أكدوا أن اليمنيين كانوا وسيبقون أنصار الله ورسوله
علماء لـ”الثورة”: إيماننا وحكمتنا تملي علينا أن نلتف حول رسول الله
تحيا فينا الكرامة والعزة بإحيائنا للمولد النبوي الشريف، فمولده شرّفنا وزادنا عزة ونصرا، ومن عام إلى عام تزداد في قلوبنا بهجة المولد، قوة وشغفاً ما يزيدنا عزم وإرادة، فمن يعظم الله لابد أن يعظم نبيه ومن يعظم نبيه فقد فاز، ومن فاز فقد نال كل الشرف، ونحن أهل اليمن نعظم النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم أشد التعظيم ونبجله أعظم تبجيل وقد أسلمنا برسالة، لم نُسلم بقوة السيف وشهد لنا بذلك رسول الله فقال: (أتاكم أهل اليمن فهم أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية).
بالمناسبة أجرت “الثورة” استطلاعا للرأي مع بعض العلماء.. إليكم التفاصيل:الثورة / زين العابدين حلاوى
يقول العلامة سليم القيز عضو رابطة علماء اليمن :علاقة اليمنيين بالرسول الأعظم صلى الله عليه واله وسلم علاقة وطيدة ومتجذرة على مدى التاريخ، فعندما هاجرت الأسرة اليمنية إلى مكة وكان لها فضل السبق إلى نصرة الإسلام وللنبي صلى الله عليه وآله وسلم كان لها وسام أول فدائية في الإسلام وهي أسرة عمار بن ياسر رضوان الله عليهم، فأبوه ياسر العنسي اليمني وأمه سمية بنت خياط، كانا أول فدائيين في الإسلام وقتلا واستشهدا في سبيل هذه الدعوة المحمدية على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم، ولا ننسى أن عمار بن ياسر تلقى أشد أنواع التعذيب، وقد وبشره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالجنة فقال “صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”، وكذلك مواقف عمار مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومع الإمام علي عليه السلام وكان فاروقا يفرق بين الحق والباطل، قال فيه النبي صلى الله عليه وآله وسلم “لقد ملئ عمارا إيمانا من رأسه حتى أخمص قدميه” وقال” مالهم ولعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار بخٍ بخٍ لك عمار تقتلك الفئة الباغية” ،هذا في المحطة الأولى في مكة المكرمة وأيضا كانت هناك محطة لليمنيين ما بين الأنصار في يثرب، وكان الأمر يشتد على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وعلى المسلمين الذي اتبعوا الإسلام في بادئ الأمر فاحتضنه ودعاه دعوة كريمة جماعة من الأوس والخزرج في بيعة العقبة الأولى والثانية فقالوا للنبي صلى الله عليه وسلم “ننصرك بما ننصر به أنفسنا وندافع عنك يما ندافع به أنفسنا لك مالنا وعليك ما علينا” آووه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه، فقبل دعوتهم صلى الله عليه وسلم وذهب إلى يثرب وهناك استقبلوه في يوم الهجرة وكانت هذه الهجرة منعطفا تاريخيا في تاريخ الدعوة الإسلامية ومن ثم انتقل من الدعوة السرية إلى الدعوة الجهرية وبدأ ينظم أسس هذه الدعوة فبنا المسجد وآخى بين المهاجرين والأنصار وقبل أن يؤاخي بينهم وحد صفوف الأنصار بينهم وأنهى ما كان بين المهاجرين والأنصار من ثأرات قديمة كانت قبل مجيء النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
وأضاف العلامة سليم القيز مختتماً حديثه بقول الشاعر الكبير عبدالله البردوني:
نحن اليمانين ياطه تطير بنا
إلى روابي العلا أرواح أنصار
إذا تذكرت عماراً وسيرته
فافخر بنا أننا أحفاد عمار
فهنيئا لنا نحن اليمنيون بشهادة الله وشهادة رسوله والحقائق التي خضناها في ميادين التاريخ ونحن اليوم نجددها نصرة جديدة لنبيه وللإسلام ولنا الفخر أننا أحفاد عمار وكذلك نفتخر دائما بسبقنا للإسلام فقد آمنا برسالة.
زينِّت قلوبنا بحبه
القاضي مجاهد الشبيبي من جانبه تحدث قائلا: ارتباط اليمنيين برسول الله صل الله عليه وآله يعني ارتباط بالله وبالقران العظيم ويعني إستجابة لله الذي قال في محكم كتابه “لتؤمنوا به وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا” وهذا هو التعزير والتوقير.
وهو التعظيم والتبجيل، ويقول الله تعالى “فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون”، فلا يكفي أن نؤمن به باللسان وحتى الاعتقاد باليقين بأنه نبي، بل لابد أن تتم ترجمة الإيمان من خلال العمل على أرقى مستوى، وهذا الأمر ليس مقتصراً على الناس، بل أيضا ملزم به الأنبياء السابقون لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أمرهم الله أن يحملوا نفسية ومشاعر والاستعداد للإيمان بالنبي محمد وترجمة الإيمان لنصره كما قال تعالى موضحا ذلك ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما ءاتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين)
وأضاف الشبيبي: فإيماننا وحكمتنا تملي علينا أن نلتف حول رسول الله، وأن نحيي ذكرى ميلاده، خصوصا ونحن في زمن يريد الأعداء أن يفصلونا عن رسول الله وعن التأسي به والاقتداء به، لأن العزة والكرامة والنصر لن يكون إلا بالتولي لرسول الله صل الله عليه وآله، قال تعالى “ومن يتولى الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون” فنحن اليمنيون إخوان رسول الله وأحباب رسول الله وأنصاره في الزمن الأول وفي هذا الزمن وسنكون أنصاره إلى قيام الساعة، قال الله تعالى “وَالَّذِينَ آَوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ هُمُ الْـمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ”.
وقال: أمس استقبلناه وآمنا به وشبهناه بالبدر وقلنا «طلع البدر علينا من ثنيات الوداع» وشكرنا الله على هذه النعمة، قلنا وجب الشكر علينا ما دعا لله داع وتشرفنا بقدومه واليوم نستقبل ذكرى ميلاده بكل شغف وشوق ولهفة، زيّنا بيوتنا ومساجدنا وشوارعنا وجبالنا ومدارسنا وجامعاتنا باللون الأخضر المعبر عن قبته الخضراء وقد تزينت قلوبنا بمحبة رسول الله صلى الله عليه وآله كبارنا وصغارنا ورجالنا ونساءنا، نحتفي ونفرح بذكرى مولد النور النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
يحبون دين الله
كما أوضح العلامة عبدالرحمن الكبسي أن اليمنيين أحبوا النبي دون ضغط أو قتال، وإنما حباً لله وطواعية وقال الكبسي: عندما قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم الإيمان يمان، فقد حصر هذا القول للنبي والذي أوحي إليه من ربه عز وجل، يعني بأقصر الطرق، أن الإيمان السمح الذي دخل فيه اليمنيون إلى الإسلام بدون مدافعة، ولا أي مفاعلة، سوى كلمة ورد غطاها، كما يقال في الأمثال الشعبية، أي أسلموا للأمر، وإسلامهم بالدين طواعية، دون قيد أو شرط، يدل دلالة إيمانية وبيانية بالغة الأثر، أن اليمنيين بفطرتهم يحبون السلام، ولا يحبون الاستسلام، وبفطرتهم يحبون الإسلام، وبفطرتهم يحبّون الدين، وبفطرتهم يحبون من جاء بهذا الدين، وبفطرتهم يحبون النبي، وظهرت أمورٌ أكثر ارتباطًا بالدين وأصول الدين، أنهم بفطرتهم يحبون الإمام علي- عليه السلام، لأنه جاء من نفس رسول الله، أي هو خليفته من بعده، ومن مشكاته، ومن شجرته الوارفة الخير، ولهذا لم يكن صدفة أن النبي صلوات الله عليه وعلى آله أن يقول الإيمان يمان، لأن اليمنيين دخلوا الإسلام بدون تأخير، ليس هذا بالعكس، إنما هذا كان تحصيل حاصل لطبيعتهم ولفطرتهم، ولكن النبي قال هذا الحديث لأنه جاء بالوحي، ومن عند الله فاطر السماوات والأرض جاعل الملائكة رسلًا أولي أجنحة، عن طريق جبريل عليه السلام.
وأضاف العلامة عبدالرحمن الكبسي: أن اليمنيين احبوا النبي، وناصروه، ووقفوا إلى جانبه، كما وقفوا وناصروا وأيدوا أهل بيته، عليهم السلام.
دلائل وامارات
وأشار الكبسي إلى أن فضائل أهل اليمن عديدة ولا تكاد تحصى، فعندما تسافر إلى الخارج، تجد في طريقك اليمنيين، في أي بقعة من العالم، تجدهم تجاهك، ما هو السر في هذا، السر في ذلك أن اليمنيين أصحاب فتوحات إسلامية، لذلك لا غرابة أن تلتقيهم في مواطن وبلدان كثيرة حتى في القرى النائية التي زرتها في بلد كالمغرب مثلًا، رأيتهم في قرى بعيدة جدًا عن العاصمة الرباط، وسألتهم من أين انتم قالوا نحن أصلنا من اليمن، منذ متى أنتم هنا، قالوا لي: منذ خمسمائة عام، ولذلك سميت هذه المنطقة (الخشاشنة)، نسبة إلينا، أننا عرب أقحاح، وخشنون، وفي رواية يقال إننا خشينا هذه البلدة، ويوجد الكثير من سكان المغرب أصولهم من اليمن، وهكذا، فعلاقة اليمنيين بالإسلام، وبالنبي صلوات الله عليه وعلى آله علاقة قوية، وروحية، لا يدانيها أي جنس بشري على وجه الأرض، من حيث الإيمان، والقوة، والشجاعة، والإيثار، والبطولات، والثبات، واليقين، والصبر، وهذا يعني في آخر المطاف أن قبائل اليمن التي دخلت الإسلام، وكان دور بشكل أو بآخر في بناء الأوطان، وريادة الحضارات، وانتشار الشعوب.
للبعد التاريخي دور في تعزيز العلاقة
عبدالرحمن حميد الدين مدير إدارة أعلام الهدى في مؤسسة الإمام الهادي يرى بأن ارتباط اليمنيين برسول الله (صلوات الله عليه وعلى آله) هو ارتباط إيماني أصيل لم تشبه أي شائبة كما هو حال معظم الشعوب الإسلامية الأخرى التي كان للثقافات المغلوطة فيها والبعد عن قرناء القرآن دور كبير في خلخلة ارتباط تلك الشعوب برسول الله..
وقال: للبعد التاريخي دور مهم في تعزيز هذه العلاقة العتيقة؛ باعتبار أن أنصار الإسلام في بداية الدعوة كانوا هم اليمانيون الأوس والخزرج. الذين قطنوا مدينة يثرب، هذا الدور يتمثل في تعزيز هذه العلاقة من خلال احتضانهم الاجتماعي لذريته وتقديمهم وتفضيلهم لإدارة شؤون بلدهم لولا أن الدول العباسية والأيوبية والعثمانية، ومؤخرا الاستخبارات البريطانية والصهيونية حاولت الحؤول بين اليمنيين وأعلام أهل البيت (عليهم السلام) من خلال تدخلات سياسية وعسكرية متقطعة الفترة الزمنية..
لكن في النهاية ظل حب وشغف اليمنيين لرسول الله وبذريته أعلام الهدى ظل هو الأصل وهو الأساس رغم ما شابه من أحداث وقلاقل خلال الفترات الزمنية السابقة.. لكن إرادة الله سبحانه وتعالى فوق كل إرادة. حسب حميد الدين.