اتفاقية سلام تاريخية تنهي 40 عاما من حرب طاحنة بجنوب الفلبين


وأخيرا وقعت الفلبين وجبهة مورو الإسلامية للتحرير اتفاقية سلام تاريخية تنهي 40عاما من الصراع المسلح مرت بمحطات متقلبة وقعت خلالها العديد من المعاهدات والاتفاقيات أشهرها معاهدة طرابلس لمنح حكم ذاتي للمسلمين” بوساطة ليبية عام 1976م واتفاق عام 1996م بين حكومة / فيديل راموس / وجبهة مورو الوطنية واتفاق أغسطس 2008م الذي عطلته المحكمة العليا الفلبينية بالإضافة إلى جولات متقطعة من المفاوضات كانت تفصل بينها جولات عنف دموية وحدثت على هامشها انشقاقات في صفوف “الجبهة الوطنية لتحرير مورو لرفض أطراف فيها الاتفاقات الموقعة مع الحكومة وكان أكبرها انشقاق عام 1982م إثر خلاف بين / نور / ميسوارى / والشيخ / سلامات هاشم / وشكل بعدها الشيخ / سلامات / منظمة باتت تعرف باسم “جبهة تحرير مورو الإسلامية وانشقاق “جماعة / أبو سياف / عام 1991م وبدورها تعرضت “جبهة مورو الإسلامية” لانشقاق عام 2010م بزعامة القائد العسكري / أمريل أومبرا كاتو / وانبثقت عنه “حركة / ثوار بانجسامورو الإسلاميين / حيث يقدر عدد المسلمين في الجزر التي يتكون منها أرخبيل / صولو / وجزيرة (مندناو) التي تمثل ثاني كبرى جزر البلاد إقليم “مندناو” أو / بانجسامورو / بحوالي خمسة ملايين نسمة من إجمالي 12 مليون مسلم فلبيني يشكلون أكثر من عشرة في المائة من سكان البلاد يعانون من التمييز الرسمي بحقهم كأقلية دينية وكأقليات عرقية تعتنق الإسلام ومن التغطية على جرائم التطهير العرقي التي قامت بها منظمة “الاجا” اليمينية المسيحية المتشددة ونتج عنها قتل أكثر من مائة ألف مسلم فضلا عن تشريد أكثر من مليونين آخرين والهجرة الكاثوليكية المكثفة إلى الإقليم لتغيير تركيبته الديمغرافية مما دفع الأقلية المسلمة في إقليم “مندناو” للجوء إلى المقاومة المسلحة والمطالبة بالانفصال عن الوطن الأم منذ ستينيات القرن الماضي.
جاء هذا التوقيع الأخير على اتفاق سلام عادل يوقف الحرب بشكل رسمي ويعطي للمسلمين في المنطقة حقوق واسعة النطاق وأطلق عليه ( الاتفاق الشامل في بانجسامورو ) وما توصل إليه الطرفين في إطار المباحثات وما تبعها من ملحقا ت وقد شارك في حفل التوقيع الذي أقيم في مانيلا كل من رئيس الوزراء الماليزي / نجيب عبد الرزاق / ورئيس الفلبين / بنينو اكين / والحاج /مراد إبراهيم /زعيم جبهة مورو الإسلامية للتحرير ونائب وزير الشؤون الخارجية السفير / ناجي كورو / عضو مجموعة الاتصال الدولية ممثلا لتركيا / وإسراء جان اوكور سفيرة تركيا في الفلبين بالإضافة إلى ممثلي الأحزاب وعدد كبير من السياسيين المحليين والدوليين وكل من / حسين أوروج وعمر كسمان / من أعضاء لجنة الوفد المراقب المستقل إعمالها التي شكلت من اجل متابعة تنفيذ الإطراف المعنيين لبنود الاتفاقية التي تم الوصول إليها في أكتوبر من عام 2012م بين الحكومة الفلبينية وجبهة تحرير مورو الإسلامية بشأن حكم ذاتي في / بانجسامورو/ وفي اللحظة التاريخية للتوقيع قال الحاج / مراد إبراهيم / زعيم الجبهة الإسلامية لتحرير مورو: إنه بهذه الاتفاقية سيحصل أهل مورو على حريتهم وحقوقهم التي يستحقونها وهذا الاتفاق هو انتصار مشترك لكل من الفلبين ومورو هذا النصر ليس نصرا للجبهة فحسب بل نصر لكل أهل مورو من المسلمين والمسيحيين والمحليين وغيرهم من كافة المجتمعات.
إلى ذلك قا :الرئيس الفلبيني: إنها لحظة لبداية عهد جديد في الفلبين مؤكدا على أنهم لن يتراجعوا أبدا عن مسيرة السلام في البلاد.
الصحف الفلبينية رحبت بالاتفاق والذي سوف يوقف إراقة الدم الفلبيني ويحافظ على السلم الأهلي بعد حرب طويلة خسرت فيها الفلبين المئات من أبنائها وفي الأخير تغلب الحوار والتفاهم والذي استمر (14) عاما على لغة السلاح وصولا إلى اللحظة التاريخية المتمثلة بتوقيع اتفاق السلام وأشارت إلى أنه من المتوقع عقب هذا الحدث التاريخي أن يتم عرض دستور بانجسامورو الأساسي على رئيس البلاد الذي سيتم إقراره في البرلمان ليتم بعد ذلك إعلان حكومة مؤقتة في مورو . وبالانتخابات التي ستجرى في عام 2016م سيكون قد تم الانتهاء بشكل تام من عملية السلام.
الجدير بالذكر أن الحرب التي استمرت أكثر من 40 عاما بين الحكومة الفلبينية ومقاتلي الجبهة الإسلامية لتحرير مورو قد حصدت من الجابين حوالي 120 ألف شخص.

قد يعجبك ايضا