فعاليات احتفالية وخطابية بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر

 

عضو السياسي الأعلى الحوثي: ثورة 21 سبتمبر صمام أمان للشعب اليمني وأمنه واستقراره وسيادته
عضو السياسي الأعلى السامعي: الشعب اليمني أظهر للعالم أنه حر قوي قادر على الخروج من تحت الركام
رئيس الوزراء : ثورة 21 سبتمبر ستكسر القيود على الحق اليمني في باب المندب
رئيس مجلس الشورى: ثورة سبتمبر كانت إعلان ميلاد يمن جديد شعاره الحرية من الوصاية واستقلال القرار

الثورة / سبأ

اعتبر عضو السياسي الأعلى محمد علي الحوثي، ثورة 21 سبتمبر صمام أمان للشعب اليمني وأمنه واستقراره وسيادته.
وقال عضو السياسي الأعلى الحوثي، في الحفل الذين نظمته وزارة التربية والتعليم أمس بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر، ” جاءت ثورة 21 سبتمبر كحد فاصل بين ضيق العمالة والخضوع والارتهان للخارج إلى فضاء الحرية والاستقلال وامتلاك القرار، ثار الجميع في هذا الوطن من الواقع المؤلم الذي كان يعيشه وتسوده الوصاية”.
وأضاف “ذلك الواقع جعل أحزاباً يمنية تطالب بدخول الشعب اليمني تحت البند السابع، وهو ما يمكن وصفه بالغباء كونه مظلة ويافطة انطلق منها العدوان الطاغي لتدمير اليمن، ما دفع أحرار الشعب اليمني للخروج في مظاهرات حاشدة رفضاً للبند السابع”.
وتطرق محمد علي الحوثي إلى حالة الارتهان والتبعية التي عاشها الشعب اليمني نظراً لعمالة النظام السابق، حيث كان السفير السعودي بمثابة المندوب السامي في اليمن، الآمر الناهي، يدير أمور البلاد من صغيرها إلى كبيرها.
ولفت إلى عمالة النظام السابق التي أثرت على الحياة الاقتصادية للوطن من خلال ربط الحركة التجارية في اليمن بدبي بدلا من الاستفادة من العلاقات التجارية مع الدول المصدرة، فضلا عن حالة الفساد المستشري في مفاصل الدولة ما جعل اليمن يعيش أوضاعاً مأساوية.
وتابع “من الخطأ مقارنة الوضع المعيشي اليوم بما كان عليه في السابق نظراً لما نعيشه في ظل العدوان والحصار وتبعاته بينما في السابق لم يكن هناك عدوان عدا ظلم وعنجهية النظام في ظل توفر موارد الدولة “.. لافتاً إلى معاناة أبناء محافظة صعدة نتيجة الحصار الذي كان يتلذذ به النظام وأذرعته.
وذكر عضو السياسي الأعلى الحوثي، أنه بعد قيام ثورة 21 سبتمبر عملت القيادة على صرف الرواتب لجميع أبناء اليمن دون استثناء .. وقال “بعد نجاح الثورة حافظنا على صرف الرواتب للجميع ووفرنا من موازناتهم الاستثنائية غير الاعتمادات المركزية أكثر من 612 مليار ريال في بند الصرف في 2016م”.
وأشار إلى حالة الأمن والاستقرار التي أصبح الشعب اليمني يتمتع بها بعد الثورة التي أنهت عصر المفخخات التي كانت تدار بالتنسيق مع النظام السابق.
واعتبر ثورة 21 سبتمبر، ثورة وعي وإعادة بوصلة بناء الوطن والتحرك بمصداقية للتنمية واستقلال القرار .. لافتاً إلى أن الشعب اليمني اليوم مطالب ببناء الكوادر والحفاظ على مكتسباته والوقوف في وجه أعداء اليمن وكل من يتحرك ضده.
وخاطب محمد علي الحوثي دول العدوان بالقول” جربتم الشعب اليمني الذي تحركتم ضده وواجهكم بإباء وثبات وصمود وعزة حتى انتصر وإن عدتم عدنا لا خوف ولا قلق من أي شيء تحملونه نقول لدول العدوان تجربة ثمان سنوات يجب أن تكتبوها في قواميسكم، بأن الشعب اليمني لا يمكن أن يًهزم لأن اليمن مقبرة للغزاة”.
من جانبه أكد وزير التربية والتعليم يحيى بدرالدين الحوثي، أهمية ثورة 21 سبتمبر ضد الطغاة والفساد والمفسدين والتي بها تغير مجرى تاريخ الشعب اليمني الحديث .. لافتاً إلى أساليب القمع والتعسف والإرهاب التي قابل بها النظام هذه الثورة السلمية.
وأشار في الكلمة التي ألقاها نيابة عنه وكيل الوزارة لقطاع التعليم عبدالله النعمي، إلى أن الثورة خلعت عن الشعب عباءة العمالة والوصاية والارتهان للخارج وألبسته ثوب العزة والكرامة، ما أقلق قوى الهيمنة والطغيان ودفعها لحشد قواتها وتشكيل تحالف لشن حرب ضروس على اليمن.
وتطرق إلى أوضاع اليمن قبل الثورة، حيث كان يرزح تحت الوصاية الأجنبية ويدار من أمريكا والسعودية، فضلاً عن معاناة اليمنيين وما واجهوه من ظلم واضطهاد وفساد وحروب .. مؤكداً أن الثورة مثلت ضرورة لخلاص الشعب وتحرره من وضعه المأساوي.
تخلل الحفل الذي حضره وكلاء وزارة التربية فقرات فنية وإنشادية وقصيدة شعرية معبرة عن المناسبة .
ونظّمت حكومة الإنقاذ الوطني، أمس، حفلاً خطابياً وفنياً بمناسبة العيد الثامن لثورة 21 سبتمبر المجيدة.
وألقى رئيس مجلس الوزراء، الدكتور عبدالعزيز صالح بن حبتور، كلمة بالمناسبة، توجّه بالشكر لكل من حضر وشارك في الفعاليةً الاحتفالية الثورية التي تذكّر الجميع بمسؤولياتهم التاريخية تجاه حدث كان له تأثيره القوي على المستوى الوطني، وحشد الطاقات لمواجهة تحالف العدوان الأمريكي – السعودي – الإماراتي، بقيادة قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
وأشار إلى أن من المميزات المهمّة لهذه الثورة العفو والتسامي والتجاوز إزاء كافة الخصوم، لأنها لم تقم ضد جماعات أو أفراد، بل ثورة واسعة وكبيرة، امتداداً لتطوير جبهة المقاومة في مواجهة المشاريع الغربية والاستعمارية.
وقال: “إن ثورة 21 سبتمبر في مضمونها الديني والوطني والإنساني، تجاوزت مراحل الأفراد والأحداث، ووصلت إلى قمة الفكرة في مقاومة المشاريع الغربية المتصهينة الجديدة بحق اليمن والمنطقة العربية التي ما تزال تعيش أوجاع تنفيذ اتفاقية سايكس بيكو ووعد بلفور المشؤوم، منذ نحو مائة عام حتى اللحظة”.
وأضاف: “إن الدول، التي تقف ضد اليمن وتقاتل شعبنا بأعتى الأسلحة بشكل مباشر أو بالنيابة، هي ضمن ونتاج لمشروع سايكس بيكو والتقسيمات التي حصلت في القرن العشرين”.
وأردف رئيس الوزراء قائلاً: “المشروع المقاوم الجديد بدأه الإمام الخميني من طهران، حينما أعلن بشكل واضح أن مشروعه إسلامي عربي إنساني، أغلق السفارة الصهيونية لتحل محلها السفارة الفلسطينية في إشارة إلى أن المشروع كبير في أهدافه”.
وأوضح أن “ثورة 21 سبتمبر هي امتداد لفكرة المقاومة، في مواجهة نظام استعماري واضح المعالم سُلط على المنطقة العربية منذ نحو مائة عام، ولم تك كما يردد الأعداء وأبواقهم أنها ثورة سلالية جاءت لرفع طبقة وإنزال أخرى”.
ونوّه الدكتور بن حبتور بتماسك الجبهة الداخلية والالتقاء القائم بين القوى السياسية وكافة القوى الوطنية الموجودة في شمال الوطن وجنوبه، التي تستوعب الرؤية التي تقدّم بها قائد الثورة كأحد المعطيات الوطنية التي على أساسها يتم الكفاح الوطني الشامل.
وأكد أنه “لو كانت ثورة 21 من سبتمبر شكلية لما أعارها الإقليم والعالم الغربي أيما اهتمام بل ولربما دعمها”.. مبيناً أن “طبيعة هذه الثورة وأهدافها ولّدت الخوف لدى أعداء اليمن والأمة العربية والإسلامية ودفعتهم لشن عدوان على اليمن وتسخير تلك الأموال والنظم لوأدها.
ولفت رئيس الوزراء إلى أن التآمر على الثورة وقيادتها من قبل الغرب المتصهين وأذنابه في المنطقة ما يزال مستمراً وسيستمر، لأنها ثورة مرتبطة بالناس ومطامحهم الواسعة وحقق فيها الإنسان اليمني عزته وكرامته.
وذكر أن الثورة حررّت الشعب اليمني من وهم أنه نظام فقير مهزوم وغير قادر على أن يفرض سيادته على كل أراضي وطنه، أو أن يستفيد من مقدراته وثرواته الطبيعية ومنها الموقع الاستراتيجي لباب المندب.
وقال: “هناك سؤال يفرض نفسه في هذا الجانب، مفاده لماذا باب المندب فقط، دون سواه صممت له قوانين تم إصدارها من قِبل منظمات دولية وفقاً لمعطيات الاستعمار البريطاني، فيما كافة المنافذ والممرات المشابهة حول العالم يتم السيطرة عليها من قبل الدول المطلة عليها”.. مؤكداً أن ثورة 21 سبتمبر جاءت لكسر وتجاوز مثل هذه الحواجز التي صنعها المستعمر البريطاني، ومن أجل إعادة سيطرة اليمن على أراضيه، وجزره بما في ذلك باب المندب.
واختتم رئيس الوزراء كلمته بالتأكيد على أن هذه الثورة وبغاياتها هي أكبر وأبعد عن الأمراض التي ورثها الشعب اليمني كالقصة الجهوية والمذهبية، التي اكتوى بها المجتمع اليمني، ويسعى الأعداء اليوم للنفاذ منها، لتمزيق النسيج الاجتماعي وإذكاء روح الفتنة بعد أن فشلوا في عدوانهم العسكري وحصارهم الاقتصادي.
وفي الفعالية، التي حضرها نواب رئيس الوزراء لشؤون الأمن والدفاع الفريق الركن جلال الرويشان والرؤية الوطنية محمود الجنيد والخدمات والتنمية الدكتور حسين مقبولي وعدد من الوزراء، ألقى مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح، كلمة العلماء، بارك للجميع العام الثامن من العزة والشموخ والعظمة التي صنعها الشعب اليمني بصبره وبدمائه وآلام شهدائه وجرحاه ورباطة جأش رجاله في كافة الجبهات.
واستعرض الارهاصات، التي سبقت قيام ثورة 21 سبتمبر، لا سيما ما يتعلق بتسيّد مشهد الانفلات الأمني، واحتلال المارينز الأمريكي لمنطقة بالعاصمة في إطار خطوات تهيئة اليمن للاحتلال الأمريكي على غرار العراق وأفغانستان.
وأوضح العلامة مفتاح أن أمريكا كانت على وشك إحكام القبضة على اليمن وإسقاطه في فوضى مستدامة، كانت ملامحها واضحة للجميع من خلال الاغتيالات التي طالت النُخب الاجتماعية والاستهداف الممنهج للقوات المسلحة وإسقاط معسكرات بيد العناصر التكفيرية.
وأشار إلى أن القوى المعادية كانت قد أعدت كل أدوات التمزيق والفرقة والتناحر والسقوط المدوّي في وحل الاقتتال تحت مسميات وعناوين مدروسة بعناية.
وأكد العلامة مفتاح أن معظم شعوب العالم الإسلامي تشعر بالامتنان لدور اليمن في نشر الإسلام، سيما في جنوب شرق آسيا ووسطها، فضلا عن شعور شعوب شمال الجزيرة العربية وشمال أفريقيا وفخرها بانتسابها لليمن.
ولفت مستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى إلى أهمية هذا النوع من الامتداد ودوره في صنع الاستراتيجيات الدولية سيما الغربية التي لا تسمح لأي شعب بتفوق علمي أو عسكري أو اقتصادي أو سياسي بما في ذلك الشعوب العربية والإسلامية أو السماح لها بالاستقرار.
وأوضح أن اليمن أمامه اليوم فرصة لإعادة تجربته الحضارية من خلال الاستثمار الراشد لإمكانياته ولموقعه الاستراتيجي الذي يشرف على واحد من أهم الممرات العالمية.
وقال العلامة مفتاح: “كان الشعب اليمني قبل ثورة 21 سبتمبر أمام خياران إما أن يقبل سلطة ضعيفة ومرتهنة خانعة، وإما أن يقاوم، ولذلك جاءت الثورة لتنقذ اليمن من منظومة ومخطط استعماري كان سيجعل منه وموقعه الاستراتيجي النوعي محطة لابتزاز العالم”.
وذكر أن هذه الثورة لها قيادة واضحة وشجاعة تحملت المسؤولية بكفاءة عالية في كافة منعطفات الثورة في فترة ما قبلها وما بعدها، واستطاع قائدها ومن حوله من الأحرار لملمة الشتات وجمع الأمة اليمنية لمواجهة العدوان والطغيان.
وكان وزير الدولة، عبدالعزيز البكير، أشار إلى أن ثورة 21 سبتمبر لم يكن هدفها الحكم أو السلطة بل الحرية والعدل والمواطنة المتساوية والمشاركة السياسية.
ولفت بهذا الصدد إلى اتفاق السلم والشراكة الوطني الذي وقّع عليه أنصار الله ومختلف القوى السياسية بالتزامن مع الإعلان عن قيام الثورة.. لافتا إلى أن الثورة، من خلال ذلك الاتفاق وما تبعه من اتفاقات، جسّدت حرصها على تعزيز روح الشراكة وتغليب المصالح العليا للوطن والشعب ورص الصفوف لمواجهة العدوان والحفاظ على مؤسسات الدولة ومكتسبات الوطن.
وتطرق الوزير البكير إلى ما مثلته الرؤية الوطنية من رؤية عملية علمية حديثة لإعادة بناء الدولة اليمنية الحديثة التي تحسب لهذه الثورة، فضلا عن تجسيدها لشعار الرئيس الشهيد صالح علي الصماد “يد تحمي .. ويد تبني” على الواقع.
فيما ألقى وزير الدولة، الدكتور حميد مزجاجي، كلمة ترحيبية، أكد فيها أن ثورة 21 سبتمبر حققت خلال عمرها الزمني القصير إنجازات رغم المؤامرات ضدها وضد الوطن أجمع.
وأشار إلى صمود الثورة ومن حولها كل أحرار اليمن وأبطال الجيش واللجان الشعبية على ذلك النحو الذي أبهر العالم وألهم أحراره.. مبيناً أن من الإنجازات المهمة لهذه الثورة ترسيخ الأمن وصون حرمة الدماء التي كانت تستباح قبيل قيامها، ولم يسلم منها حتى حرمة بيوت الله.
تخلل الحفل قصيدة شعرية لعضو مجلس الشورى، الشيخ صالح صائل، عبّرت عن المناسبة وما مثلته من أهمية لإنقاذ البلاد ودفع الشرور عنه، وفقرة إنشادية لفرقة الرسول الأعظم التابعة لمدرسة الوحدة بأمانة العاصمة.
حضر الحفل عدد من محافظي المحافظات والمسؤولين في رئاسة مجلس الوزراء والأمانة العامة وقيادات عسكرية وأمنية وإدارية وموظفي رئاسة الوزراء وجمع من المواطنين.
الى ذلك أكد عضو المجلس السياسي الأعلى، سلطان السامعي، أن ثورة الـ21 من سبتمبر ثورة شعبية خالصة جاءت بدون أي دعم خارجي لتصحيح الاعوجاج الذي حصل في الفترات الماضية، وتصحيح مسار الثورة اليمنية 26 سبتمبر و14 أكتوبر.
جاء ذلك في فعالية احتفالية وخطابية، نظّمها مجلس الشورى أمس بالعيد الثامن لثورة 21 سبتمبر، بحضور رئيسي مجلسي الشورى، محمد حسين العيدروس، والقضاء الأعلى، القاضي أحمد المتوكل، ووزير الدولة لشؤون مجلسي النواب والشورى، الدكتور على أبو حليقة، ورئيس الهيئة العامة للأوقاف، العلامة عبد المجيد الحوثي، ومستشار رئيس المجلس السياسي الأعلى، السفير إبراهيم حجر، وعضو المكتب السياسي لأنصار الله – مسؤول قطاع النواب والشورى، فضل أبو طالب.
وقال السامعي: “إن الشعب اليمني لو تُرك وشأنه، منذ قيام الثورة لكان وضع البلاد الاقتصادي والسياسي أفضل مما هو عليه اليوم، لكن تدخل الشيطان الأكبر في شؤننا، ووجّه أدواته بالمنطقة لإشعال حرب على اليمن بفارق كبير في الإمكانيات والعتاد، إلا أن الشعب اليمني استطاع، بفضل الله وإرادته القوية وتلاحمه، إيقاف وكسر قرن الشيطان وأدواته”.
ولفت إلى أن الشعب اليمني أظهر للعالم أجمع أنه حر قوي قادر على الخروج من تحت الرماد لتحقيق ما يصبو إليه من عزة وكرامة.. وأضاف: “تحل علينا بعد أيام مناسبة المولد النبوي الشريف، ما يجب أن نثبت للعالم أجمع أننا أنصار الله، وأنصار رسوله منذ فجر الإسلام حتى اليوم، وإن احتفالنا بهذه الذكرى العطرة هي مصدر فخر واعتزاز لكل أبناء اليمن”.
وتطرّق عضو السياسي الأعلى السامعي إلى دور اليمنيين في نشر الإسلام في مشارق الأرض ومغاربها، ونصرة الرسالة المحمّدية.
بدوره، اعتبر رئيس مجلس الشورى ثورة 21 سبتمبر الخيار الوحيد للشعب اليمني وقواه الوطنية والحرة للتخلص من سيطرة وتبعية القوى الاستعمارية، التي سعت من خلال أدواتها في داخل الوطن سلب حرية واستقلال الشعب اليمني، ونهب ثرواته ومقدراته.
وأكد أن هذه الثورة كانت بمثابة إعلان ميلاد يمن جديد شعاره الحرية من الوصاية والارتهان، واستقلال القرار، وبناء دولة مؤسسات، ووطن للجميع.. مبيناً أن أول انتصاراتها كان إنهاء تدخل السفارة الأمريكية وأدواتها في كافة مؤسسات الدولة.
وذكر أن الثورة مثّلت مصدر إزعاج للقوى الرجعية في المنطقة وأسيادها أمريكا وبريطانيا، ومن ورائهما الصهيونية العالمية، ما دفعها لشن عدوان بعد أن دمّرت بشكل ممنهج قدرات الجيش، وفي مقدمتها الدفاع الجوي، واستهدفت بالتفجيرات القيادات العسكرية والأمنية والمواطنين في المعسكرات والطرق والميادين العامة والمساجد والمدارس.
ولفت العيدروس إلى أن الشعب اليمني يعيش اليوم رغم الحرب الضروس حالة من العزة والكرامة بعد أن تمكّن بفضل الله وحنكة قائد الثورة، السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي، وجهود الرئيس الشهيد صالح الصماد، وموجّهات رئيس المجلس السياسي الأعلى، المشير الركن مهدي المشاط، أن يسطّر أروع ملاحم الصمود أمام أعتى عدوان في التاريخ الحديث.
ونوّه بالتحولات النوعية لقدرات الجيش والأمن التي تحققت للشعب اليمني بفضل موجّهات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وجهود القوى الوطنية الحرة، التي أسهمت في إحداث نقلات نوعية في تطوير، وبناء قوات الجيش والأمن، وتحقيق أهم أهداف الثورة اليمنية.
وبيّن أن العروض العسكرية والأمنية (وعد الآخرة ولهم الأمن) وغيرها من عروض المناطق العسكرية، جسّدت للجميع في الداخل والخارج أن اليمن بات يمتلك جيشاً نوعياً ولاؤه للوطن، ومشبعاً بالهوية الإيمانية، قادرا على حماية الوطن، ولا يشكل أي تهديد لأحد سوى من تجرأ على الاعتداء على الشعب اليمني، ومقدراته، ومكتسباته الوطنية.
وجدد العيدروس التأكيد على تأييد ومساندة المجلس لخطوات القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى والجيش والأمن واللجان الشعبية، التي تتخذ لمواجهة العدوان كل الخيارات المتعلقة بشأن الهدنة الأممية المعلنة بما يخدم المصلحة الوطنية العليا ويلبّي طموحات الشعب اليمني.
وحثّ دول تحالف العدوان على استغلال دعوات السلام، التي أطلقتها مراراً القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى وعدم المضي في غيها ومماطلاته بشأن تنفيذ الهدنة والعمل وفق مبدأ تحقيق السلام الشامل والعادل لليمن والمنطقة.
ودعا رئيس مجلس الشورى الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص لليمن إلى ضرورة إلزام التحالف بتنفيذ بنود الهدنة المعلنة، والاستفادة من الفترة الزمنية المتبقية، وعدم المماطلة في تنفيذ ما يتعلق بالجوانب الإنسانية وصرف مرتبات موظفي الدولة وفتح المطارات والموانئ والطرق.. مطالباً من تبقى من المغرر بهم الاستفادة من قرار العفو العام والعودة إلى الصف الوطني.
فيما استعرض عضوا مجلس الشورى، نايف حيدان والدكتور عبد الرحمن المختار، ما كان عليه الحال قبل ثورة الـ21 من سبتمبر من سلبيات دفعت الشعب اليمني بكل أطيافه إلى الخروج لقول كلمة الفصل، ورفض أشكال الوصاية والارتهان والتدخلات الخارجية في شؤون اليمن.
وأشارا إلى المنجزات التي حققتها ثورة 21 سبتمبر للشعب اليمني، وفي مقدمتها تطوير قدرات القوات المسلحة والأمن والقوة والصاروخية والطيران المسيّر والملاحم البطولية التي سطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف الجبهات.
وفي الفعالية، التي حضرها عدد من أعضاء مجالس النواب والوزراء والشورى ومسؤول الملف الفلسطيني في المكتب التنفيذي لأنصار الله حسن الحمران، أكد عضو المكتب السياسي لأنصار الله، علي القحوم، أن ثورة 21 سبتمبر ثورة شعبية تحرّك فيها أبناء اليمن بكل عنفوان، ومثلت علامة فارقة في تاريخ الشعب اليمني.
وأفاد بأنها ثورة نقية، طموحاتها شعبية، وتحركاتها وأهدافها وطنية، تحرك الشعب اليمني فيها بكل أطيافه لإيجاد دولة لكافة أبناء اليمن.. لافتاً إلى أن النظام السعودي كان وما يزال يكنّ العداء للشعب اليمني، ولديه عُقدة من أن تكون هناك دولة يمنية مستقلة وقوية.
وأشار القحوم إلى أن الموقع الجغرافي المتميّز لليمن، والثروات التي يمتلكها، مثلت أحد أهم عوامل جعل اليمن محط أطماع الدول الاستعمارية.. مستعرضاً مراحل الحراك الشعبي في كل المحافظات، وما رافقه من عناصر قوة لإنجاح الثورة، تمثلت في مواكبة القيادة الثورية للتحركات الشعبية حتى انتصرت إرادة الشعب في 21 سبتمبر 2014م.
وقال: “إن الاحتفال بهذا اليوم المجيد احتفال بثورة شعبية خالصة ليست فيها خصوصية لأنصار الله، أو لأي حزب من الأحزاب اليمنية، والأفضل في هذه الثورة إن كل المكونات السياسية وأنصار الله وكافة أبناء الشعب اليمني بمختلف الانتماءات السياسية والاجتماعية تحرّكوا بثبات وصدق لإيجاد حالة من التغيير إلى الأفضل”.
ولفت عضو المكتب السياسي لأنصار الله إلى ما يشهده الشعب اليمني اليوم من إنجازات في القدرات العسكرية والأمنية، وحفظ المؤسسات، وحرص القيادة على البناء والتطوير على كافة المستويات والمسارات.
وقُدمت في ختام الفعالية الاحتفالية قصيدة لعضو مجلس الشورى، هادي الرزامي، جسّدت أهداف ومبادئ وإنجازات الثورة السبتمبرية، وعرض فيلم وثائقي حول الوضع القائم قبل وبعد ثورة 21 سبتمبر، وما كان يعيشه الوطن قبل الثورة من تدخلات السفارة الأمريكية، وما آل إليه الوضع اليوم في ظل الثورة من تحولات نوعية.
حضر الفعالية أمين عام مجلس الشورى، علي يحيى عبد المغني، ووكيل وزارة التربية والتعليم، إبراهيم شرف، ومدير عام مطار صنعاء الدولي، خالد الشايف، وممثل الجبهة الديمقراطية الشعبية لفلسطين، خالد خليفة، وشخصيات سياسية واجتماعية.
تصوير/فؤاد الحرازي

 

قد يعجبك ايضا