في ظل التحديات المعاصرة يجب أن نتسلَّح بالنهج المحمدي

 

العلامة عبدالرحمن عبدالله السارعي: سيرة الرسول الكريم سيرة عطرة يعجز التاريخ أن يعطيها حقها
عبدالحميد محمد المؤيد: من أعظم نعم الله عز وجل على البشرية هي بعثه للنبي الخاتم
عصام الحضرمي: لن نستطيع التعرف على سيرة الرسول الأعظم الا من خلال القرآن الكريم

احياء ذكرى المولد النبوي إحياء للقيم والأخلاق النبوية التي تعكس صورة ناصعة عن الهوية الإيمانية لدى الشعب اليمني كيف، لا والمولد النبوي الشريف هو يوم ولد فيه الكون وأشرق كل ظلام بنور ربه.. أتم الله بمولده النعمة وبعثه (شاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذيرًا)، حدث عظيم أخرج الله تعالى فيه البشر من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن ضيق الأديان إلى سعة الإسلام، هي سيرة عطرة وأخلاق وقيم تجسدت في قول الله تعالى:(وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظيمٍ).. حول هذا وأكثر ننقل لكم آراء وانطباعات عدد من العلماء والمرشدين والخطباء عن هذه الذكرى العطرة.. فإلى الحصيلة:

الثورة / أمين رزق

في البداية تحدث الينا العلامة عبدالرحمن عبد الله السارعي – خطيب جامع القرابة والصحابة بقوله:
الشعب اليمني العظيم يستعد بكل حب وفرح وسعادة لإحياء ذكرى مولد الرسول الاكرم وهذه الذكرى وهذه المناسبة العظيمة نحييها كل عام لنتعلم من مدرسة محمد ونعرف من هو محمد وماذا يعني لنا محمد، وما هي رسالة محمد، وما الذي عمله وقدمه طيلة حياته صلوات ربي وسلامه عليه وآله، نريد: أن تعلم معاني قول الله تعالى: (وَما آتاكُمُ الرَّسولُ فَخُذوهُ وَما نَهاكُم عَنهُ فَانتَهوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَديدُ العِقابِ)
وأشار السارعي بقوله: هي سيرة عطرة ومدرسة يعجز التاريخ أن يعطيها حقها.. نستلهم من هذه الذكرى العبر والدروس في جميع أمورنا وخاصة في ظل ما نعانيه اليوم من عدوان غاشم وغير مبرر على شعبنا اليمني العظيم، فعندما يقول الرسول صلى الله عليه وآله (بعثت بين جاهليتين أخراهما أشد من أولاهما) نتعلم كيف واجه رسول الله محمد تلك الجاهلية؟ رسول الله صلى الله عليه وآله لم يجلس ولم يجمد أمام تلك الجاهلية، بل تحرك في مواجهة الطغاة والكفار تحرك وحرك المؤمنين وكانت له صولات وجولات في مختلف الغزوات، قاتل حتى كاد أن يقتل في غزوة أحد وتكسرت ثناياه وشق فاه وواجه بكل قوة تلك الجاهلية التي نحن اليوم نعيش ونواجه جاهلية أشد، فيجب أن نتحصن ونتسلح بالنهج المحمدي..
وأكد السارعي بقوله: اليوم نحن أمام جاهلية تعرف الله وتعرف رسوله محمداً لكنها تعمل على قتل أبناء الإسلام وهي تدعي أنها تنتمي إلى الإسلام، سخرت نفسها في خدمة الشيطان الأكبر أمريكا وإسرائيل، أصبحوا خطراً على الإسلام أكثر من اليهود والنصارى
ودعا السارعي كل أفراد المجتمع بمختلف أطيافهم السياسية إلى التوجه إلى ميادين الحب المحمدي لنثبت للعالم كم هو غالٍ في نفوسنا، وان حبه خير لنا مما طلعت عليه الشمس..
وفي نفس السياق يقول الأستاذ/ عبدالحميد محمد المؤيد: لا خير في من لا يفرح بيوم مولده صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد قال بأبي هو وأمي «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من نفسه وماله وولده »، هو خيار من خيار من خيار، فقد ذكر كبار العلماء « نسب النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «وهو خير أهل الأرض نسباً على الإطلاق، فلنسبه من الشرف أعلى ذروة، وأعداؤه كانوا يشهدون له بذلك، ولهذا شهد له به عدوه، إذ ذكر أبو سفيان بين يدي ملك الروم «أشرف القوم قومه، وأشرف القبائل قبيلته، وأشرف الأفخاذ فخذه وأشرف فرع من عَشِيرته فرعه» صلى الله عليه وآله وسلم..
وأضاف المؤيد بقوله: إن من اعظم نِعم الله عز وجل على البشرية والناس جميعاً بعثته لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم، الذي من أخلاقه وسماته التي اتصف وتحلى بها خُلُق الرحمة، التي شملت الصغير والكبير، والمؤمن والكافر، والطائع والعاصي، تلكم الرحمة التي كانت له سجيّة، لا تنفك عنه أبداً، لا في سِلم ولا في حرب، ولا في حَضر ولا سَفر، قال الله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ}(الأنبياء: 107). قال المفسرون: «يخبر تعالى أن الله جَعَل محمداً صلى الله عليه وآله وسلم رحمة للعالمين، أي: أرسله رحمة لهم كلَّهم، فمن قَبِل هذه الرحمةَ وشكَر هذه النعمةَ سَعد في الدنيا والآخرة، ومن رَدَّها وجَحَدَها خَسِر في الدنيا والآخرة»، وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن نفسه وعن بعثته: (إنما أنا رحمة مهداة) و (قيل: يا رسول الله! ادعُ على المشركين، قال: إني لم أُبعث لَعَّانًا وإنما بُعِثْتُ رحمة)، والسيرة النبوية الصحيحة بأحداثها وغزواتها تظهر بوضوح أن رحمته صلى الله عليه وآله وسلم لم تكن رحمة مُتكلَّفة، تحدث في بعض المواقف وتتخلف في أخرى، بل كانت رحمة فِطْرية، فطره الله عليها، واتصف بها، وتعامل بها في جميع أحواله ومواقفه، حتى مع أعدائه..
أما الأستاذ عصام الحضرمي -ماجستير دراسات إسلامية فيقول: بمولد ولدت انا بعد ألف وأربع مائه عام من يوم وفاته هو صلى الله عليه وعلى آله وسلم من جاء بالحياة إلى حياتنا ماذا أقول عمن رفع الله ذكره فما من مؤذن الا وينادي أشهد أن محمداً رسول الله، فمن أخذ بما جاء به رفعه الله..
وأشار الحضرمي بقوله: كيف لا نحتفل بمولد خير نبي أرسل من يوم أن خلق الله الأرض ومن عليها خير البرية أقصاها وأدناها.. وهو أبر بني الدنيا وأوفاهم، بعثه الله وامته على شفا جرف هار فأنجاها..
وأشار الحضرمي بقوله : ذكرى مولد محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم يوم فرح لكل من عرف شريعته وسار على منهاجه، إنه يوم تغيرت فيه النفوس من دنس الخلود للدنيا إلى الارتقاء لما اعده الله من خير للمجاهدين وللمبادرين إلى نشر شريعته في الأرض، وفي اليوم العظيم علينا ان نتذكر كيف كان خلقه وجهاده وتعامله وبذله وتضحيته في سبيل الحق ونصرة المظلوم ونقتدي به في واقع حياتنا اليومية، يجب أن نتعلم من محمد عندما فاوضه وجهاء وكبار قريش وقالوا له إن أردت ما لاً ملكناك وأن أردت جاها أعطيناك، ما الذي قاله لهم وبما أجابهم؟ قال صلوات الله عليه وآله (والله يا عم لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه)، كان رحيما بالمؤمنين وكان شديدا على الكفار، ولن نستطيع أن نتعرف أكثر على هذه الشخصية العظيمة إلا من خلال القرآن الكريم الذي يعد أهم مصدر لمعرفة الرسول صلى الله عليه وآله (مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ) هكذا وصفه القرآن الكريم.
واختتم بقوله: قد كان هذا الكون قبل وصول النور والخير والبهجة والسرور محمد صلى الله عليه وعلى آله شؤماً، بل كان الناس يعانون شتى أنواع الظلم، فلما اطل محمد -صلى الله عليه وآله زكت الربى واخضر في البستان كل هشيم..

قد يعجبك ايضا