الشهيد محمد محمود الزبيري ضمير اليمن الثوري

الثورة


صدر مؤخرا في القاهرة للباحث اليمني/ فارس البيل كتاب: «القصيـدة السيـاسيـة.. الرؤية والفن».. والكتاب عبارة عن قراءة نقدية تحليلية مطولة في الخطاب السياسي للفن الشعري.. عبر تجربة ضمير اليمن الثوري وشاعرها محمد محمود الزبيري. الكتاب الذي يرصد المرحلة السياسية آنذاك يتقصى دور الزبيري الشاعر والإنسان, ويعمد إلى شواغل القصيدة السياسية له بالنقد والتحليل, باعتبار شعر الزبيري ديوان اليمن لتلك المرحلة, والذاكرة الأهم لكل أحداثها.
يضم الكتاب قصائد وأبياتا شعرية مفقودة للزبيري, ويدرس شعره موضوعا وفنا, كما يحاول أن يكون إضافة في مكتبة الأدب السياسي عموما.
وقد قدم للكتاب الأديب الكبير الدكتور عبد العزيز المقالح ومما قاله عنه: (هذه الدراسة التي لا أبالغ إذا ماقلت إنها الأهم في كل ماقدمه الباحثون عن شعر هذا الشاعر الذي نجح بالشعر وحده في أن يحطم مملكة الطغيان…. لقد نجح الباحث فارس البيل في استقراء القصيدة السياسية عند الزبيري متجاوزا بهذا الاستقراء كل ما سبق نشره في هذا المجال من دراسات قصيرة ومطولة ومن أبحاث أكاديمية وغير أكاديمية).
طرح الكتاب في معرض القاهرة الدولي 45 للكتاب, وهو صادر عن مؤسسة أروقة للدراسات والنشر والترجمة بالقاهرة, في 328 صفحة من القطع الكبير. وفيما يلي عرض للكتاب وتطواف في مساراته :
لماذا هذا الكتاب ¿
يؤكد المؤلف على أنه لم ينل شعر اليمن وشعراؤه قديما وحديثا من الرواج والاهتمام الكثير على الرغم من كثرته وجودته وظل غائبا عن المشهد العربي إلا من قليل ظهور ساعدت عليه ظروف قد لا تكون مقصودة في أفضل حالاتها وبعضها جرأة واقتحام من خارج اليمن. وذلك عائد لجملة من الاعتبارات قد يكون منها الجغرافيا والعادات كما يتحمل أدباء اليمن وكتابها جزءا من ذلك جراء تقوقعهم حول ذواتهم حتى في محيطهم اليمني فثارت تساؤلات عديدة عن شعر اليمن واستفهم كثير عن شعرائه. من هنا بدت أهمية تسليط الضوء على الأدب في اليمن والشعر بخاصة وتقديمه بأسلوب منهجي لأبناء اليمن والآخرين فبذلت في ذلك جهود كثيرة خصوصا من الجيل السابق وجيل اليوم وإن كانت هذه الجهود ما تزال دون المرجو في الكشف عن واقع الأدب في اليمن والتعريف به.
ولما كان للشعر من حضور مهم ودور فعال في مراحل مختلفة من العصر الحديث في اليمن حيث واكب إيقاع الحياة فيها واقترب من تلمس همومها وتفاعل مع أحداثها المختلفة مما احتيج إلى سبر أغواره والتوقف عند دلائله ومغازيه لبيان قيمته وفاعليته .
من ذلك كان الشعر السياسي المعاصر في اليمن أحد أهم الأنواع تقبلا وتداولا وانتشارا بل تأثيرا وقدرة كما في عهد المملكة المتوكلية لخوضه في مسائل حساسة ومشتركة وتناوله واقع الناس وظروف البلاد ما ينأى بعض عن الحديث العام فيه ولو بالهمس في وقت كانت الإمامة في اليمن تكمل ألف عام من حكمها له بما لها وما عليها حتى كانت في مرحلتها الأخيرة قد مكنت للخرافة في أذهان الناس كإحدى وسائل الحكم وأدارت ظهرها لحركة التطور والنهوض من حولها .
وكان الشاعر محمد محمود الزبيرöي رائد هذا الفن في تلك المرحلة والمتصدي لتلك الألفية بشعره لتقويضها كما أراد وتمزيق النسج من عليها فكان شعره ملهم نضال وصدى آلام ومنشور ثورة .
أهمية الكتاب :
يشير المؤلف/ فارس البيل إلى أن اهمية هذا الكتاب تأتي من وتأتي من كونه محاولة في التنقيب عن الشعر السياسي في اليمن والكشف عنه وأدواره و تناوله بطريقة علمية لحضوره الواضح في وجدانات الناس وغيابه البين في الدرس النقدي والأدبي. وكان شعر الزبيري ـ وقد طغت عليه السياسة ـ الأكثر حضورا وفاعلية في مجاله من بداية الأربعينيات من القرن المنصرم وحتى الثورة اليمنية سنة 1962م وإن تعرضت له الكثير من الكتابات والأبحاث إلا أنها تكاد تبتعد عن المنهجية ولا تخلو من التسجيل العاطفي وتوارد الخواطر والتناول السطحي شابها التضخيم المبالغ للشاعر في جانب أو التشكيك بأدواره وشعره في جانب آخر باستثناء دراسات جادة أفردته بذلك وحاولت رصد شعره بعامة والوقوف عند مراحل حياته بالتوازي مع شعره .
وبرغم أهمية تلك الدراسات جميعها وغيرها ومرور زمن طويل على وفاة الزبيري سنة 1965م إلا أنها اهتمت بشعر الزبيري ونثره بعامة ومواقفه المتعددة من منطلقات مختلفة ولم يفرد الشعر السياسي أو القصيدة السياسية للزبيري ـ تقريباـ بدراسة موضوعية ومنهجية مستقلة وهو ما سعت إليه هذه الدراسة باعتبار أن الجانب السياسي في شعر الزبيري وهو الغالب هو صورة واضحة لحياته ونضاله كما يعد وثيقة تؤرخ لنضال الأحرار اليمنيين وحركاتهم المختلفة وكفاحهم الطويل وهو سجل حافل بوسائل حكم الإمامة وطرائقه ظلت تردده الألسن و

قد يعجبك ايضا