ما بين 3 ملايين ومليوني ريال يصل مهر العروس في هذه الأيام الى جانب العديد من المتطلبات الأخرى التي تشترط كتكاليف القاعة وفستان الزفاف وحفلات تسبق العرس تستغرق المهر ويزيد على المبلغ المدفوع في أحيان كثيرة وهو ما يرجحه أهل العروسة.. فالمبلغ غير كاف لإقامة عرس لائق لابنتهم وأنهم سينفقون إلى جانب المهر الكثير من الأموال لإقامة حفلة زفاف مميزة إرضاء لأبنائهم والمجتمع، وكل ذلك بالمخالفة للسنة المطهرة التي تستهجن ذلك الإسراف.
الأسرة/ خاص
يقول بعض الآباء إن المهر المقدم لبناتهم في هذه الأيام بالكاد يكفي لشراء الذهب وان تكاليف حفلة الزفاف سيقومون بدفعها من مالهم الخاص.
رحلة جمع المهر رحلة طويلة وشاقة لدى الكثير من الشباب المقبل على الزواج فمنهم من يغترب ليجمع قيمة المهر ومنهم من يعمل ليل نهار لسنوات، ويقول الشاب عبدالاله انه يعمل منذ سنتين ليجمع مهر عروسه البالغ مليون ونصف ولكنه لم يستطع الإيفاء به وذلك لأنه موظف بسيط لم يستطع بعد توفير المهر، بالإضافة إلى المتطلبات الأخرى التي يجب أن يوفرها إلى جانب المهر لحفلة العرس ويوم الزفاف وفتح منزل جديد، مما يزيد من العبء الملقى على عاتق كل مقبل على الزواج.
حقوق الفتاة
وترى بعض الأمهات أن المغالاة في المهور عائد إلى غلاء المعيشة هذه الأيام وارتفاع سعر كل مستلزمات العرس الخاصة بالعروس، مما يستدعي رفع المهر ليتم تغطية كل تلك التكاليف التي تريد أي عروس أن تقيمها.
فيما ترى أمهات أخريات أن غلاء مهر الفتاة يرجع لضمان حقوق بناتهن وخاصة في هذا الزمن الذي ضاعت فيه حقوق الزوجة بسبب كثرة الأزواج المستهترين بالحياة الزوجية والأسرية.
تيسير الزواج.
فيما يحرص قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي على الاهتمام بهذا الجانب انطلاقا من رؤيته الثاقبة الهادفة الى استقرار المجتمع وحمايته من الحرب الناعمة التي يصدرها الأعداء.. وهنا يقول : فرصةً تيسيرُ الزواج واجبٌ وتركُ عاداته السيئة أوجب
وقد أكّـد السيد عبدالملك على أبناء مجتمعنا بالاهتمام بتيسير الزواج وتخفيض تكاليفه على مستوى المهور وبقية التكاليف.
ولفت إلى أن الكثيرَ من العادات والالتزامات التي تضاف على مسألة الزواج هي أعباء كبيرة تشق على الفئة الكبيرة من أبناء المجتمع وتعسر الزواج.
وبيّن أن أعداءَ الإسلام يستفيدون من تعسير الزواج؛ لأَنَّهم يسعون لنشر الفساد في الأرض من خلال الحرب الناعمة الشيطانية.
وأكّـد السيد القائد قائلاً: “نؤكّـد على ما قاله مفتي الديار في توصيته بأن يهتم المعنيون في المحافظات بأن يكون هناك التزامات مكتوبة تتضمن وثائق في الالتزام بتيسير الزواج”.
وَأَضَـافَ “ينبغي تجنب مظاهر الإسراف والمظاهر السلبية التي تتنافى مع القيم الإيمَـانية في الأعراس”.
للحد من المغالاة في المهور
فيما قال مفتي الديار اليمنية: “لقد أثبتت التجربة أن الناس يسعون في ذلك، وإنهم سيتمكّنون من الحد من المغالاة في المهور، كما سيتمكّنون من قضاء حوائج الناس، لا سيَّما والأمَّة تمر بما يسمى بالحرب الناعمة، التي يستخدم العدوّ فيها كُـلّ وسائله؛ مِن أجلِ إغواء الناس وحرفهم عن مسارِ دينهم وسنة النبي الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-“.
وَأَضَـافَ “ديننا يدعونا لمراعاة أمر مهم وهو الأخلاق والدين، كما قال الرسول الكريم -صلى الله عليه وآله وسلم-: “إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه، إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض، وفساد كبير”.
وذكر العلامة شمس الدين شرف الدين أن النبي الكريم -عليه الصلاة والسلام- وضع الحل والدواء لكل مسألة، لافتاً إلى أن تحصين الشباب والفتيات، مسألة اجتماعية وإنسانية ينبغي النظر إليها بعين الاعتبار؛ كون الزواج هو الطريقة المثلى لبناء الأسرة والمجتمع المتماسك القائم على الطهر والعفاف والعزة والكرامة.
أسباب المغالاة
العادات والتقاليد العمياء هي أهم الأسباب التي تقف وراء الارتفاع الجنوني في المهور هذه الأيام فإقامة الحفلات بتكاليف باهضة والبذخ والإسراف في الاحتفاء بالعروس هي وراء طلب مبالغ خيالية من الشاب المقبل على الزواج للقدرة على مجاراة مراسيم الأعراس وشراء الحلي والملابس والتفاخر والتباهي وجشع بعض الآباء من استغلال كل طاقات العريس وتزويج ابنتهم لمن يدفع أكثر.
كما أن شراء الملابس الباهضة الثمن والحلي واستئجار القاعات الفخمة والفرق الموسيقية باهضة الثمن، قد يكلف العريس ثمنا باهضا يدفع ثمنه مستقبلا هو وزوجته ويدخلهم في دوامة من الديون الطويلة، وتنجم هذه الأسباب جميعا عن الأسر التي لا تراعي حقوق أبنائها وبناتها الإنسانية والاجتماعية ممن انجرفوا وراء المادة والمظاهر الكذابة والعادات والتقاليد الباطلة .
حلول ومقترحات
يقول الأخصائيون الاجتماعيون أن هنالك بعض الحلول إن اتبعت ربما تحل معضلة المغالاة في المهور وهي موجودة وفي متناول الأيدي بشرط التخلي عن العادات والتقاليد العمياء، فيجب التوعية الشاملة حول النتائج المترتبة عن المغالاة في المهور، ومنها ارتفاع معدل العنوسة وانتشار زواج الشغار أو البدل، وبهذا تضيع حقوق الفتاة بشكل كلي بدلاً من صونها وحفظها وتشجيع ودعم الأعراس الجماعية ومساندة الجمعيات الخيرية التي تقوم بمثل هذه المشاريع ورعاية شريحة الشباب عبر برامج الدعم النفسي والمعنوي لتطوير فكرهم والقدرة على حل مشاكلهم بأنفسهم والحد من انجرارهم إلى الانحراف والتوعية الدينية بأهمية المهر المعنوي قبل أن يكون ماديا فقط والتخلي عن بعض التقاليد العمياء .