في وضح النهار وتحت رصد الأقمار الصناعية وعلى مرأى ومسمع العالم يسرق تحالف العدوان والغزاة ومرتزقتهم وأدواتهم الثروات النفطية والغازية من حضرموت وشبوة ، وتذهب شهرياً سفن هؤلاء اللصوص محملة بملايين الأطنان من النفط اليمني الخام المسروق وتبيع حمولاتها ، ثم تذهب بعائداتها إلى البنك الأهلي السعودي وإلى حسابات كبار اللصوص.
وتوثق المصادر الرسمية والمعتبرة وحتى الصادرة عن منظمات متخصصة برصد إنتاج النفط أرقاماً صادمة لحجم الثروات النفطية التي نهبها العدوان ومرتزقته من حقول اليمن في شبوة وحضرموت ومارب وغيرها ، حيث تكشف بأن عائدات ما نهبه تحالف العدوان من النفط الخام خلال الفترة 2016- 2022م بلغت أكثر من 14 ملياراً و450 مليون دولار.
وتقول وزارة النفط في صنعاء أن ما نهبه تحالف اللصوص ومرتزقته خلال أشهر الهدنة الستة فقط ، يقدر بـ 9.9 مليون برميل، بقيمة مالية تصل إلى 1.1 مليار دولار، بينما نهب اللصوص من عائدات مبيعات الغاز المنزلي خلال أشهر الهدنة فقط ، 114.6 مليار ريال، وبحجم 2490 مقطورة تتوزع في 5.4 مليون أسطوانة، تصل قيمتها الشهرية إلى 19.1 مليار ريال ، وهذه المليارات لا تذهب إلى اليمنيين بل تذهب إلى البنك الأهلي السعودي ، وعشرين في المائة من هذه العائدات توضع تحت تصرف المرتزقة الذين يصرفون منها بعض المرتبات لبعض الموظفين في عدن وفي المحافظات المحتلة.
المفارقة الصارخة أن تحالف اللصوص وبترسانة كبيرة من المرتزقة ينهبون اليمن ويسرقون ثراوته ، ويجوعون اليمنيين بلا خجل ، والمفارقة أيضا أن هؤلاء اللصوص يسرقون وينهبون النفط والغاز والموارد والثروات الطبيعية من المحافظات الواقعة تحت احتلالهم ويدعون في الوقت نفسه أنهم جاءوا لتحرير اليمن وإعادة الشرعية إلى اليمنيين ، فيما ليسوا إلا مجموعات من اللصوص والنهابة والسرق والفاسدين بترسانة كبيرة من المرتزقة والعملاء والخونة.
والمفارقة التي تكشف وضاعة هؤلاء اللصوص أن المواطنين في المحافظات المحتلة والمنهوبة يعيشون تحت معاناة طائلة، فلا خدمات ولا أمن ولا استقرار، لكأنما عليهم فقط مشاهدة اللصوص وهم ينهبون الثروات، فالغلاء الفاحش يضرب المواطنين أخماساً وأسداساً، والفقر والعوز يسحقهم، والتردي الشامل في الخدمات والأمن وانعدام الكهرباء وغيرها من الأساسيات يقوض حياتهم ، وهذه المفارقة تجعلنا أمام لصوصية وقحة لا مثيل لها.
لا ينهب تحالف العدوان واللصوص عوائد الثروات المنهوبة فحسب ، بل ويمعن تجويع موظفي الدولة بقطع رواتبهم وبإصرار يرفض مطلقا أن يحصل الموظفون على رواتبهم من العائدات الهائلة للثروات المنهوبة ، ولا ينهب تحالف العدوان واللصوص ثروات اليمن السيادية من النفط والغاز فحسب ، بل ويحاصر ملايين اليمنيين ويمنع وصول الوقود والغذاء والدواء إليهم ، وحتى الغاز المنزلي الذي يتم استيراده من الخارج بدلاً عما ينهبه العدوان من حقول اليمن بات ممنوعاً وصوله إلى اليمنيين.
يفعل تحالف العدوان واللصوص كل ذلك تحت شعاري تحرير اليمن وإعادة السلطة الشرعية إليه ، ولم يعد أحد في العالم يدري ممن ستحرر اليمن بنهب ثرواتها ومواردها وسرقة حقوقها السيادية ، وكيف يعيد اللصوص الدولة الشرعية إلى اليمن إذا كانوا يسرقون رواتب الموظفين وحقوقهم ويصرون على أن تبقى مقطوعة!
وحين قررت القيادة اليمنية الوطنية في صنعاء وضع حد للنهب والسرقات التي يمارسها تحالف العدوان وترسانة اللصوص والسرق ، سمعنا الصراخ والعويل ممتداً من البيت الأبيض إلى الرياض إلى دويلة الإمارات إلى العواصم الغربية، واحتشد الأمريكي والبريطاني والفرنسي والسعودي والإماراتي ومن كل الأصقاع ليدينوا كل عمل عسكري يهدف إلى حماية الثروات اليمنية ، واعتبروا عمليات القوات المسلحة اعتداءً خطيراً يهدد أمن البحار والسماوات السبع ، وكأن قتل الملايين وتجويعهم ونهب ثرواتهم عمل من أعمال الخير والبر والتقوى!
ثروات اليمنيين لليمنيين ولا حق لأحد فيها إلا اليمنيين من المهرة إلى صعدة ومن عدن إلى الحديدة ، قرار منع نهب الثروات وحمايتها اتخذ في صنعاء عاصمة اليمن ، ولو استحضر الأمريكي والبريطاني والفرنسي وبقية الرؤوس الحامية في حلف العدوان كل سيناريوهات اللصوص في الدنيا لن يتمكنوا من السرقات مجدداً، هذه الثروات يمنية وهي حق سيادي لكل اليمنيين.
ليستحضر الغزاة كل أجنداتهم ، ويحشدوا معها كل أدوات ووسائل السرقة والنهب ، فالكلمة الفصل لأصحاب الحقوق ولهذا الشعب الحر والعظيم ولقواته الوطنية وقيادته المباركة..والنصر من الله القوي العزيز.
رئيس التحرير