مؤتمر صحفي في الحديدة حول آثار العدوان على تفشي أوبئة الملاريا والضنك في اليمن والساحل التهامي

الثورة نت / أحمد كنفاني

نظمت وزارة ومكتب الصحة العامة والسكان  بمحافظة الحديدة صباح اليوم الاربعاء مؤتمراً صحفياً حول أثار العدوان الصهيوامريكي السعودي الإماراتي على تفشي أوبئة الملاريا والضنك في اليمن والساحل التهامي.

وفي افتتاح المؤتمر بقاعة مكتب الصحة أكد وكيل وزارة الصحة لقطاع الرعاية الدكتور محمد المنصور، أن اليمن في ظل العدوان والحصار شهد أسوء كارثة انسانية حسب توصيف الامم المتحدة وتفشيا غير مسبوق للأمراض والأوبئة القاتلة التي تسببت في وفاة الآلاف من المواطنين الأبرياء.

وأشار إلى أن عمل البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا تأثر بشكل كبير في تنفيذ أنشطة المكافحة خصوصا في السنوات الأولى من العدوان والحصار.

وأوضح أن حالات الإصابة بالأمراض المقدرة خلال الأعوام الأولى من العدوان تدريجيا ارتفعت من 513 ألف حالة في 2015 الى قرابة المليون و100 ألف حالة في العام 2019، وظهرت مناطق انتقال جديدة لمرض الملاريا نتيجة النزوح إليها من مناطق مستوطنة بالمرض، بالإضافة إلى الانتشار الواسع وتفشي حمى الضنك، وتسجيل العشرات من الفاشيات لحالات حمى الضنك والشيكونجونيا وغرب النيل.

ولفت إلى أن تفشي الضنك بمديرية  الجراحي وانتشاره شمالا في مديريات الحديدة وحجة رفع من عدد حالات الاصابة إلى أكثر من 100 ألف حالة نهاية العام 2019 ومطلع 2020، حيث بلغ عدد الوفيات أكثر من 260 حالة خلال ذات الفترة.

وأضاف المنصور أن العدوان الحاقد عمد على تدمير البنية التحتية، وتسبب في قطع موازنة منحة شبة جزيرة عربية خالية من الملاريا والتي تقدر بحوالي 38 مليون دولار خلال الأعوام 2014- 2020، إضافة لانقطاع النفقات التشغيلية للبرنامج وفروعه بالمحافظات والمحور ووحدات الملاريا منذ بداية العدوان وبإجمالي نصف مليار سنويا، وما أحدثه من إثر سلبي في قدرة البرنامج على مواجهة الأوبئة والتدخل الطارئ وحرمان المتعاقدين من مستحقاتهم الشهرية.

وذكر أن منع دخول الأدوية والمشتقات النفطية زاد من معاناة الشعب اليمني وساهم بشكل كبير في تفشي الأوبئة والأمراض كالكوليرا والدفتيريا والإنفلونزا والضنك والملاريا وغيرها من الأمراض التي فتكت بالشعب اليمني.

ولفت إلى أن الوزارة تبذل قصارى جهدها لمواجهة هذه الأمراض والأوبئة والحد منها خاصة في المحافظات التهامية .. مبيناً أن الوزارة تتحمل الأضرار الصحية الناجمة عن تداعيات العدوان والحصار ونقل مرتزقة العدوان البنك المركزي من العاصمة صنعاء إلى عدن وانقطاع رواتب الموظفين الرسميين منذ العام 2016، والموازنات الحكومية للأنشطة الصحية أو الخدمية التي تتزامن مع القصور في خدمات البنية التحتية لمختلف القطاعات، بالإضافة إلى النزوح الذي يشكل عاملا مهما في انتقال الأمراض، ويجعل من المنازل المهجورة بؤرا لتوالد البعوض الناقل للمكرفس والضنك.

كما أكد أن وزارة الصحة تقوم بالاستعداد مبكرا وبشكل دوري لتوفير مستلزمات المكافحة كالمبيدات ومعدات الرش لتنفيذ أعمال الرش الروتينية، والقضاء على النواقل وتوزيع ناموسيات مشبعة بالمبيد على السكان في المناطق المستهدفة لحمايتهم من البعوض وكذا تزويد المرافق الصحية بالأدوية ومستلزمات التشخيص.

بدورهما أشار وكيلا المحافظة عبدالجبار أحمد ومحمد حليصي، إلى أن الحديدة الأكثر عرضة لتفشي الأمراض والاوبئة فيها باعتبارها محافظة ساحلية ومعدلات الرطوبة فيها مرتفعة.

وأكدا أن الحصار المفروض على اليمن من قبل العدوان منذ ثمان سنوات، فاقم من الأوضاع المعيشية والمأساة الإنسانية لدى الشعب اليمني.

واشارا إلى أن عدم دخول الأدوية والوسائل اللازمة في المعالجة والمكافحة كان من أهم مسببات تفشي الأوبئة والأمراض كالكوليرا والملاريا والضنك وغيرها وصعوبة الحصول على خدمات صحية جيدة ومياه شرب نظيفة.

ولفتا إلى جهود قيادة جهود قيادة المحافظة في الحد من انتشار الأمراض والأوبئة والقضاء على مصادر بؤر توالد البعوض “المستنقعات” من خلال تنفيذ مشاريع قنوات تصريف مياه الأمطار في مدينة الحديدة.

وثمن الوكيلان عبدالجبار وحليصي جهود قيادة وكوادر ومنتسبي وزارة الصحة ومكتبها في المحافظة، واستمرارهم في تقديم الخدمات وعمل نقلة نوعية في القطاع الصحي.

بدوره قدم مدير عام مكتب الصحة العامة والسكان بالمحافظة الدكتور خالد عبدالكريم المداني، تقريرا مفصلا حول ما تم اتخاذه من اجراءات في سبيل الحد من تكاثر البعوض والنواقل.

واستعرض ملخصا عن عدد حالات الاصابة بالضنك والملاريا خلال الأعوام 2019- 2022م بالحديدة.

وأشار إلى أن حالات الإصابة بالضنك بلغت خلال العام الجاري 20 ألفا و316 حالة، في حين سجلت  العام الماضي 8 آلاف وحالة واحدة، والعام 2020 بلغت 32 الفا و7 حالات ، فيما بلغت 25 الفا و376 في العام 2019 حالة،  توفيت منها في العام 2022 نحو 29 حالة، و13 حالة وفاة العام الماضي، و67 حالة في العام 2020، و111 حالة وفاة في العام 2019.

لافتا إلى أن عدد الحالات المفحوصة بالملاريا  بلغت في العام الجاري 470 الفا و846 حالة، فيما بلغت العام الماضي 571 الفا و448 حالة، وسجلت في العام 2020 نحو 621 الفا و365 حالة، وفي العام 2019 عدد 505 آلاف و200 حالة..مبينا أن حالات الوفيات بلغت 8 حالات في العام الجاري، و15 العام الماضي، و5 حالات في العام 2020، وحالة واحدة في 2019.

وأكد على ضرورة تقديم الدعم والإمكانيات الصحية اللازمة للمستشفيات والمرضى بالمحافظة وكذا مواصلة عمل الفرق الميدانية في التوعية وتحديد بؤر تواجد البعوض لمكافحتها.

وأشار إلى أن الدور المكمل لهذه الجهود الوقائية يقع على عاتق المواطن بإتباع هذه التوجيهات والإرشادات لإحتواء خطورة هذا الوباء والحد منه.

وأهاب مدير عام مكتب الصحة بكافة أفراد المجتمع في الحديدة التحلي بالوعي والتعاون في استئصال مصادر توالد البعوض الموجودة داخل المنازل وردم البؤر والمستنقعات التي جوار المنازل وفي الشوارع والاحياء للوقاية من الإصابة بالأمراض المعدية التي يكون فصل الشتاء موسما ملائما لتكاثره وتكثيف التوعية الصحية للحفاظ على صحة وسلامة الجميع.. لافتا إلى أهمية دور وسائل الإعلام في هذا الجانب.

وناشد بيان صادر عن الوزارة في المؤتمر  المنظمات الدولية والإنسانية العاملة في اليمن للقيام بمسؤولياتها والاستمرار في دعم القطاع الصحي والتركيز على تعزيز التأهب للاوبئة ومكافحتها عبر توفير التمويل والدعم المطلوب لتنفيذ خطط التأهب للاوبئة والاستجابة الفورية.

وحمل دول تحالف العدوان المسؤولية الكاملة في تردي الوضع الصحي وتفشي الأوبئة.

وطالب البيان الأمم المتحدة ومنظماتها وهيئات للضغط على تحالف العدوان لرفع الحصار وفتح مطار صنعاء وميناء الحديدة والسماح في إدخال الأدوية والمستلزمات الطبية.

حضر المؤتمر مديرا البرنامج الوطني لمكافحة الملاريا الدكتور ميثاق السادة، ومكافحة الأوبئة والترصد بوزارة الصحة الدكتور خالد المؤيد ونواب مدير عام مكتب الصحة مراسلي وسائل الإعلام المرئية والمقرؤة والمسموعة بالمحافظة.

قد يعجبك ايضا