيجة لأسباب طبيعية، لقد كانت نتاج سياسات رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل».
وقام السياسي الهندي شاشي ثارور، الذي شغل منصب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، بتوثيق جرائم الإمبراطورية البريطانية، لا سيّما في عهد تشرشل.
وشدد ثارور على أنّ “يديه ملطختان بالدماء مثل هتلر”. وأشار إلى «القرارات التي وقعها تشرشل شخصياً خلال مجاعة البنغال ، عندما توفي 4.3 مليون شخص بسبب القرارات التي اتخذها أو أقرها».
وتبين الدراسة ان “حوالي 50 مليون حالة وفاة زائدة حدثت تحت رعاية الاستعمار البريطاني خلال الفترة 1891 – 1920».
وتكشف الدراسة، أنّه خلال 200 عام من الاستعمار، سرقت الإمبراطورية البريطانية ما لا يقل عن 45 تريليون دولار من الثروة من الهند، حسب ما أفاد أحد الاقتصاديين البارزين.
وخلال عامي 1765 – 1938 ، بلغ حجم الاستنزاف 9.2 تريليون جنيه إسترليني (ما يعادل 45 تريليون دولار) ، مع أخذ فائض الصادرات الهندية كمقياس، ومضاعفته بمعدل فائدة 5٪.
وتضيف الدراسة، “نظراً لأنّ بريطانيا أخذت جميع الأرباح، فإنّ الركود الذي شهدته البلاد لم يكن مفاجئاً”. وتتابع: «موت الناس العاديين مثل الذباب بسبب نقص التغذية والمرض».
ونظراً لضغوط الضرائب المرتفعة على القوّة الشرائية للهنود العاديين، في تلك الفترة انخفض الاستهلاك السنوي للفرد من الحبوب الغذائية من 200 كجم في عام 1900 إلى 157 كجم عشية الحرب العالمية الثانية ، ثمّ انخفض إلى 137 كجم بحلول عام 1946.
وتقول الدراسة، إنّ « النظام الرأسمالي الحديث لم يكن  ليوجد بدون الاستعمار والاستنزاف».
ففي منتصف القرن التاسع عشر ، كانت بريطانيا تعاني من عجز في الحساب الجاري مع أوروبا القارية وأمريكا الشمالية ، وفي الوقت نفسه، كانت تستثمر بشكل كبير في هذه المناطق، ما يعني إدارة عجز حساب رأس المال أيضاً. ولخص العجزان في عجز كبير ومتزايد في ميزان المدفوعات (BoP) في هذه المناطق.
وخلصت الدراسة إلى التساؤل بالقول: «كيف كان من الممكن لبريطانيا أن تمتلك هذا القدر من الرأسمال – الذي ذهب لبناء السكك الحديدية والطرق والمصانع في الولايات المتحدة وأوروبا القارية»؟
مبينة أنّ «بريطانيا عملت على تسوية عجز ميزان المدفوعات مع هذه المناطق من خلال الاستيلاء على الذهب المالي والفوركس الذي كسبته المستعمرات، وخاصة الهند».
كما تمّ وضع كل النفقات غير العادية مثل الحرب على الميزانية الهندية ، وكل ما لم تتمكن الهند من الوفاء به من خلال أرباح الصرف السنوية تمّ إظهاره على أنّه مديونيتها ، والتي تراكمت عليها على شكل فوائد.

قد يعجبك ايضا