عشرات المستوطنين يقتحمون "الأقصى" ويشنون حملة اقتحامات واعتقالات واسعة في الضفة والقدس
البريم: العدوان الصهيوني على فلسطين لا سبيل لصده إلا بالمقاومة
الثورة / هاشم الاهنومي(وكالات)
تتواصل العمليات الإجرامية بحق الأهالي والمقدسات في فلسطين بشكل مستمر بمختلف وأبشع الطرق الشنيعة .
ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية وفا عن مصادر محلية بأن عشرات المستوطنين اقتحموا الأقصى منفذين جولات استفزازية في باحاته.
يشار إلى أن المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى المبارك، يومياً ما عدا يومي الجمعة والسبت، على فترات صباحية ومسائية في محاولة لفرض التقسيم الزماني والمكاني فيه.
وفي سياق متصل شنت قوات العدو الصهيوني، أمس الاثنين، حملة اقتحامات واعتقالات طالت عددا من الفلسطينيين، بمناطق متفرقة من الضفة الغربية والقدس المحتلتين.
ففي نابلس- بحسب وكالة شهاب الفلسطينية للأنباء- اقتحمت قوات كبيرة تابعة للعدو الصهيوني منذ ساعة مبكرة من صباح أمس مخيم بلاطة شرقًا، وحاصرت منزلًا قبل أن تقتحمه وتعتقل الشقيقين يوسف ووائل مشة..
واعتقلت في طوباس شمال شرق نابلس، أسيراً محرراً من منزله في بلدة طمون عقب اقتحامه وتفتيشه والعبث في محتوياته.
كما اعتقلت قوات العدو، شابين عقب اقتحام منزليهما في بلدة سيلة الحارثية بجنين.. فيما تم اعتقال شاب عقب اقتحام منزله وعبثت بمحتوياته في قلقيلية.
أما في الخليل، فقد داهمت قوات العدو مخيم العروب شمال المدينة واعتقلت عشرة فلسطينيين.
وفي رام الله، اعتقلت قوات العدو شاباً من بلدة صفّا غرب المدينة، وجريحاً من بلدة برقا شرق المدينة.
وطالت الاعتقالات مدينة القدس المحتلة، حيث اعتقلت قوات العدو مواطنين من بلدة عناتا شرق المدينة.
من جانب آخر أقدم مستوطنون، أمس الاثنين، على قطع 200 شجرة زيتون مثمرة بقرية ترمسعيا شمالي مدينة رام الله وسط الضفة الغربية المحتلة.
وقال مسؤول اللجان الزراعية شمال رام الله كاظم حج محمد وفقا لوكالة “صفا”، “إن مستوطني البؤرة الاستيطانية “عادي عاد” قطعوا 200 شجرة زيتون مثمرة في منطقة الظهرات تعود ملكيتها للمزارع عوض أبو سمرة من قرية ترمسعيا”.
وأوضح الحج محمد، أن الأشجار قطعت في منطقته ويمنع المزارعون من الوصول إليها، حيث سمح الاحتلال للأهالي بالدخول للأراضي صباح امس الاثنين، وتبين قيام المستوطنين بقطعها.
وأشار إلى سرقة المستوطنين لثمار الزيتون في المنطقة الشمالية من قرية المغير المجاورة.
ويشن المستوطنون خلال موسم الزيتون هجمات مستمرة على المزارعين ويطردونهم من أراضيهم، كما يحرقون أشجار الزيتون ويسرقون الثمار ويخربون شبكات الري.
وقال مسؤول ملف الاستيطان في محافظة أريحا والأغوار محمد أبو غروف ، إن قوات الاحتلال اقتحمت منطقة المطار شرق المدينة، وهدمت منزلا تقدر مساحته بنحو 200 متر مربع يعود للمواطن عماد أبو غنام.
وأضاف ان قوات العدو هدم أربعة أسوار وجرفت أراضي، في المنطقة ذاتها.
وفي القدس هدمت جرافات بلدية العدو الإسرائيلي، صباح امس الاثنين، مخبزًا فلسطينيا بالقرب من الحاجز العسكري بمخيم شعفاط شمال شرقي مدينة القدس المحتلة.
ونقلت وكالة “صفا ” عن مالك المخبز أحمد عيسى قوله: إن قوات العدو حاصرت المخبز من جميع الجهات، ثم شرعت الآليات بهدمه، دون سابق إنذار .
وأوضح أن المخبز مبني منذ نحو 14 عامًا وتعود ملكيته لوالده، وكان مستأجرًا من عائلة غيث.
وبيّن أن المخبز مبني من الطوب والحديد المقوى “البلانيت”، وتبلغ مساحته 110 أمتار.
كما أطلقت زوارق بحرية للعدو الصهيوني، أمس الاثنين، نيران أسلحتها الرشاشة في عرض بحر مدينة رفح جنوب قطاع غزة.
ونقلت وكالة (فلسطين اليوم) عن مصادر محلية القول :” أن بحرية الاحتلال أطلقت النار والقذائف في عرض بحر رفح، فيما لم يبلغ عن وقوع أضرار”.
وفي سياق الرد المشروع تصاعدت عمليات المقاومة في الضفة الغربية، خلال الأربع وعشرين ساعة الأخيرة من يوم أمس، ووقعت خمس عمليات إطلاق نار استهدفت قوات العدو والمستوطنين.
ووفق مصادر فلسطينية فقد أطلق مقاومون النار صوب قوات العدو في قرية النبي صالح، والزجاجات الحارقة في المزرعة الشرقية برام الله.
كما أطلق مقاومون النار صوب جيش الاحتلال في قرية دير شرف بمدينة نابلس، وشهدت الساوية تصدي للمستوطنين واندلاع مواجهات وإلقاء حجارة.
وشهد حاجز سالم العسكري بجنين عمليتي إطلاق نار في أوقات مختلفة، إضافة إلى عملية ثالثة قرب مستوطنة شاكيد.
وجرى إلقاء زجاجة حارقة صوب قوات العدو، إلى جانب التصدي لثلاثة اعتداءات من المستوطنين.
وامتدت المواجهات مع قوات العدو إلى 10 نقاط متفرقة بالضفة الغربية.
واندلعت مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة أبو ديس، وبيت اجزا، وبيت دقو، والرام، بالقدس المحتلة.
وفي سلفيت تصدى فلسطينيون لاعتداءات المستوطنين في بلدة حارس، ووقعت مواجهات مع قوات الاحتلال في البلدة تخللها عملية إلقاء حجارة.
واندلعت مواجهات مع العدو في حوسان بمدينة بيت لحم، وباب الزاوية ومستوطنة كرمي تسور بالخليل.
المقاومة الشعبية
قال المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين محمد البريم، إن العدوان الصهيوني على شعبنا الفلسطيني متواصل وفي جميع الاتجاهات، ولا سبيل لصد العدوان إلا بالمقاومة.
وتعليقا على تصاعد اعتداءات المستوطنين في مدن الضفة الفلسطينية وسرقة الأراضي وإقامة بؤر استيطانية جديدة عليها، أكد البريم في تصريح خاص لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) أن العدو الصهيوني يواصل عدوانه على الشعب الفلسطيني في كل مكان، حيث يواصل اقتحاماته للمسجد الأقصى المبارك، ويواصل عدوانه على أهلنا في الضفة المحتلة، ما يؤكد بوضوح عنجهية هذا الاحتلال.
وأضاف: “تَواصُل الاستيطان، ومنه ما جرى أمس في منطقة مكحول بالأغوار الشمالية تأكيد واضح على أن هذا العدو وسياسته العنجهية والاستيطانية تستهدف قضم الأرض واحتلالها وتهجير أهلها منها”.
وشدد البريم على أن تصاعد الجرائم الصهيونية يستوجب تفعيل كافة أشكال المقاومة، وضرورة أن يكون هناك تصدي لهؤلاء المستوطنين الذين يمارسون الإجرام كل يوم.
وتابع البريم قائلا: “نحن نعتبر أن اللغة الوحيدة التي يفهمها العدو هي لغة المقاومة، وقد أثبتت جدواها وجدارتها في التعامل مع العدو الصهيوني الذي يستهدف كل ما هو فلسطيني، كما تفعل المقاومة اليوم في الضفة الفلسطينية من عرين الأسود الى كتائب جنين ونابلس وطولكرم وغيرها”.
وقال: “مقاومتنا مستمرة، ونحن نعلم أن هذه المقاومة تؤهلنا بإذن الله عز وجل لتحرير أرضنا، وهي الوسيلة الوحيدة لوقف تغول المستوطنين الصهاينة الذين يقضمون أراضينا”.
وختم المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية في فلسطين تصريحه بالقول: إن الاحتلال لا يتوقف عن عدوانه الا إذا دفع ثمنا غاليا، داعيا لتفعيل كل محاور الاشتباك مع العدو الصهيوني في كل مكان.
المجلس السياسي اللبناني
من جانبها أدانت وزارة الخارجية الفلسطينية، مجددا أمس الاثنين، جرائم العدو الصهيوني ومستوطنيه المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة.
ونقلت وكالة (معا) الإخبارية عن الوزارة في بيان القول :” أن اعتداءات ميليشيات المستوطنين المنظمة والمسلحة على المواطنين، وأرضهم وممتلكاتهم تتكامل مع الدور الإجرامي لقوات العدو كسياسة رسمية تنكر حقوق الشعب الفلسطيني العادلة والمشروعة التي أقرتها الأمم المتحدة”.
وأضافت الوزارة :” أن هذه الجرائم جزء لا يتجزأ من مسلسل التصعيد الصهيوني الدموي والممنهج ضد أبناء شعبنا، بهدف كسر إرادة الصمود لديهم وتمسكهم بحقوقهم الوطنية العادلة والمشروعة وأرضهم”.
ونددت الوزارة بجرائم العدو ومستوطنيه المتواصلة في الأرض الفلسطينية المحتلة، حيث أتلف المستوطنون نحو 60 شجرة زيتون، جنوب نابلس، وقطعت عصاباتهم الإرهابية المنظمة (100) شجرة زيتون في بلدة ترمسعيا شرق رام الله، بالإضافة لمسلسل الاقتحامات والاعتقالات الجماعية.
وطالبت الوزارة بموقف دولي وأميركي عاجل لوقف إرهاب المستوطنين قبل فوات الأوان. محمّلة العدو المسؤولية عن حملة التصعيد الراهنة في الأوضاع والتي تهدد بتفجير ساحة الصراع وإغراقها في دوامة من العنف.
وحذرت الخارجية الفلسطينية المجتمع الدولي بشأن ما يترتب على ذلك من مخاطر على فرص تطبيق حل الدولتين وعلى أية جهود مبذولة لتحقيق التهدئة واستعادة الأفق السياسي لحل الصراع وتحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة.