الثورة نت/
كشفت السلطات الكورية الجنوبية وشهود عيان، عن السبب الرئيسي لحادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ البلاد، حسبما أفادت وكالة “يونهاب”.
ونقلت وكالة “يونهاب”، عن السلطات وشهود العيان قولهم اليوم الأحد، إن الاندفاع المفاجئ لحشود المحتفلين إلى زقاق ضيق يبلغ عرضه اربعة أمتار في منطقة “إيتايون” بسول، تسبب بمحاصرة المئات من الأشخاص ومنعهم من الحركة أو الهروب، قبل أن يبدأ بعضهم في السقوط وإسقاط غيرهم، ليقع حادث التدافع الأكثر دموية في تاريخ كوريا الجنوبية.
وأشارت الوكالة إلى أن ما لا يقل عن 151 شخصا لقوا مصرعهم وأصيب 82 آخرون في الحادث الذي وقع مساء أمس السبت في شارع في منطقة “إيتايون”، إذ يبلغ عرض الزقاق المتفرع عنه والذي وقع فيه الحادث اربعة أمتار فقط، وهو زقاق منحدر يبلغ طوله 40 مترا ويربط بين منطقة مزدحمة بالمطاعم والشارع الرئيسي، ويكفي بالكاد لعبور حوالي ستة بالغين في نفس الوقت.
وتمت الإشارة إلى أن الحشود الضخمة من المحتفلين تجمعت في الزقاق الضيق ليلة السبت للاحتفال بأول موسم للهالوين دون ارتداء الكمامات منذ جائحة كورونا في أوائل عام 2020، بعد السماح بخلع الكمامات في الأماكن الخارجية في سبتمبر الماضي.
وبحسب “يونهاب”، فإن منطقة “إيتايون” تعد موطن تجمعات المغتربين والأجانب في وسط سول، وبفضل وفرة أماكن الحياة الليلية والمطاعم الأنيقة كانت هي المكان الأشهر للمحتفلين، وزار المنطقة عشرات الآلاف من الناس في تلك الليلة.
ونقلت “يونهاب” عن أحد شهود العيان الناجين قوله إن التدافع “بدأ على الفور” عقب سقوط بعض الأشخاص وتسببهم في إسقاط غيرهم، مثل قطع الدومينو، ثم تراكم بعضهم على بعض، دون القدرة على الحركة أو التنفس، وأدى العدد الكبير إلى صعوبة وصول رجال الإنقاذ وضباط الشرطة واجتيازهم مسافة 100 متر إلى مكان الحادث وإنقاذ الضحايا، مما أدى إلى الزيادة الفادحة في عدد القتلى.
وأوضح الشهود أن الزيادة المفاجئة لنحو 300 من المصابين الذين يحتاجون إلى الإنعاش القلبي الرئوي وإجراءات الإسعافات الأولية الأخرى جعل مهمة عمال الإنقاذ والمسعفين عسيرة، بينما زاد ازدحام المرور في فترة العودة إلى المنازل في المنطقة من تأزم الموقف.
مأساة التدافع
ومثلت مأساة التدافع بمناسبة الاحتفالات في سول أكبر كارثة تشهدها كوريا الجنوبية منذ سنة 2014، عندما انقلبت عبارة وتسببت في مصرع أكثر من 300 شخص، معظمهم من طلاب المدارس.
وتسببت حادثة التدافع التي شهدتها منطقة “إيتايون” الترفيهية بوسط العاصمة سول، خلال احتفالات السبت الماضي، في مقتل 151 شخصا، بينهم 19 شخصا أجنبيا، بالإضافة إلى إصابة 82 شخصا.
وهي ثاني أكبر مأساة من حيث عدد الضحايا التي تشهدها كوريا الجنوبية خلال العقد الأخير.
وتمثلت المأساة الأولى الكبيرة التي وقعت سنة 2014 في انقلاب العبارة “سي وول” يوم 16 أبريل، وتسببت في مقتل 304 أشخاص، معظمهم من تلاميذ المدارس الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 19 عاما.
وكان إجمالي عدد الركاب على متن العبارة 476 شخصا، وقد توقفت عملية البحث عن المفقودين في حادث انقلاب العبارة وتحطمها، في نوفمبر 2014 بسبب صعوبة وتعقيد عمليات البحث.