نبوءة

 

إبراهيم محمد الهمداني


جبلٌ على جبلٍ هوى.
جبلٌ على جبلٍ هوى.. وتصافحا شرراً.. وهرولتِ الرمالُ إلى الرمالِ..
الشوقُ دكَّهما غباراً.. في عناقٍ عاصفٍ.. يتلو لهيبَ البعدِ..
في سُوَرِ الشقاءِ.. على تباريحِ الحنينْ.

جبلٌ على جبلٍ هوى.
وتزلزلَ الوجعُ المسافرُ بين أزمنة الغيابِ.. يرى اشتياقا مبهما..
هذا دخانُ الذكرياتِ..
هنا رمادُ الوقتِ ورديٌّ..
وما كذب الحنينُ.. إلى اللقا.

جبلٌ على جبلٍ..
شتاءٌ نازفٌ..
وعلى شفاهِ الجوعِ.. حلمٌ متخمٌ بفم السماءْ.

جبلٌ على..
إذْ رُجَّتِ الأفاقُ..
والكلماتُ عما أرضعتْ..
حرفٌ على جبلٍ من المعنى..
وعرشٌ بالذهولِ.. قد استوى.

يتعانقُ الجبلانِ..
بينهما الصخورُ تئنُّ..
يسحقها – بصمتٍ – محضُ ودٍّ.. شاهقُ الخلجاتِ..
نبضٌ إن توحَّدَ..
فاضَ فيه الخيرُ.. تجري من يديه نبوءةٌ..
فالأرضُ مرهقةٌ.. تحطُّ رحالها..
بالشرقِ مثقلةٌ..
وثمَّ نبوءةٌ..
أبتاهُ..
في “لبيك” تعرفها..
وفي عتباتها..
نصرٌ وفتحٌ بعد بسملةٍ..
“إذا جاءَ”..
انطلقتَ إليهِ – يا أبتاهُ – أفواجاً..
وسبِّحْ..
سوف تلقاني..
أرتلُ لانتظارك موعداً..
وإذا الصخورُ ترمَّلتْ..
نبضٌ توحَّدَ..
سوف يُحيي الشمسَ..
– ثمَّ نبوءةٌ –
والأرضُ في كفيهِ..
كي ترتاح..
– حتماً – أخرجتْ أثقالَها.
والأرضُ في كفيهِ..
كي ترتاح..
ها قد أخرجتْ أبطالَها..
أبتاهُ:-
تلك نبوءة صدقتْ..
وليس الشكُ أذكى..
إن تساءل “ما لها”.

٢٧/ ٩/ ٢٠٢١م

قد يعجبك ايضا