في سابقة لم تشهدها اليمن في تاريخها، عرس جماعي بهذا الزخم وهذه الضخامة وهذا الحجم لم يحدث هذا إلا في عصرنا الحاضر وفي زمننا هذا..
في العام الماضي 7200 عريس وعروس، وفي العام الذي قبله 3300 عريس وعروس، وهذا العام 10044 .
كل هذا بفضل الزكاة.. الزكاة التي كانت مغيبة عقود من الزمن، الزكاة التي لم نكن نلمس آثارها في السابق .
ففي عهد الحكومات السابقة تعمد الأعداء تغييب دور الزكاة في بناء مجتمع إسلامي متوحد ومتكافل، فتم في عام 2000م الغاء قانون الزكاة، واستبداله بقانون آخر في تعد سافر لأحكام الله، وذلك عندما تم إصدار قانون المجالس المحلية، وفيه تم ضم الزكاة إلى المجالس المحلية كنفقات تشغيلية إيراد محلي ومشترك..
يعني حرفوا الزكاة عن مصارفها الحقيقية التي ذكرها الله في القرآن، واستبدلوا الثمانية المصارف بمصارف جديدة وهي المجالس المحلية؛ إيراد محلي ومشترك..
فتم العمل بهذا القانون منذ بداية القرن الحالي، وبسببه ضاعت الزكاة وضاع دورها في بناء المجتمع ومواساة الفقراء والمساكين، ولم تعد تُصرف في مصارفها الثمانية الذين ذكرهم الله في سورة التوبة الآية 60: (إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم).
حتى جاءت ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر فأرجعت الزكاة إلى مصارفها الحقيقية، بإنشاء هيئة للزكاة يتم فيها تجميع مواردها في وعاء واحد،، وكان إنشاؤها بركة وثمرة من ثمار ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر الخالدة، ووُضع على رأسها أناس مخلصون نزيهون.
ولم يمر بعد إنشائها إلا أشهر معدودة حتى بدأ خيرها يصل للفقراء والمساكين، وبدأت المشاريع تخرج منها مشروعاً تلو مشروع حتى بلغت مئات المشاريع.. فلمس الناس خيرها، وظهر أثرُها في المجتمع، وبدأ الشعب يحس بوجود الزكاة ويلمس أثرها في المشاريع التي تعلنها بشتى أنواعها، والتي استهدفت كل فئات الشعب الفقيرة، مشاريع نقدية وعينية، استهدفت الفقراء والمساكين وأسر الشهداء وأبناء السبيل والمنكوبين والكادحين والعجزة والجرحى والمرضى والمفقودين والسجناء والغارمين، حتى لقد تجاوز خيرها اليمن بأن ساهمت في تعزيز الروابط الأخوية بالشعب الفلسطيني، فأرسلت له مبلغاً محترماً مليار ريال يمني كدعم للمقاومة وقامت بتزويج الشباب العازبين من اللاجئين الأفارقة، بل وقامت بتفقد سجناء العدوان، أسرى العدو السعودي -الإماراتي ومساعدتهم نقدياً وعينياً.
كما اهتمت بالزراعة، ودعمت الاقتصاد اليمني، ولم تنس إخواننا في تهامة والجزر اليمنية ككمران وغيرها.
كما أنها نحو الاهتمام بالتمكين الاقتصادي، وبناء الفقير اقتصاديًا بأن دربته وأهّلته وأقامت له ورشاً تم فيها التعلم لحرفة معينة وصنعة محددة ليستطيع بعدها العمل في المجتمع بهذه الصنعة ليكسب بها قوت يومه، وليصل بعدها إلى الاكتفاء الذاتي، وتحويله من فقير إلى مُزَكٍّ، ومن آخذ إلى مُعطٍ..
وما هذا العرس الجماعي الذي تقيمه الهيئة هذه الأيام إلا مشروع من مشاريعها، التي تسعى من خلاله بمساعدة الشباب غير القادرين على الزواج ومساعدتهم في تكاليف العرس والزواج بدفع مبلغ يتجاوز الـ800 ألف ريال لكل عريس، وأيضاً تهدف هيئة الزكاة من وراء هذه الخطوة إضافة لما سبق بالسعي الجاد والحثيث بمحاربة الحرب الناعمة وتحصين الشباب والشابات من الانحدار في الرذيلة والفاحشة وتحصينه والمجتمع من الحرب الناعمة، ليصبح المجتمع اليمني مجتمعاً مستقيما مُحصّنًا من كل الإغواءات والرذائل التي تهلك الشعوب وتدمرها وتدمر نسيجها الاجتماعي..