لِلْميدانِ كلمتُهُ الحَاسِمَة

افتتاحية الثورة

مع وصول الهدنة- التي جُدِّدت للمرة الثالثة- إلى ساعاتها الأخيرة ، أوصلت دول العدوان مفاوضات إعلان هدنة جديدة إلى طريق مسدود بفعل الانقلابات المتكررة على بنود الهدنة السابقة ، ورفض المطالب المحقة والملحة للشعب اليمني المتمثلة في صرف مرتبات كافة الموظفين في عموم الجمهورية اليمنية ، ورفع الحصار الظالم على الشعب اليمني الذي يعاني ويلات الحرب العدوانية البشعة منذ ثمانية أعوام ، ويعيش ظروفا معيشية وإنسانية بالغة القسوة بفعل الحصار الظالم المفروض برا وبحرا وجوا على الشعب اليمني.
ومنذ اليوم الأول لإعلان الهدنة مارست دول العدوان انقلابات متتالية على بنود الهدنة وتعمدت الالتفاف على غاياتها الأساسية المتمثلة في تخفيف المعاناة الإنسانية ، وستة أشهر كانت فرصة كافية لأن يثبت العدوان نوايا صادقة وجادة في وقف الحرب وفي تحقيق خطوات ملموسة تؤدي إلى سلام شامل ، لكن ما انكشف هو أن تحالف العدوان أراد الهدنة فرصة للإمعان في خنق الشعب اليمني وإماتته بالحصار والتجويع ، وتفعيل ورقة الحصار بشكل أشد لتحقيق أجنداته العسكرية بعدما فشل في تحقيقها بالحرب.
لقد كان بيان الوفد الوطني واضحاً وكاشفاً للاستخفاف والغطرسة التي مارسها تحالف العدوان إزاء الهدنة الإنسانية التي تنتهي اليوم ، وكان البيان أيضاً واضحاً وهو يخاطب الشعب اليمني بالحقائق والجهود التي بذلها الوفد الوطني وطرْق كل الأبواب والفرص لتحقيق الحد الأدنى من الحقوق الإنسانية والقانونية لكافة اليمنيين ، وكان البيان قوياً بقوة الحقائق التي تضمَّنها في سرد انقلابات العدوان وانتهاكاته للهدنة المنتهية اليوم ، وفيه إعذار وإنذار ومكاشفة.. وللميدان كلمته الأخيرة.
اليوم وصلت الأمور إلى نهاياتها ، وغداً يوم جديد ، ولن يأتي البتة مناظراً لما سبقه من أيام الحرب والهدنة أيضاً، وإذا كان العدوان يتصرف إلى اليوم بأنه لم يخسر الحرب ، فإن عليه أن يتأكد أنه سيخسرها غداً، وبحسابات الميدان الذي لا تزال له الكلمة الفصل ، فإن قواتنا المسلحة بعون الله ستنتزع حق الشعب اليمني وحقوقه كاملة غير منقوصة ، ولعل تحالف العدوان- الذي تجاهل النصائح التي وجهها قائد الثورة مراراً وتكراراً بعدم تفويت فرصة الهدنة المؤقتة – سيقرع سن الندم على تفويتها غداً حينما يدرك أن ألاعيبه لم تؤت أكلها كما أراد ، ومنَ المهم أن يدرك أن جولة الحرب الأخيرة لن تأتي له بأفضل مما جناه في سبع سنوات ونيف ، بل بأضعاف أضعاف ما تكبَّده من خسائر وحرائق وانكسارات.. والله من ورائهم محيط.

قد يعجبك ايضا