من يزور ملعب الظرافي حالياً لا شك سيصاب بالحسرة والألم خاصة من الرياضيين والجماهير الرياضية، فحالة الملعب لا تسر عدواً ولا حبيباً، فالملعب مغلق أمام الرياضيين ويشكو الإهمال ربما عن قصد وربما عن غير قصد ولم يعد صالحاً لإقامة أي نشاط رياضي عليه.
بالتأكيد إن ما دعاني للكتابة من جديد حول هذا الموضوع هو ما شاهدته وأشاهده يومياً في الشوارع والطرقات العامة من تزاحم للشباب على إقامة ملاعب لهم لممارسة هواياتهم المفضلة ككرة القدم وغيرها حتى أن بعض الأطفال والشباب اخترعوا ألعاباً تناسب الأماكن والأزقة التي وجدوها كمتنفس لهم بدلاً عن الملاعب ومنها ملعب الظرافي الذي تم إغلاقه رسمياً وفعلياً أمام أي نشاط، بينما وعلى مقربة منه مجموعة من الشباب والرياضيين ومنهم لاعبون في منتخباتنا الوطنية للكبار والشباب والناشئين، حجزوا تلك المساحة التي أمام وزارة الثقافة ويمارسون فيها هوايتهم ويقيمون عليها مباريات تحضرها جماهير غفيرة تشجع بحماس وتستمتع بمشاهدة مباريات لكرة القدم في هذه المساحة الواقعة بجوار ملعب الظرافي المهجور والمغلق.
والفكرة ربما تكون جيدة من هؤلاء الشباب، لكنها تحتوي على مخاطر كبيرة أولها أن احتمالات إصابات اللاعبين فيها تكون كبيرة جداً على اعتبار أن أرضية هذه الملاعب اسفلتية صلبة، تعرِّض اللاعب للإصابة أكثر، كما انها تعيق حركته وتجعل أداءه أقل ومستواه يتأثر كثيراً، أي أن هذه الملاعب غير صالحة، بل ومخاطرها أكثر من فائدتها والسبب يعود إلى المسؤولين عن الرياضة وبالتحديد المسؤولين عن ملعب الظرافي الذين ربما أن أكثر همهم هو استلام الرواتب والمستحقات نهاية الشهر، لكن لا يهمهم خدمة الرياضيين وأداء مهامهم وعملهم بالشكل المطلوب في خدمة الرياضة والرياضيين وهل يمكن ان نفكر كيف نجعل من هذا الملعب مشروعا استثماريا رياضيا؟
كنا قد سمعنا أن هناك مناقصة لإعادة تأهيل ملعب الظرافي وإضافة مرافق جديدة ومحلات تجارية، لكن هذه المناقصة يبدو أنها ستتأخر كثيرا، هذا إذا كان ما سمعناه صحيحا وإذا لم يكن صحيحا فإننا من هنا ندعو وزارة الشباب والرياضة وصندوق رعاية النشء والشباب إلى الاستفادة من موقع الملعب واستثماره استثمارا من الجهتين، الأولى إصلاح الملعب والمدرجات وفتحه أمام المباريات والمسابقات وسيكون هناك سباق كبير على استئجار الملعب من قبل كثير من الجهات التي تنظم بطولات وتبحث عن ملاعب قريبة، أما الثانية فتتمثل في الاستفادة من المساحات المتبقية سواء تحت المدرجات أو ما حولها لإقامة محلات تجارية وتأجيرها ويمكن أيضا أن يتم تنفيذ مشروع مواقف للسيارات تحت الملعب مكونة من دورين أو ثلاثة، لتخفيف الزحام عن المنطقة والاستفادة من عائدات هذه المواقف، كما أن المشروع ككل سيدر عائدات كبيرة يستفيد منها الشباب والرياضة بشكل عام والمجتمع أيضا.
نتمنى أن تكون الرسالة وصلت إلى من يهمه الأمر وأن تتم إعادة تأهيل هذا الملعب والاستفادة من موقعه وسط العاصمة صنعاء ليكون معلما رياضيا وتجاريا فريدا ومتميزا.
للزميل العزيز الصحفي الخلوق أحمد أبو زينة نقول: الحمد لله على السلامة والعافية عقب العملية التي أجريت له.. وإن شاء الله يعود لممارسة عمله الصحفي في أسرع وقت.
