رحلوا ولم تغب عطاءاتهم عن الذاكرة

عبدالسلام فارع

عبدالسلام فارع

 

 

توطئة: صحيح أن نجوم هذه الإطلالة رحلوا عن دنيا الفناء إلى دار البقاء، إلا أن عطاءاتهم الخالدة لم تغب يوماً عن ذاكرة العشاق والمناصرين وسوف تظل خالدة ومنقوشة في وجدان الرياضة اليمنية لعقود قادمة وإلى ما شاء الله وبعيدا عن الإسهاب الذي قد يراه البعض مملاً بينما هو في الغالب من ركائز التوثيق لمحطاتهم الحافلة بالعطاء والعطاء الخالد جداً.
جواد محسن: لست مبالغاً إن قلت بأن نجمنا الراحل العملاق جواد محسن يأتي في صدارة المدافعين على مستوى المنتخبات الوطنية والأندية اليمنية كافة وجواد محسن الذي استهل مشواره في مدينة الشيخ عثمان وفي نادي الواي سيسي في ستينيات القرن المنصرم كامتداد جميل لكوكبة من أبرز نجوم الواي، أبرزهم المهاجم الأسطوري الراحل محمد صالح العراسي ورفيق درب الجواد الراحل أحمد صالح القيراط، كان قد انتقل إلى العاصمة صنعاء مطلع السبعينيات وانخرط في صفوف الشعب الذي كان يضم مجموعة متألقة من أبرز النجوم مثل أولاد عبدالرحمن (سالم – أحمد – حسين) – علي الورقي – الكالة – عادل مقيدح – عزيز الكميم – شكيب البشيري وآخرين، ومنذ الوهلة الأولى لانخراطه في صفوف الشعب والمنتخب الوطني استطاع أن يخطف الأضواء من كل من سبقوه في كل خطوط الدفاع ويكفي أن يعرف القارئ الكريم أن نجمنا الراحل جواد محسن لم يكتف فقط في إفشال المحاولات الهجومية بل كان يقوم بترقيص المهاجمين في منطقة الستة ومن ثم الإسهام في بناء الهجمات الخطرة لفريقه.
علي ناجي الرويشان: في اعتقادي أن الراحل علي ناجي الرويشان لم تشهد ملاعبنا المستطيلة حتى اليوم لاعباً بمستواه وبمستوى قدراته وإبداعاته ومهاراته، والرويشات الذي استهل مشواره في فاتنته كرة القدم في صفوف الفريق الثاني بأهلي تعز، انتقل في سن مبكرة للالتحاق بنادي الصقر الرياضي الثقافي الذي كان يضم في صفوفه مجموعة كبيرة من النجوم مثل عبدالعزيز مجذور – عبدالله الدهبلي – فهد شهاب والحارس العملاق منصور الدهبلي وآخرين كان يتميز عن سواه بمهاراته الفائقة التي طالما اتحفت الكثير من المتابعين وطالما طرب لها المناصرون للصقور، فهو بالإضافة إلى تمتعه بتلك المهارات الراقية والمتميزة كان يتمتع في الوقت نفسه بقراءته السليمة للملعب وبروعة أهدافه وصناعته المتقنة للكثير من فرص التهديف ومن أجمل المباريات التي خاضها نجمنا الراحل علي ناجي الرويشان تلك المباراة التي خاضها مع منتخب تعز أمام ذلكم الفريق الصيني الذي جاء إلى بلادنا ممثلاً لإحدى المقاطعات في جمهورية الصين يومها أحرز هدفاً من ركلة جزاء لا يحرزه إلا كبار النجوم في الوطن العربي وكانت له جملة من الأهداف أهمها في مرمى نادي فلسطين من الجحملية ويكفي أن تعرف عزيزي القارئ أن الراحل النجم الكبير عبدالكريم الهتاري كان يذرف الدموع بغزارة كلما سمع أو تبادرت ألى ذهنه سيرة الرويشان.

قد يعجبك ايضا