محمد القعود
من الأمكنة المحبّبة إلى قلبي ونفسي،حديقة قاع العلفي..هذه الحديقة القريبة من مدرسة العلفي كنت منذ الصغر ألعب فيها،وأجلس وأتأمل فيها خلال المراحل الإبتدائية والإعدادية والثانوية،كما صرت اكتب فيها العديد من سطوري وخواطري الأولى وادندن بعض أنغامي وأغاريدي.. وكنت في بعض أيام الأسبوع أثناء دراستي في الرحلة الإبتدائية وبالذات في الصف السادس آتي إليها في الصباح الباكر لأكتب أو اراجع القصيدة التي كنت ألقيها في طابور الصباح لأني كنت شاعر المدرسة، كما كنت اقرأ في هذه الحديقة المجلات والقصص التي كانت تناسبني في ذلك الوقت، وكنا مع الزملاء كل صباح نرتشف قهوة البن وننطلق بعدها إلى ثانوية الكويت للدراسة…..
ولذلك ظلت هذه الحديقة في البال والخاطر..وبين الحين والآخر أذهب إليها لتناول جرعة من الحنين وحفنة من الذكريات، واسترجع الكثير من الملامح والمشاهد، والأطياف الجميلة والحبيبة والمنقوشة في القلب والعابرة في تلك الصباحات الرائعة إلى مقاعد الدراسة، وشغاف القلب..
وفيها تنهمر عليّ الكثير من الخواطر والصور الشعرية، والأخيلة..
واليوم أخذني الوله والشغف لاستذكار ومناجاة ومناغاة طيوف وردة عابقة البهاء في بستان الروح، وبينما أنا في حالة شجن وانهماك وانهمار في التأمل والكتابة فاجأني أحد الأصدقاء الأعزاء والتقط لي بعض الصور، واعقبها بالتقاط صور حسب طلبه..محبتي وشكري له، وشكري لكم لتحملكم قراءة هذه السطور العجلى وثرثرتها المزعجة.
*
بين حزنين تقبع،
بين جرحين تقف،
بين متاهتين تدور،
بين هوّتين تسير،
بين حيرتين تتلفت،
بين غصّتين تتوجع،
بين طعنتين تنزف..
كمقهورٍ تقتات قهرك
وتتنفس غدك
وتنسج من صمتك
راية فجرك،
وتشعل دمك لصهيل نورك
ونشيد مجدك
وتسقي عطشى أرضك
رحيق عطرك
وشوق عمرك…
وكأعمى تتلمّس،
وتشمُّ الوطن الواحد
الذي ينبض في قلبك،
وتنشد بأعمق مافي القلب
من وجِّّ وحبِّ:
– أيها الوطن العظيم
… كم،كم نحبك..!!