لقد سرت العادة –سنوياً- أن يطل علماء السوء وأبواق الفتنة والشقاق والنفاق اللّاهثون وراء جني المال الحرام، برؤوسهم وقرونهم الشيطانية عبر مختلف وسائل الإعلام التابعة لدول تحالف العدوان السعودي الأعرابي، قبل وأثناء وبعد مناسبة دينية تعد من أعظم المناسبات الدينية وأجلّها على الإطلاق ألا وهي مناسبة المولد النبوي الشريف على صاحبها أفضل الصلاة وأتم التسليم وعلى آله، فتجدهم تقرباً زلفى من أسيادهم الملوك والأمراء، يطلقون فتاواهم الباطلة للتقليل من أهمية هذه المناسبة الدينية العظيمة والجليلة المتعلقة بميلاد النور والضياء والنبراس الذي أضاء للأمة درب الحرية والكرامة والإنسانية والهدي القرآني الرباني الذي يرتقي بالإنسان المسلم إلى أوج المجد والعلا في الدنيا والآخرة.
فمع كل ذكرى عطرة لهذه المناسبة الدينية العظيمة والجليلة، يخرج –سنوياً- أولئك العلماء والدعاة الوهابيون بمعية أبواق الفتنة والارتزاق من أصحاب وذوي فاتورة الدفع المسبق عن صمتهم، فيبدون استنكارهم وسخطهم الشديدين إزاء الذكرى والمناسبة بطريقة غير مباشرة إرضاء لأرباب نعمتهم الملوك والأمراء وأسيادهم الأمريكان واليهود والنصارى، معتبرين الاحتفاء بها وبصاحبها المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله بدعةً وضلالةً، وللاستدلال على ذلك لا يتورّعون عن إطلاق الأحاديث المزوَّرة التي ينسبونها إلى النبي والتي تمتلئ بها كتب ومجلَّدات الفكر الوهابي الدخيل، بل لا يتورَّعون –أيضاً- عن ذكر حتى الآيات القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة وإقحامها إثباتاً لصحة فتاواهم الباطلة تلك كحديث رسول الله صلى الله عليه وآله “كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار”، والإدّعاء زوراً وبهتاناً على أنها تدل على صحة وسلامة ما يقولون، بهدف إقناع الناس الأغبياء والسطحيين من أبناء أمتنا العربية والإسلامية .. وبالرغم من أن الاحتفاء بهذه المناسبة الدينية العظيمة والجليلة، يكتسب أهميةً كبيرةً في ظل ما تعانيه أمتنا العربية والإسلامية من انقسام وتشرذم وضعف وهوان، وذلك بغية استلهام الدروس والعبر من سيرة الرسول الأعظم والاقتداء به في سلوك الناس وشؤون حياتهم اليومية بما من شأنه مواجهة الأخطار والمصاعب ووأد مخططات الأعداء ومؤامراتهم التي يحيكونها ضد أمتنا العربية والإسلامية وتوحيد صفوف أبناء الأمة ضد أعدائهم من اليهود والنصارى، وبالرغم من أن الاحتفاء بهذه المناسبة العظيمة والجليلة على صاحبها وآله أفضل الصلاة وأتم التسليم، لم يضر أحداً من أولئك الملوك والأمراء ودعاة وعلماء الوهابية، الذين ينتمون إلى الإسلام ويدَّعون كذلك انتماءهم إلى الرسول أكثر من غيرهم، إلا أنهم للأسف الشديد يسعون مع كل ذكرى عطرة لميلاد الرسول الأعظم صلوات الله عليه وعلى آله إلى تشويه وتبديع المحتفلين بها من أبناء وشعوب محور المقاومة في وطننا العربي والإسلامي، واطلاق سيل من السباب والشتم والتهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ضدهم، لا لشيء سوى إرضاءً لأعداء الإسلام والمسلمين المتمثلين في اليهود والنصارى.
لذا وشعبنا اليمني الحر الثائر العظيم يحتفي في صنعاء ومختلف المحافظات اليمنية الحرة بهذه المناسبة العظيمة والجليلة، فإنه يضع أولئك المنزعجين من الاحتفاء والمحتفلين بها أمام العديد من التساؤلات التي تبرز جليّةً قائلا لهم وبالفم المليان : كيف لا نحتفي بمناسبة المولد النبوي الشريف وهي تذكِّرنا بأعظم رجل عرفته البشرية؟ كيف لا نحتفي بهكذا مناسبة هي من أعظم المناسبات الدينية وأجلها على الإطلاق؟ كيف لا نعظِّم المصطفى محمداً صلوات ربي وسلامه عليه وعلى آله في يوم مولده الأغر وهو من ملأ الأرض نوراً وعدلاً وسلاماً ؟ كيف لا نتذكَّر سيرته العطرة في يوم مولده الـ12 من ربيع الأول لنتأسى ونقتدي به في كل شؤون حياتنا ونستلهم الدروس والعبر من سيرته العطرة واقتفاء أثره في كل كبيرة وصغيرة، وقد بلغ الرسالة وأدَّى الأمانة ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده حتى آتاه اليقين؟