شخصيات اجتماعية ودينية لـ”الثورة”: الاستعدادات الشعبية للاحتفال بالمولد النبوي منهج يماني مقدس

 

أوضح مراقبون أن الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف منهج يماني مقدس وسمة إيمانية متجذرة في أصول وجذور أبناء المجتمع اليمني خاصة باعتبار مولده مولداً للبشرية على طريق العدل والإيمان والعزة والتمكين كنهج لكل زمان ومكان ومخرج للأمة من محنها وأزماتها..

استطلاع/أسماء البزاز

زيد الشُريف – محلل سياسي أوضح أن ‏الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بالنسبة للشعب اليمني المسلم هو عبارة عن حالة إيمانية تجسدها المواقف العملية النابعة من صدق التولي والانتماء لهذا الدين والحب والاتباع لنبي الإسلام محمد صلى الله عليه واله وسلم ولهذا تعد الاستعدادات الشعبية اليمنية للاحتفال بالمولد النبوي الشريف في ظل الظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب اليمني جراء العدوان والحصار الأمريكي السعودي بهذا الزخم وبهذا الكم الكبير من الحب لرسول الله بمثابة أصدق وأعمق علاقة إيمانية بين شعب الإيمان والحكمة وبين رسول الله محمد صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله الذي قال (الإيمان يمان والحكمة يمانية).

استنفار فرائحي

وقال: إن هذا ما أثبتته الأحداث والمتغيرات حيث اثبت الشعب اليمني باحتفالاته بذكرى المولد النبوي الشريف خصوصاً خلال هذه السنوات الصعبة من العدوان أن علاقته وتوليه واتباعه لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله علاقة راسخة ومتجذرة لا تؤثر عليها الظروف الأمنية والعسكرية والاقتصادية تأثيراً سلبياً بل تدفعه إلى التمسك بهذه العلاقة الإيمانية برسول الله بشكل اكبر واكبر لما لذلك من آثار ونتائج وثمار إيجابية كبيرة وعظيمة في مواجهة التحديات والتغلب على المعتدين الطواغيت والانتصار عليهم في شتى ميادين الصراع والمواجهة ضد المعتدين المستكبرين.

وأضاف ,: عندما نلاحظ حالة الاستنفار الفرائحية التي تشهدها المحافظات اليمنية خلال هذه الأيام استعداداً للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف سواءً على المستوى الرسمي أو على المستوى الشعبي فهذا يدل على مدى تمسك الشعب اليمني بهويته الإيمانية التي تدفع أهلها إلى تعظيم شعائر الله وتدفع إلى العمل الإيماني القائم على الشكر والتقدير لنعم الله تعالى التي في مقدمتها وعلى رأسها نعمة الرسول والرسالة ونعمة الهداية انطلاقاً من قول الله تعالى { لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ} وتجسيداً لقول الله تعالى { قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.

مبينا أن هذه الرحمة تتمثل في رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي قال الله تعالى عنه {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين، لهذا يعبر الشعب اليمني المسلم عن شكره وفرحته برحمة الله ونعمته عليه ليؤكد بذلك مدى تمسكه بالرسول والرسالة وما تضمنته تعاليم الإسلام من قيم ومبادئ عظيمة تدفع من يؤمن بها الى تقدير نعم الله تعالى حق قدرها وهذا ما هو عليه اليوم الشعب اليمني المسلم وهو يحتفل بذكرى المولد النبوي الشريف.

ويرى أن هذه الاستعدادات الجماهيرية اليمنية الإيمانية التي تعم أرجاء المجتمع اليمني المسلم ابتهاجاً وفرحة بقدوم ذكرى مولد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم هي تعبر عن الإيمان العظيم والإتباع الصادق لرسول الله محمد صلى الله عليه وآله وسلم والرسالة التي جاء بها من عند الله لإخراج الناس من الظلمات إلى النور وعندما يعطي الشعب اليمني المسلم الصامد هذه المناسبة العظيمة الأهمية الكبرى ويحتفي بها بالشكل الذي يليق بعظمة صاحبها رسول الله محمد صلوات الله عليه وآله على الرغم من الظروف الاستثنائية الصعبة التي يعيشها في ظل العدوان الأمريكي السعودي والحصار الاقتصادي فإن هذا الاهتمام الكبير بهذه المناسبة يدل على انه يتمتع بإيمان ثابت وراسخ لا تهزه الشدائد ولا تؤثر عليه التحديات بل تجعله يزداد قوة وتمسكاً بقائده وقدوته ونبيه رسول الله محمد صلوات الله عليه وعلى آله .

وتابع : وفي كل عام يبرهن الشعب اليمني على مدى صدق إيمانه لرسول الله وحبه له واتباعه لما هدى إليه عندما يطل عليهم شهر ربيع الأول يستبشرون بقدومه ويستعدون لإحياء ذكرى مولده الشريف على ارقى مستوى بشكل لا مثيل له على الإطلاق في كل أنحاء العالم وهذا شرف عظيم لشعب الإيمان والحكمة في الدنيا والآخرة.

معان سيادية

الأكاديمي الدكتور أحمد الأشول /جامعة إقرأ يقول من ناحيته : تعْظُم الفرحة وتغمرنا السعادة نحن اليمنيين مَنْ تَميّزْنا بالاحتفاء المنقطع النظير بيوم مولده صلى الله عليه وآله وسلم عليه وعلى آله ؛ خاصة من بعد قيام ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر عام 2014م.

وقال الأشول : إنه وبرغم أن شعبنا كان يحتفي بهذه المناسبة العظيمة في ما مضى ، غير أنه لم يكن بمستوى ما نشهده اليوم ومنذ قيام ثورة الواحد والعشرين من سبتمبر ؛ ذلك أن التدشين لفعاليات المولد الشريف ، أخذت تتْرَى ملامحُه من قبل أكثر من شهر ، أي من أوائل شهر صفر .. وهو ما لم ولا يحدث سوى في بلادنا اليمن التي استعادت هويتها الإيمانية وانتزعت استقلالها الحقيقي وسيادتها الوطنية بفضل الله ثم بفضل قائد الثورة وحادي المسيرة القرآنية ، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي ، الذي تطرق إلى جملة هذه المعاني السيادية في كلمته الأخيرة التي ألقاها الخميس المنصرم إثر العرض العسكري المهيب لوحدات وزارة الداخلية . وهذا العرض المهيب ولكونه قد استرعى الانتباه وبهر المتابعين في الداخل والخارج، واحتل سنام الأحداث والأخبار . فلنا معه وقفة بما يستأهله من مدلول ورمزية وفرادة ورسائل .

وأضاف : نحتفل اليوم واليمن في ظل قائدها العظيم أضحت دولةً عظمى تستحق إكسابها الفيتو كسادس دولة حتى وإن لم يعترف بهذا التوصيف مَن هزمناهم فهذا أمر طبيعي أن لا يقرّوا به ولا بمرارة هزيمتهم !

مبينا أن الاستعدادات للمولد النبوي الشريف يمكن القول إنها تجري على كل المستويات ليس الشعبية منها فحسب، وإنما هي إلى جانب ذلك حكومية ورسمية مع التوجه المساير للتوجيه القيادي لإبراز هذا الحدث العظيم لمناسبة المولد الشريف بما يظهر تعلق اليمنيين المعهود بنبيهم وهويتهم الإيمانية وأنهم أهلٌ لما وَسَمَهُم به نبيهم صلى الله عليه وآله وسلم، بقوله : « الإيمان يمانٍ والحكمة يمانية « . كذلك ، فإن العرض العسكري المهيب لوحدات وزارة الداخلية . يمكن اعتباره من الملامح البارزة لهذه الاستعدادات ، وقد تزامن مع بواكيرها حتى وإن لم يُعلن أنه كذلك . فهذا لا شك من ما يُسَرُّ له ويباركه حبيبهم المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه وآله . كيف لا ، وهم أنصاره وأحباؤه حيًّا وميتًا ، في مدينته المنورة وفى مرقده الشريف .

»وبذلك فليفرحوا«

العلامة حسين السراجي يقول من جانبه : ترتيبات المولد النبوي قد بدأت .اليمن بدأت في التحول نحو اللون الأخضر احتفاءً وابتهاجاً بميلاد سيد الخلق .كجزء من هويتنا الإيمانية

وقال السراجي : نبتهج ونحتفل ونفرح بينما العجيب يكمن في منتقدي الاحتفالات الدينية ورافضيها، ونحتفل بمولد الزهراء فيعيبون ذلك ويقولون هذا احتفال عنصري، ونحتفل بالغدير فيصيحون ويتهموننا بالعنصرية والطائفية نحتفل بعاشوراء فيصرخون ويزعمون أنها احتفالات عصبية، نحتفل بجمعة رجب ذكرى دخول اليمنيين الإسلام فلا يتورعون عن رفض المناسبة حتى مولد النبي الأكرم صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله لا يخلو من الانتقاد والرفض.

وتابع : حتى المناسبة الشاملة الجامعة لم تسلم من الرفض والاعتراض ومع ذلك ستخْضَرُّ اليمن حباً وولاء لرسول الله كما هي عادة اليمنيين منذ بزوغ فجر الإسلام حين وردوا على رسول الله أفواجاً فخر لله ساجداً ونزل الوحي بـ ﴿ إِذا جاءَ نَصرُ اللَّهِ وَالفَتحُ . وَرَأَيتَ النّاسَ يَدخُلونَ في دينِ اللَّهِ أَفواجًا . فَسَبِّح بِحَمدِ رَبِّكَ وَاستَغفِرهُ إِنَّهُ كانَ تَوّابًا ﴾ سورة النصر .البيوت والرجال والنساء والأطفال والمؤسسات الكل يُستنفر في هذه المناسبة للاحتفاء والابتهاج بميلاد رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله كلٌ بطريقته .

وقال : هناك ولاء لرسول الله منقطع النظير فالبلاد تحتفل بهذه المناسبة بفرادة بين دول العالم الإسلامي حتى يكاد يقال إنه الاحتفال الأكبر والأوسع في العالم أجمع .

وأضاف : تحولت هذه المناسبة إلى مناسبة كبيرة هي الأكثر اشتهاراً في اليمن وطغت على جميع المناسبات، فاليمنيون يحبون النبي لكنهم في المقابل يريدون منهجه وسلوكه وشريعته في حكومتهم .

مبينا أن المواقف السلبية التي تصدر عن البعض في مولد النبي ربما يكون مصدرها الأساس الاعتراض على السلوكيات المجافية لمدرسة النبي حيث يريدونه سلوكاً حياً في العدالة والحقوق والمعاملة والخدمات وفي كل شؤون الحياة كما قال الحق سبحانه ﴿قُل إِن كُنتُم تُحِبّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعوني يُحبِبكُمُ اللَّهُ وَيَغفِر لَكُم ذُنوبَكُم وَاللَّهُ غَفورٌ رَحيمٌ﴾ آل عمران 31 .

رغم الظروف.. نحتفل

نايف حيدان، محلل سياسي، بين أنا لاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف صلوات الله عليه وعلى آله ليس احتفالا فقط لمجرد الاسم أو ليقال إن اليمنيين أحتفلوا . بل إحياء والسير على نهجه والعمل والاتصاف بصفاته على أرض الواقع قولا وفعلا .

وتابع : صدق الأمانة الاستقامة الأخلاق كل هذه الصفات لابد على من يحتفل ويرفع اسم الرسول الأعظم أن تكون من خصاله وأن يتصف بهن وينبذ كل الصفات الرذيلة

فاليوم وبعد ما يقارب ثمان سنوات والصواريخ ودوي الانفجارات والدمار هو المسيطر على الوضع باليمن نرى اليمنيين وبكل طاقاتهم وجهدهم يستعدون لاستقبال هذه الذكرى العظيمة بفرح و شوق ولهفة في حب رسول الله تعظيما وتكريما وتبجيلا .

وقال: هذه السنة ربما تختلف عن بقية الثمان السنوات السابقات التي تمتاز بصمت المدافع وربض الطائرات وتلجيم الصواريخ وبهدنة ربما وفرت قدرا من الاستقرار وحرية التحرك مقارنة بما مضى من سنوات حذرة ودامية، فاليوم الشعب اليمني بمختلف تكويناته وفي كل المحافظات يستعد لهذا الاحتفال بتزيين المنازل من الداخل وتزيينها من الخارج ورفع اللافتات الملونة والمكتوبة على الأسطح والجدران وإضاءة الشوارع ومحيط المنازل باللون الأخضر استعدادا واستقبالا ليوم مولد خير البشرية وأصدقهم وأشرفهم صلوات الله وسلامه عليه وآله.

وأضاف : إنه ومثلما هذا الشعب سطر أروع البطولات وأعظم صمود فهو اليوم يسطر ويدون للتاريخ أعظم المواقف في حب نبينا ورسولنا الأعظم رغم المعاناة والأوجاع والظروف المحيطة والمتمثلة بالحصار وانعدام وتوقف المرتبات إلا أن الإيثار في حب الرسول هو الحاصل فهذا هو شعب الإيمان وشعب الحكمة .

احتفاء شعبي وحكومي

الإعلامية أمل الحوثي – قناة عدن الفضائية أشارات إلى أن استعدادات الشعب اليمني لاستقبال مولد المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم تؤكد مدى ارتباط اليمنيين برسول الله ومبادئه الربانية. وبأنه صلى الله عليه وآله وسلم مازال حيا في القلوب.

موضحة أن علاقة اليمنيين برسول الله كانت ومازالت علاقة تعظيم وإجلال واتباع لمسيرته العطرة. التي استلهم منها أبناء اليمن العبر والدروس. وتجسيدها سلوكاً وعملاً.

وأضافت : إن تلك الاستعدادات تمثل رسالة للأعداء بأن اليمانيين هم أول من ناصروا رسول الله بالسير على نهجه في مواجهة الطغاة والمستكبرين. وترجمة أخلاقيات رسولنا الكريم في ثباتنا وصمودنا في وجه العدوان الغاشم على بلادنا ومقارعة الظلم والتصدي لقوى التكبر والطغيان.

وأضافت : إن احتفاء كافة أبناء اليمن على المستويين الشعبي والرسمي بالمولد النبوي الشريف يعد رسالة قوية توجه إلى صدور المنافقين والوقوف في وجه الظالمين والمعتدين. بأن اليمنيين مازالوا هم الأٌقوى والأعز. وقادرون على مواجهة الأعداء بشتى الوسائل والسبل.

 

 

 

 

 

قد يعجبك ايضا