“مستطرف البردُّوني المعاصر” بين يدي القراء

 

الثورة / خليل المعلمي
أعلنت الهيئة العامة للكتاب، أنها قد انتهت من طباعة كتاب “مستطرف البردُّوني المعاصر” للشاعر الكبير عبدالله البردوني، وأن الكتاب قد أصبح متاحاً للقارئ اليمني وموجوداً في المعرض الدائم للهيئة بشارع القصر وفي عدد من المكتبات اليمنية.
وأوضح الأديب عبدالرحمن مراد – رئيس الهيئة العامة للكتاب أن إصدار هذه الكتاب يأتي تزامناً مع حلول الذكرى الثالثة والعشرين لرحيل شاعر اليمن الكبير البردوني، مشيراً إلى أن الهيئة حريصة على استكمال طباعة نتاجات البردوني الفكرية والإبداعية والتي تم نشرها في وسائل الإعلام المختلفة في الصحف والإذاعة وغيرها بالتعاون مع محبي وعاشقي الشاعر الكبير عبدالله البردوني.
ونوه بأن الهيئة قد استطاعت قبل فترة وجيزة طباعة وإصدار آخر ديواني البردوني وهما “العشق على مرافئ القمر، ورحلة ابن شاب قرناه”، بعد مرور ما يقارب الـ23 عاماً على رحيله، بعد الاتفاق مع ورثته.
وقال: لم يكن البردوني في مستطرفه هذا سوى باحث عن الفرادة والتميز بين أدباء عصره كعادته في نتاجه الفكري والأدبي، ولذلك حرصنا في الهيئة العامة للكتاب على طباعة هذا الكتاب، وندرك الفراغ الذي سوف يملأه في الوجدان الجمعي في ظروف قد تشبه زمن كتابته في حال، وتتغاير عنها في أحوال، إلا أن ثمة قاسماً مشتركاً يؤكد أهميته في هذه المرحلة.
وأضاف: يتكون الكتاب من ستة وثلاثين مقالاً نشرها الشاعر البردوني تحت نفس العنوان في صحيفة الوحدة الأسبوعية خلال الفترة (ديسمبر 1990م، وحتى مارس 1993م).. وفيها متابعات وقصص ونوادر ثقافية عن أحداث وشخصيات ثقافية وفنية وسياسية ومؤلفات عربية وعالمية، غنية جداً بالإثارة والتشويق وكفيلة بلفت الاهتمام والانتباه وبفتح آفاق جديدة ومغايرة حول موسوعية الأستاذ البردوني.
واستطرد بالقول: بدأ البردوني فكرة كتابة هذا المستطرف في ديسمبر من عام 1990م، وقد تركت المرحلة ظلالها عليه، وهذا الظلال يشبه ما يماثله في الزمن القديم، زمن كتابة المستطرفات القديمة، فالتسعينيات من القرن العشرين – كما يقول البردوني نفسه في سياق تعليل كتابته لهذا المستطرف – لم تكن تومئ إلى غد، ولم تحمل رموزها وتباشيرها عبق الذي مضى من الزمن، إذ كانت مرحلة مضطربة أحدثت تفكيكاً للبنى العامة وانزياحاً في القانون العام والطبيعي، فالمستقبل كان مجهول القسمات، وشبح القلاقل والاضطرابات كان يهدد المجتمع.
ويتابع مراد: لقد كتب البردوني مستطرفه المعاصر ونشره تحت هذا العنوان في صحيفة الوحدة التي كانت متنفساً حراً لكل الكتاب, ولم يكن في مستطرفه هذا إلا معبراً عن موقفه وساخراً من واقعه، من خلال إعادة إنتاج دلالة السياق المتصل والمتقاطع بين المتن والواقع، فقد غام خيال المستقبل، فأصبح الميل الى التأمل والسخرية هو الملاذ حتى تتضح ملامح المرحلة.
كتب الكثير من الأدباء عن الفكاهة والنوادر والسخرية في الأدب المعاصر، لكن لم يكتب أديب عربي – حسب علمي – بمنهج المستطرفات القديمة سوى البردوني، فهو امتداد متجدد لمنهج المستطرفات، فإلى جانب النوادر تجد التحليل السياقي والمتقاطع، وتجد المعلومة، وتجد القضية، التي يود من خلالها التعبير عن موقفه، أو بيان ما يراه صائباً، لكن في نسقٍ من التعاطي مع نظرية التلقي التي شاعت وتداولها الأدباء في القرن العشرين.

قد يعجبك ايضا