عشرات المستوطنين يدنسون الأقصى المبارك وصهاينة آخرين يواصلون حصار مدينة نابلس لليوم الثامن على التوالي
الجهاد الإسلامي: خطف الجنود على سلّم أولويات المقاومة لتحرير الأسرى
الزهار: المقاومة ستُرغم الاحتلال على شروطها في أي صفقة تبادل قادمة
الثورة:- هاشم الاهنومي(وكالات)
يواصل الاحتلال الاسرائيل العمليات والانتهاكات الإجرامية التي يشنها بشكل متواصل تجاه المناطق والأهالي بفلسطين، وتشهد القدس والضفة الغربية تصاعداً في عمليات المقاومة، ردا على الاحتلال وانتهاكاته المتواصلة بحق الفلسطينيين، حيث اقتحم عشرات المستوطنين، امس الثلاثاء، المسجد الأقصى، بحراسة مشددة من شرطة العدو الصهيوني.
وأفادت دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس المحتلة أن المستوطنين اقتحموا الأقصى على شكل مجموعات من جهة باب المغاربة، إلى باب السلسلة، ونفذوا جولات استفزازية وأدُّوا طقوسًا تلمودية عنصرية في ساحات المسجد وباحاته، خصوصًا في المنطقة الشرقية منه.
وخلال “عيد العرش” اليهودي، والذي استمر لمدة ثمانية أيام، اقتحم 5094 مستوطنًا المسجد الأقصى، وأدوا طقوسًا تلمودية في باحاته وعند أبوابه الخارجية، وسط قيود فرضتها شرطة العدو على دخول المصلين للمسجد، ومنعت دخول من هم دون الـ50 عامًا.
وتتواصل الدعوات المقدسية إلى تكثيف شد الرحال والرباط الدائم في المسجد الأقصى، لصد اقتحامات المستوطنين المتواصلة، ومواجهة مخططات الاحتلال التهويدية.
ويتعرض الأقصى يوميا عدا الجمعة والسبت، لاقتحامات المستوطنين بحماية قوات الاحتلال، على فترتين صباحية ومسائية، في محاولة لتغيير الأمر الواقع في الأقصى، ومحاولة تقسيمه زمانيًّا.
وفي السياق ذاته، واصلت قوات الاحتلال “الإسرائيلي”أمس الثلاثاء حصارها العسكري الذي تفرضه على مدينة نابلس لليوم الثامن على التوالي.
ونصبت قوات الاحتلال حواجز عسكرية طيارة (متنقلة) على امتداد شارع حوارة الرئيسي وعلى مدخل بلدة بيتا، فيما أغلقت “حاجز حوارة” الواقع جنوب نابلس للخارجين منها.
وتسببت إغلاقات الاحتلال وتشديداته العسكرية في أزمة مرورية خانقة، على عدة حواجز تحديداً، حيث قامت بعمليات تفتيش وتدقيق بهويات المواطنين الذين يمرون عبرها، بالإضافة إلى إغلاق “حاجز” دير شرف غرب نابلس بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية.
والليلة الماضية، لبّت مناطق الضفة الغربية، نداء مجموعات “عرين الأسود”، بالخروج في مسيرات والاشتباك مع قوات الاحتلال “الإسرائيلي”، حيث طالبت المجموعة الأهالي بالخروج إلى الشوارع وعلى أسطح المنازل والصدح بالتكبيرات والمواجهة.
من جانبها، عبّرت حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية عن غضبها واستنكارها الشديد لاستمرار فرض حصار على مدينة نابلس وضواحيها و سد الطرق المؤدية لها بالسواتر الترابية.
الجهاد الإسلامي
قال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي خضر حبيب امس الثلاثاء، إن الشعب الفلسطيني في انتظار عقد المقاومة صفقة وفاء أحرار جديدة يتحرر فيها كل أسرانا من سجون الاحتلال، مشددًا على أن العدو لا يمكن أن يطلق سراح أي أسير إلا إذا أُرغم على ذلك.
وأكد حبيب أن خطف الجنود الإسرائيليين على سلّم أولويات المقاومة لتحرير الأسرى الأبطال من سجون الاحتلال الاسرائيلي.
وأضاف “نقول لأسرانا البواسل أن قضيتكم على سلم أولويات وأجندة الفصائل”، مشددَا أنه لن يهدأ بال للمقاومة إلا بخطف جنود ومبادلتهم من أجل تحرير الأسرى.
وأكمل، “نحن ماضون في تنفيذ هذه الأجندة وندعو الله التوفيق والسداد” مشيرًا إلى أن قضية الأسرى هي وطنية بامتياز. وتابع، نترحم على أرواح من نفذ عملية ” الوهم المتبدد” التي أسفرت عن مقتل جنديين واستشهاد اثنين من عناصر المقاومة ممن خطفوا الجندي الإسرائيلي “جلعاد شاليط”.
ووجه القيادي في الجهاد التحية للشعب الفلسطيني الذي يتحمل ما لا تتحمله الجبال، قائلاً” إن الاسرى سيتحررون من سجون العدو والمسألة فقط بعض الوقت”.
ويصادف اليوم الثامن عشر من أكتوبر، الذكرى السنوية الـ 11 لصفقة “وفاء الأحرار”، التي آلت لتحرير 1047 أسيرَا فلسطينيًا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، المئات منهم من ذوي الأحكام العالية.
حماس
أكد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس، محمود الزهار، أن المقاومة الفلسطينية قادرة على إرغام الاحتلال على الانصياع لمطالبها في أي صفقة تبادل أسرى قادمة.
وأوضح الزهار في تصريح خاص لوكالة شهاب، أن الاحتلال الإسرائيلي لا يزال يراوغ في عقد أي صفقة تبادل جديدة مع المقاومة، مشددًا على أن أي صفقة قادمة يجب أن تتم وفقًا للشروط التي تحددها المقاومة.
وأوضح الزهار أن الأسرى أصحاب المحكوميات العالية وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن والمرضى، سيكونون على رأس أي صفقة تبادل مع الاحتلال.
وأشار الى أن صفقة “وفاء الأحرار” تؤكد على وفاء حركة حماس للأسرى في سجون الاحتلال، دون تفرقة بين أحد منهم.
وأضاف: “إن صفقة وفاء الأحرار تعد واحدة من أبرز الانتصارات في تاريخ المقاومة الفلسطينية، نجحت خلالها حماس في الإفراج عن أعداد كبيرة من الأسرى أصحاب المحكوميات العالية”.
وتمكنت المقاومة الفلسطينية قبل 11 عامًا من الإفراج عن 1047 أسيرًا وأسيرة عنوة من سجون الاحتلال الإسرائيلي في صفقة “وفاء الأحرار” مقابل الإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير “جلعاد شاليط”.
وشملت الصفقة، التي اعتبرت من أبرز عمليات تبادل الأسرى على مدار تاريخ الصراع مع المحتل، أسماء شخصيات بارزة في الفصائل الفلسطينية، ومقاومون نفذوا عمليات نوعية ضد الاحتلال الإسرائيلي.
وأُعلن عن التوصل لصفقة التبادل في 11 أكتوبر/ تشرين أول عام 2011 بوساطة مصرية، فيما جرت عملية التبادل في 18 من الشهر نفسه.
رداً على الكيان
استهدف مقاومون، أمس الثلاثاء، مستوطنة في جنوب غرب جنين، ورشق الشباب الثائر مركبة للمستوطنين بالزجاجات الحارقة جنوب بيت لحم.
وأطلق مقاومون النار صوب مستوطنة “شاكيد” المقامة على أراضي المواطنين جنوب غرب جنين، أدت إلى تضرر عدة مبان في المستوطنة.
ورشق الشبان الثائر مركبة للمستوطنين بالزجاجات الحارقة قرب قرب التجمع الاستيطاني “غوش عتصيون”، جنوب بيت لحم.
ورصد مركز المعلومات الفلسطيني “معطي” 17 عملاً مقاوماً في مناطق متفرقة بالضفة الغربية خلال الـ24 ساعة الأخيرة، تمثلت في 3 عمليات إطلاق نار، وزرع عبوة ناسفة، وإلقاء 3 زجاجات حارقة ومفرقعات نارية، واندلاع 9 نقاط مواجهات مع الاحتلال.
وشهدت الضفة الغربية ارتفاعا ملحوظا في أعمال المقاومة الفلسطينية بجميع أشكالها خلال شهر أيلول/ سبتمبر الماضي.
ورصد “معطى” (833) عملا مقاوما، أدت لمقتل إسرائيلي واحد وإصابة (49) آخرين، بعضهم بجراح خطرة.
وتصاعدت عمليات الاشتباك المسلح مع قوات الاحتلال، حيث بلغت عمليات إطلاق النار على أهداف الاحتلال (75) عملية، (30، 28) عملية منها في جنين ونابلس تواليا.
وكانت إذاعة “جيش الاحتلال الإسرائيلي” أكدت، مساء أمس الاثنين، تعرض حاجز الجلمة العسكري شمال جنين، لإطلاق نار.
كما ذكرت مصادر محلية، أن مقاومين فلسطينيين استهدفوا حاجز سالم العسكري، غرب المدينة، بوابل من الرصاص.
اعتقالات ومداهمات
اعتقل جهاز الشاباك وشرطة الاحتلال الإسرائيلية امس الثلاثاء، ثمانية مواطنين في مخيم شعفاط وبلدة عناتا، بينهم سيدة.
وذلك بادعاء مساعدتهم عُدي التميمي، منفذ عملية إطلاق النار عند حاجز الاحتلال في المخيم، التي أسفرت عن مقتل جندية وإصابة حارس بجروح خطيرة وآخرين بجروح طفيفة، قبل أسبوعين.
ويدعي الاحتلال أن قسما من المعتقلين قدموا مساعدة للتميمي قبل عملية إطلاق النار وقسم آخر منهم قدموا مساعدة له أثناء اختبائه بعد عملية إطلاق النار.
وتواصل قوات من الجيش الإسرائيلي والشرطة والشاباك عمليات البحث عن التميمي (22 عاما). ونقلت صحيفة “هآرتس” عن مصدر أمني إسرائيلي قوله “إن التميمي لم يكن معروفا للاحتلال كناشط مسلح، وأنه لا ينتمي إلى أي فصيل فلسطيني”.
ولا تزال شرطة الاحتلال تعتقد أن التميمي يتواجد داخل مخيم شعفاط وأنه يحصل على مساعدات من سكان المخيم، وتعتبر أن هدفه هو الفرار من المخيم إلى الضفة الغربية.
من جهة أخرى شنت قوات العدو الصهيوني، فجر أمس الثلاثاء، حملة اعتقالات واسعة في مناطق متفرقة بالضفة المحتلة ، بعد مداهمات واسعة لمنازل الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، اعتقلت قوات العدو شابا على حاجز عسكري “دوتان” بينما احتجزت صاحب المركبة التي كان يستقلها.
في غضون ذلك، شنت قوات العدو حملة تفتيش واسعة على كاميرات المراقبة على امتداد شارع جنين – حيفا، واستولت عليها من داخل المحال والمصالح التجارية.
كما اعتقلت قوات العدو 7 مواطنين من منازلهم في القدس المحتلة بعد دهمها وتفتشها والعبث بمحتوياتها.
وفي رام الله اعتقلت قوات العدو 3 شبان من مخيم الجلزون وقرى كوبر وبيت سيرا غرب المدينة، فيما اعتقلت شابا من بلدة قباطية جنوب جنين.