لا هـــدنـــة دون صـــرف الــمــرتـبـات ورفــــع الــحـصــار كــامـلاً.. إلى أين يذهب العدوان من هذه الحقوق الأساسية؟!

افتتاحية الثورة

 

مع رفض الإدارة الأمريكية وبريطانيا وكل منظومة العدوان على اليمن حقوق اليمنيين في صرف رواتب الموظفين التي تنهبها منظومة العدوان ومرتزقتها وتعبث بها فسادا مع حرمان الموظفين من رواتبهم ، ورفض المنظومة العدوانية حق الشعب اليمني في رفع الحصار المفروض على موانئ الحديدة ، ورفع الحظر الجوي على مطار صنعاء ، بكل ما تعنيه كلمة رفع الحصار من معنى وما يقتضيه من إبعاد كافة العراقيل والإجراءات القسرية التي تفرضها منظومة العدوان على اليمن من تفتيش وعرقلة وحجز وقرصنة للسفن ، ورفع الحظر عن الرحلات الجوية من مطار صنعاء وإليه من كل مطارات العالم مثله مثل كل مطارات الدنيا ، تحشد الإدارة الأمريكية وبريطانيا ومنظومة العدوان أبواقها وناطقيها ومبعوثيها وماكينتها الإعلامية إلى سعار التصريحات التي تنطوي على أكاذيب وأضاليل وعلى تهديدات بالحرب وعلى مساومة اليمنيين على حقوقهم بين القبول بالفتات أو الحرب ، يصير واضحا أن أمريكا وبريطانيا ومنظومة العدوان لا تعترف بحقوق الشعب اليمني ولا هي في وارد الاعتراف بتلك الحقوق ولا تسعى إلا إلى ما يحقق مصالحها وأهدافها فحسب. ففي جانب تعتبر منظومة العدوان المطالب المحقة والعادلة لليمن في صرف مرتبات الموظفين من الثروات المنهوبة إلى بنوك السعودية شروطا مستحيلة ..

لأنها تنكر هذا الحق ولا تعترف به وتريد العبث به وفرض الشروط والاستثناءات وممارسة الأضاليل لتبقي موضوع المرتبات ورقة حرب ضد الشعب اليمني ، تعاقب به من تشاء وتستثني من تريد ، وتحدد من له حق الحصول على المرتبات ومن ليس له الحق في ذلك ، وكأنها قد نصبت وصيا على اليمنيين!

وفي الجانب الآخر تستمر في النهب واللصوصية وسرقة ثروات اليمنيين السيادية النفطية والغازية لتمول من مواردها الحرب الإجرامية ضد الشعب اليمني ، مع حرمان الموظفين اليمنيين من رواتبهم وتنظر للمطالب الوطنية بصرفها على أنها شروطا مستحيلة ومرفوضة ، ثم تروج بوقاحة لا نظير لها بأنها تسعى لإنهاء معاناة اليمنيين من خلال هدنة تفصلها بمقاييسها لما يخدم مصالحها فحسب ، ثم تندفع كالنوائح المستأجرة لترفع عقيرتها (أنصار الله يرفضون الهدنة ويعرضون الشعب اليمني للخطر) ، فهل مصلحة الشعب اليمني في صرف رواتب كافة الموظفين وبكشوفات واحدة ودون أي استثناءات ومن رواتبهم ، أم في هدنة غادرة تنتقص من هذه الحقوق وتخضعها لإرادة منظومة العدوان ، وتستثني شرائح كبيرة من الموظفين ، بل ولا تحمل أية ضمانات لصرفها!

لو كانت منظومة العدوان تريد فعلا صرف رواتب الموظفين اليمنيين لما عملت بالتعمد وبالخطط المسبقة وبالإجراءات العقابية على قطعها منذ اليوم الأول لسطوها على البنك المركزي ونهب الودائع وقرصنة التحويلات والمساعدات والموارد الوطنية ، ولما حرمت الموظفين من رواتبهم منذ العام 2016:م وإلى اليوم ، ولو كانت منظومة العدوان صادقة في ادعاءاتها لأرسلت رواتب الأطباء والمدرسين والأكاديميين على الأقل إلى كافة المحافظات دون انقطاع ، لكنها منذ اليوم الأول قطعت مرتبات الجميع ، ونهبت حقوق الجميع ، وأمعنت في تجويع اليمنيين جميعا دون استثناء ، واليوم تشهر الأضاليل الوقحة للهروب من دفع هذه الحقوق وبإنكارها بل وتعتبر المطالب الوطنية بها شروطا مستحيلة.

كل موظف في دولة الجمهورية اليمني مدنيا كان أو عسكريا أو أمنيا ، متقاعدا أو في الخدمة ، حقه في الحصول على راتبه ثابت وأصيل بموجب القوانين والدساتير الوطنية ، ولا يحق لأحد أن يسلب هذا الحق عن أحد ويستثني موظف على آخر منه ، وكل يمني ينتمي لهذه البلاد له الحق الأصيل في ثروات بلاده من النفط والغاز ، وليس لأحد أجنبي كان أو أداة للأجنبي أن يمارس عليه الوصاية وينهب هذه الثروات ليمارس بها الفساد والإفساد والعبث ، ثم يقرر عن اليمنيين ويدعي حرصا على مصالحهم.

وفي ملف رفع الحصار ، كل موانئ العالم تستقبل السفن المحملة بالسلع والوقود والأغذية والأدوية دون فروض وشروط من أحد ، وبلا تفتيش وبلا إعاقة وبلا قرصنة ، لماذا على اليمن فحسب أن يقبل بمعادلة تحالف العدوان في تحديد ما يسمح بوصوله ، وفي عدد ما يصل كل شهر ، وبعد تفتيش وتدقيق وعرقلة وحجز وقرصنة ورشاوى تدفع لسفراء وضباط هذا التحالف.

لكن أمريكا وبريطانيا وكل منظومة العدوان تريدنا خاضعين لإملاءاتها ولمزاجها حتى في أكلنا وملبسنا وفي وقودنا ، وتفصل هدنة بدخول عشر سفن وقود شهرية فقط دون بقية السلع ، ولا تصل كل سفينة إلا بعد مسار طويل تخضع فيه للحجز والتفتيش والقرصنة وتدفع فيه الرشاوي والإتاوت والتنازلات ، ثم تشهر هذه الهدنة لتحشد الأبواق بأن على اليمنيين القبول بها!

من خول هؤلاء المحتشدين الأغبياء ممارسة هذه الوصاية المذلة على اليمنيين؟ ، ومن قال لهم إن اليمنيين سيقبلون بالفتات وسيخضعون للتهديدات والضغوط؟ وهل يعتقدون أن بإمكانهم تتويج ثمانية أعوام لحربهم الإجرامية على اليمنيين بفرض هذه القرارات المستلبة لحقوق الشعب اليمني الأصيلة؟

والحال نفسه في موضوع مطار صنعاء الذي تحدد له منظومة العدوان رحلات محددة ، وإلى جهات معينة ، وأوقات إقلاع وهبوط تسح بها هم حسب أمزجة مسؤوليها ، وتريد أن تسلب حق اليمنيين في السفر وفي التنقل وفي الرحلات بإعطائهم رحلة واحدة أو رحلتين كل أسبوع!

ما كان لأمريكا وبريطانيا وكل منظومة العدوان أن تسمح برحلة واحدة عبر مطار صنعاء ، وما كان لها أن تسمح بدخول سفينة واحدة إلى ميناء الحديدة ، إلا حينما حشرت في زاوية الانتكاسات التي تعرضت لها في حربها الإجرامية على اليمن ، وحينما بدت حاجتها في هدنة تضمن لها تدفقات النفط إلى أسواقها بعد أن حشرتها الحرب الروسية الأوكرانية في ضائقة الحاجة لذلك ، ولو قيض لها لمنعت كل شيء حتى الهواء عن اليمنيين ، ولا أصل لما تروج له اليوم وتدعي حرصها على حياة اليمنيين ومعائشهم.

أما التهديدات بالحرب والعودة للتصعيد فأعلى ما في خيولكم فاركبوه ، ولن يرضخ شعب صمد لثمانية أعوام لتهديدات حقيرة من هنا أو هناك ، لن يظل اليمنيون نهباً لأحد ولا تحت وصاية غازي أجنبي أو عميل حقير ، وحقهم سيُنتزَعُ اليومَ نافذا ، واليوم ومع الإسهال في التصريحات التي تأتي من عواصم منظومة العدوان ومن منصاته الدعائية في بريطانيا وأمريكا والغرب ، على الإدارة الأمريكية قبل غيرها أن تحسب حساباتها بالشكل الصحيح ، فالخطاء في الحسابات والتقديرات في المرحلة الراهينة التي تنشب فيها صراعات متعددة سيؤدي إلى كوارث ، وسيحقق الله لهذا الشعب انتصارات كبرى ، وسيمكنه من انتزاع حقوقه كاملة غير منقوصة بعونه سبحانه وتعالى

 

 

قد يعجبك ايضا