» هدْيُ النبوة «

شعر / محمد أحمد الشامي

 

 

 

 

*أيُّها الآتي جديداً كلَّ عامِ

واسعَ الدربِ, يمانيَّ المرامِ

الهُدى فيكَ كما لو أنّهُ

أُبَّهاتُ المُزْنِ في صدرِ الغمامِ

والمُنى من نورِكَ الأسنى كما

شِئْتَ من أوسمةٍ لا من وسامِ

أنتَ نورُ النورِ , أسمى غايةً

لِخُطانا في دهاليزِ الظلامِ

أنتَ هدْيٌ, قُدْوةٌ , بل منهجٌ

ألِفٌ أنتَ, وميمٌ بعد لامِ

أنتَ عينُ السينِ , باءُ المُبْتَدَا

أنتَ قافُ القلْبِ في واوِ الوِئامِ

أنتَ حاءُ الحبِّ في حضْرتِهِ

تتهادى كلُّ أنفاسِ الغرامِ

أنتَ راءُ الرحمةِ المُهْداةِ في

عالمٍ إِفلاسُهُ قد صارَ دامِ ي

أنتَ كافٌ, أنتَ نونٌ في الندى

أنتَ ياءُ الوحْيِ في صحْوِ المنامِ

أُسْوةٌ أنتَ , وصادُ المصطفى

ورؤُوفٌ , ورحيمٌ للأنامِ

أنتَ سرُّ السرِّ هاءاتُ الهدى

ومدار النونِ في كونِ النظامِ

أرْهقَتْني رهبةُ البوحِ كما

يُرْهِبُ الأفعالَ تسبيحُ الأسامي

عندما عظَّمْتُها مُبْتدَئاً

صيَّرتْني خبراً شدَّ اهتمامي

يا رسولُ اللهِ انت المُرْتجَى

لطموحاتي على مرِّ الدوامِ

يا رسول الله نشكو أمرنا

كيف نحيا دون ماءٍ وطعامِ

★ ★ ★

سيَّدُ الأكوانِ يا مَن جئتَ مِن

منبعِ النورِ بِميدانِ الكرامِ

حينَ نلقاكَ هنا نلقى الذي

هُوَ في الأكوانِ تيَّاهُ المقامِ

حين نلقاكَ هنا ندري متى

ولدَتْنا أُمَّهاتُ الإحترامِ

اليمانيُّونَ يا طه وفي

عُرْسِ ميلادِكَ أشوقُ الهُيامِ

نحنُ أنصارُكَ , هذي « يثربٌ «

تلتقي « صنعا « بودٍّ وابتسامِ

« يمن « الحكمةِ والإيمانِ لم

يأْلُ جُهْداً من كبيرٍ و غلامِ

يا أبا الزهراءِ تدري أننا

نقتفي خطّوَكَ في أقصى الْتزامِ

أنتَ نورٌ يحتوينا هدْيُهُ

نفتديكَ الكلُّ بالموتِ الزؤامِ

قلعةُ المجدِ, ومعراجُ الفدى

مدْمَكُ الإيمان في البيتِ الحرامِ

ودخلناها كآسادِ الشرى

وأتينا للمروءاتِ العظامِ

للبناءِ الضخْمِ في أجيالهِ

كلُّ مجدولِ الذراعينِ هُمامِ

فإذا التاريخُ في أركانِهِ

كلّ مَن قالَ ادخلوها بسلامِ

فبنينا قوّةً ضاربةً

وتحدينا بها شرَّ اللئامِ

★ ★ ★

يا قريب العرشِ من أنفسنا

أيُّها المجبولُ من مسْكِ الختامِ

هِذهِ »صنعاءُ « تلقاكَ وفي

كلِّ نبضٍ يتسامى قصرُ »سامِ «

لبستْ أوسمةَ العُرْسِ لكي

تكملُ المشوارَ من بينِ الركامِ

فتُعلٍّي رأسَها هاتفةً

الدجى خلفي, وأفراحي أمامي

ولِمَن قالَ بأنّي لم أزلْ

في غياهيبِ المآسي والظلامِ

فتِّحِ العينينِ تُبْصِرْني علا

فارهاتِ السُّحْبِ من غيرِ لثامِ

إنّهُ ميلادُ نورٍ ولهُ

في سمانا غُرّةُ البدرِ التمامِ

إنّها الأفراحُ ما قالت هنا

أمَوِيٌّ من « يزيدٍ « أوْ « هشامِ «

هُوَ نورٌ في دمي أنشدُهُ

ولهُ أزكى صلاتي وسلامِي

وعلى الآلِ جميعاً كلما

جاءَ ميلادُكَ عاماً بعدَ عامِ

صنعاء/ ربيع الاول ١٤٤٤هـ

 

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا