نشر نجم الكرة الطائرة اليمنية والخبير الوطني فيها الكابتن القدير عادل السنحاني على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك موضوعاً بسيطاً في كلماته، لكنه عميق في دلالاته، ويؤكد أنه ليس لغياب الاهتمام والرعاية والتشجيع لها فقط ولكن لعدم وجود الرؤية الحقيقية للرياضة في بلادنا بشكل عام والكرة الطائرة بشكل خاص والتي انتهت وتلاشت.
المنشور يقول» الاخضر يتمدد….. بعد أن قضى على لعبة تنس الميدان دون اعتراض اتجه نحو لعبة كرة السلة دون ضجيج والتالي بكل سهولة لعبة كرة الطائرة.. إنه العشب الصناعي الأخضر الذي يتمدد ليقضي على الملاعب الإسمنتية في نادي الشرطة.. وأرفق صورة لبعض الملاعب لكرة السلة وتنس الميدان والكرة الطائرة التي تم إعدامها والسبب هو الجري وراء المال، لأن ملاعب كرة القدم تدر الملايين وبالتالي فالمال أهم من أي شيء آخر.
كنا قد تحدثنا في مواضيع سابقة عن لعبة الكرة الطائرة وأسباب غيابها تماماً عن المشهد الرياضي وتغافل الجهات المسؤولة عن هذا الأمر، بل إن البعض يفرح كثيراً وهو ما سمعته أنا شخصياً من أحد مسؤولي ناد كبير في العاصمة صنعاء، عندما طلبت منه إضافة لعبة الكرة الطائرة إلى نشاط البطولة التي كان النادي يستعد لإقامتها، فكان رده صادماً، حيث قال «ما صدقنا أننا تخلصنا من اللعبة ومصاريفها ومشاكلها وأنت تريد إعادتها»، طبعاً هذا الرأي ينسحب على مختلف الجهات المسؤولة ومنها الوزارة واللجنة الأولمبية التي طمست هذه اللعبة من قاموسها وتخلصت منها وصارت الكرة الطائرة في اليمن مجرد ذكريات.
لعبة الكرة الطائرة في بلادنا دخلت الثلاجة ولم تعد تخرج منها حتى ولو كما كانت سابقا نراها شهراً أو شهرين في العام تقيم بطولات اخلاء العهدة وتعود الى سباتها، لكن الآن اختفت ولم نعد نراها ولا حتى يوماً في العام والمصيبة أن ذلك الدخول برغبة من الجهات المختصة والمعنية رغم أن هذه اللعبة الرياضية ممتعة وتتمتع بجماهيرية واسعة على مستوى العالم ولا يتطلب ممارستها إمكانيات ومتطلبات كبيرة، لكن يبدو أن هذه اللعبة صارت عبئاً ثقيلاً وينظر إليها كذلك من قبل الجميع حتى الأندية الترفيهية بأنها تعمل على التخلص من ملاعبها وتحويلها إلى ملاعب لكرة القدم، لأنها كما قلنا تدر عليهم ملايين الريالات وهذه نظرة قاصرة بالتأكيد، ولو أن هذه الأندية رتبت أمورها مع نجوم اللعبة ومدربيها وتم التسويق والترويج الصحيح لها لكان الأمر مختلفاً ولتحققت الفائدة للجميع، لكن يبدو أن المال أعمى البصر والبصيرة، ما جعل الغول الأخضر يتمدد على حساب ملاعب لألعاب رياضية رائعة لها جمهورها على مستوى العالم الذين يستمتعون بها وبأداء نجومها، لكننا فقدناها.. فهل ستجد مناشدة الكابتن عادل السنحاني تجاوباً من قبل المسؤولين في الوزارة واللجنة الأولمبية والأندية الرياضية والأندية الترفيهية؟ أم أن الوضع سيقيد ضد مجهول وهو الغول الأخضر؟.