«لهم الأمن» تمتين للجبهة الداخلية وتكريس لمعادلة الأمن والاستقرار المجتمعي

العرض العسكري الأكبر لوزارة الداخلية.. وأضحى لليمن أمنه القوي والحصين

استعراض للقوة الناهضة من بين ركام الحرب وعرض لإنجازات المعركة الأمنية

حصاد لانتصارات ثمانية أعوام لثورة 21 سبتمبر في المعركة الأمنية

مراكمة لفشل تحالف العدوان في حربه الأمنية والعسكرية على اليمن

نشوء معادلة أمنية مشتركة مع شعوب الجوار والمنطقة تزيح أثقال الوصاية الأمريكية

الثورة /صنعاء
لم يكن الاستعراض العسكري المهيب والأكبر لقوات وزارة الداخلية- الذي نظمته يوم أمس الأول في ميدان السعبين بالعاصمة صنعاء- مجرد استعراض للقوة التي نهضت من بين ركام حرب تحالف العدوان الأمريكي السعودي على اليمن ، بل وعرض للإنجاز في المعركة الأمنية ذاتها التي خاضتها اليمن مع تحالف العدوان العشريني لثمانية أعوام.
وجاء العرض الذي بلغ أكثر من 20 ألف عنصر أمني محملا بالرسائل والدلالات لنواحٍ عديدة ، أهمها الكشف عن قدرات أمنية بشرية كبيرة ، وإرادة أمنية صلبة ووطنية وحدت العمل الأمني وطورت في بناء هياكله المتينة ، علاوة على أن العرض جاء ليستعرض إنجازات كبيرة حصنت الجبهة الداخلية للشعب اليمني ، التي تعرضت لحرب ممنهجة سخر لها تحالف العدوان إمكانيات كبيرة وفشل فيها.
علاوة على أن الاستعراض الذي أقيم تحت شعار “لهم الأمن” بمناسبة الذكرى الثامنة لثورة الحادي والعشرين من سبتمبر ، يعد حصاداً لإنجاز ثمانية أعوام من عمر الثورة في معركة الأمن والاستقرار التي ضربت به الثورة الشعبية قطيعة نهائية مع الفوضى والانفلات الأمني وحرب التفجيرات والاغتيالات والتقطعات ووفرت الأمن للجميع وعلى الجميع.
وخلافا لما سعى تحالف العدوان لتحقيقه في حربه العدوانية التي ركز فيها على استهداف مقرات وزارة الداخلية ومواقعها ومراكزها الأمنية والشرطية ، فقد عبر العرض العسكري المهيب عن تنامٍ لهذه القوة الأمنية وتطور واقتدار على خلاف ما أراده التحالف الأمريكي السعودي ، وبما يعكس فشله في الحرب على اليمن بشكل عام.
وفي الاستعراض العسكري ألقى قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي كلمة هامة أكد فيها استعداد اليمن للتعاون الأمني مع شعوب الجوار، وقال «نؤكد أن أمن اليمن هو لصالح كل الشعوب المجاورة العربية والإسلامية واليمن حاضر للإسهام في التعاون الأمني لصالح الأمة والتنسيق الأمني لما فيه حماية شعوبها» ، وهي دعوة تتكىء على معادلة أمنية راسخة كرستها اليمن في المعركة الأمنية الشاملة.

وأضحى لليمن أمنه القوي وجبهته الحصينة
على رغم تركيز تحالف العدوان الأمريكي السعودي منذ بدء حربه على اليمن على استهداف الجبهة الداخلية للشعب اليمني ، ورغم الأوضاع الأمنية المختلة والمنفلتة التي كانت تعيشها اليمن قبل ثورة 21 سبتمبر 2014 م ، ظلت العاصمة صنعاء وكل المحافظات الحرة في ظل وضع أمني مستقر لم تشهده اليمن من عقود طويلة.
كان تحالف العدوان يسعى إلى إغراق اليمن في الانفلات والفوضى وإدامة حالة انعدام الأمن التي ظلت تعيشها صنعاء ومحافظات اليمن لعقود قبل ثورة 21 سبتمبر 2014م، وفشل في ذلك ، وثمانية أعوام من اليقظة والجاهزية الأمنية والعمل الأمني نتج عنه إفشال لأكثر من مائتي ألف جريمة أفشلها الأمن تضمنت مخططات للتفجيرات والاغتيالات.
اليمن وعاصمتها صنعاء وبقية المحافظات الحرة منذ 21 سبتمبر 2014، باتت آمنة مطمئنة؛ بفعل توفر الإرادة السياسية والقرارات القوية والمتابعة المسؤولة، وبفضل تلاحم الجبهة الداخلية ، ومنذ ذلك التاريخ، قطيعة مع الانفلات وغياب القانون وشريعة الغاب.
لقد فرضت الأجهزة الأمنية ، خلال سنوات الحرب الثمان، نهاية للوصايات الخارجية والأمن بالتراضي والاستثمار في إرهاب «القاعدة»، بعدما شكّل التنظيم ــــ منذ عودة «الأفغان العرب» إلى بلدانهم (أكثريتهم من اليمن) بداية الألفية الثالثة ــــ أبرز ورقة للتوظيف السياسي والمالي، في إطار تقاطع المصالح مع الغرب. ولم يعد مستغرباً، والحال هذه، اختفاء قيادات «القاعدة» وعناصره، وذوبان البيئة الحاضنة لهم في كافة المحافظات الحرة ، فيما بقي الاستثمار فيهم محصوراً في المحافظات الجنوبية، وبعض مديريات تعز.
هي معركة أمنية دارت في موازاة الحرب العسكرية، وفيها تمكنت وزارة الداخلية من تحقيق إنجازات لا تقلّ أهمية عن الإنجازات العسكرية بل هي مكمّلة لها، لا سيما أن «تحالف العدوان تعمد من عملياته العسكرية، تحريك الخلايا النائمة وضرب بنية وزارة الداخلية والقوى الأمنية”.
أكثر من صفعة وجهتها القوى الأمنية لتحالف العدوان الأمريكي السعودي من خلال ضرب مخططات إجرامية والقضاء على خلايا وكشف مخططات سعى العدو إلى زعزعة الأمن والاستقرار ونشر الانفلات الأمني ، علاوة على أنها قضت على خلايا القاعدة وداعش واستطاعت تطهير البيئة الوطنية من أي تواجد لها.
وما تكرسه الإنجازات والاستعراض الأمني «لهم الأمن» أن الأمن اليوم بفضل الله وفضل القيادة والجهود بات حصينا وأن الشعب اليمني بات محميا بسياج أمني حصين ، ينعكس ذلك في حالة الطمانينة والاستقرار التي تعيشها كل المحافظات الحرة والتي تنعم بها دون سواها منذ بدأت الحرب العدوانية.

قوة أمنية تنهض من بين ركام الحرب
في كلمته التي ألقاها في العرض الأمني، أشار قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي إلى أن هذا الاستعراض يأتي بعد حرب طويلة شنها العدوان الأمريكي السعودي وركز فيها على تدمير قدرات وبنية وزارة الداخلية وقواها الأمنية ، لكن الوزارة وقوتها الأمنية نهضت وتطورت وعززت قدراتها وتفوقها بشكل كبير توجته بهذا الاستعراض المهيب والأكبر من نوعه.
لم تتراجع القوى الأمنية في فترة الحرب التي يشنها العدوان الأمريكي السعودي منذ ثمانية أعوام في المعركة الأمنية ، بل وعلاوة على إنجازاتها أسهمت كذلك في المعركة العسكرية من خلال مشاركة قوات أمنية في جبهات القتال ، فقد تمكّنت هذه القوة الأمنية من تطوير مهاراتها وتعزيز قدراتها في ضبط الجريمة والتصدي للمخططات العدوانية وحرب الاستهداف للشعب اليمني، بعمل أمني فاعل وقوي ومتطور في الرصد والمراقبة وسرعة الضبط ، وهو ما كانت تفتقده اليمن في السنوات الماضية.
العرض العسكري المهيب لقوات وزارة الداخلية في العاصمة صنعاء كان هو الأكبر يمنيا والأول كذلك ، إذ شارك فيه 20 ألف عنصر أمن من الأمن العام والأمن المركزي وخفر السواحل وشرطة المرور وحراسة المنشآت والدفاع المدني وقوات النجدة ، و1000 مدرعة وآلية ، لتؤكد وزارة الداخلية من خلاله جهوزيتها ويقظتها وتطورها ونهوضها من بين الركام.
وإلى جانب ضخامة العدد المُشارك في الاستعراض الأمني انطوى العرض على دلالات متعدّدة، في مجملها تلخيص لإنجازات ثورة 21 سبتمبر التي تنامت قدراتها وتتفوق كذلك ، وتكرس معادلة الأمن والاستقرار في وقت تعيش فيه المناطق الخاضعة للعدوان ومرتزقته انفلاتا أمنيا غير مسبوق وفوضى واحتراباً دامياً وعنيفاً.

فشل تحالف العدوان
بالقدر الذي يكرس العرض الأمني “لهم الأمن” فشل تحالف العدوان في تدمير المنظومة الأمنية ، فإن الاستقرار الأمني في العاصمة صنعاء والمحافظات الحرة يعد فضيحة لتحالف العدوان الأمريكي السعودي الذي لم يجلب سوى الخراب والفوضى والانفلات الأمني والاغتيالات اليومية والتفجيرات والسطو على الممتلكات العامة والخاصة وتصارع المليشيات في المحافظات المحتلة .
وعلى رغم كثافة الحملات الدعائية والنفسية التي شنها تحالف العدوان عبر وسائل الإعلام والتواصل الاجتماعي أو من خلال مرتزقتها، من أجل تشويه سمعة القوى الأمنية وتضخيم بعض القضايا الجنائية والاجتماعية التي تحصل عادة في كل الدول، ومحاولته استثمارها بوضعها في سياق الاستهداف الممنهج الرامي إلى إضعاف المنظومة الأمنية والتشكيك فيها ، إلا أنه في أغلب الأحيان لم يكد يبدأ حملة التهييج حتى تعلن القوى الأمنية ضبط الجريمة وإنجازها في وقت قياسي.
حصاد لانتصارات ثمانية أعوام لثورة 21 سبتمبر في المعركة الأمنية
منذ ثورة 21 سبتمبر 2014 والتي تحل ذكراها الثامنة اليوم، حققت القوات الأمنية إنجازات كبيرة وحاسمة في العمل الأمني انتجت استقرار وأمانا واطمئنانا غير مسبوق ، فقد عملت وزارة الداخلية على ضبط الجريمة بصورة قياسية وعززت من حماية الشعب من الاستهداف المعادي ، وعملت بشكل متواصل على مواجهة الحرب الناعمة التي تستهدف أمن الشعب واستقراره ، وقد حققت بفعل ذلك نجاحات وتطوراً ملحوظاً، وخصوصاً على مستوى آليات التحقيق والحصول على المعلومة.
قبل ثورة 21 سبتمبر كانت الاغتيالات والتفجيرات أحداثاً يومية تشهدها اليمن ، لكنها اليوم بفضل الله ولت إلى غير رجعة ، فقد باتت العناصر الإجرامية وحيدة ومنكشفة لغياب الحاضنة التي كانت تمثل سابقاً عاملاً من عوامل انتشار الجريمة عبر مراكز القوى الحزبية والاختراقات الخارجية للجهاز الأمني، فعندما سقطت مراكز القوى الإجرامية التي تتآمر اليوم مع المحتلين ضد البلد، شعر المواطن بالأمن والأمان، وعمل مساعداً للأمن بل رجل أمن.
قامت ثورة 21 سبتمبر بإعادة تأهيل القوى الأمنية على أسس ومبادئ دينية ووطنية وأخلاقية، بحيث يمثل رجل الأمن عنصراً يحمل كل المؤهلات والمقومات لتنفيذ هذه المهمة الجهادية، إضافة إلى التأهيل المستمر والتدريب المكثف على مواجهة الوسائل والأساليب الحديثة التي ينتهجها العدو لخلخلة الأمن وتفكيك المجتمع.
أنجزت ثورة 21 سبتمبر إنجازات في ضبط الجريمة والتصدي لجرائم الاغتيالات والتفجيرات ، وتمكنت من القضاء على الاغتيالات والتفجيرات الإجرامية ، التي كانت تضرب المساجد والأسواق والتجمعات والسيارات والشوارع واستهداف الخدمات والمعسكرات وحتى استهداف القوى الأمنية نفسها التي جعلت رجل الأمن وجندي الجيش يرتدي زيا مدنيا خوفا من استهدافه.
استطاعت ثورة 21 سبتمبر تسجيل إنجازات غير مسبوقة في مجال الضبط لجرائم القتل بعدما كان الإفلات سابقا هو السائد ، والحال كذلك في مجال ضبط السرقة بكل أنواعها، فقد حققت القوى الأمنية نجاحات غير مسبوقة وأعادت الحقوق إلى أصحابها وسجلت إنجازات لا مثيل لها في هذا الموضوع.
وخلال ثمانية أعوام من العدوان والحصار، حافظت وزارة الداخلية على الأمن والاستقرار في جميع المحافظات الحرة ، وأفشلت جرائم العدو وأدواته الإرهابية من داعش والقاعدة، التي حاولت استهداف الأسواق والمدارس والمستشفيات والأماكن العامة والطرقات والمؤسسات الخدمية ومراكز الشرطة بالمفخخات والعبوات الناسفة.
بلغ مجمل الإنجازات الأمنية منذ بداية العدوان، 200 ألف و353 إنجازا أمنيا بحمد الله وتوفيقه ، منها كشف وإحباط 347 مخططا تخريبيا إرهابيا كان العدوان قد حرك عملاءه وخلاياه الإجرامية لتنفيذها في جميع المحافظات الحرة ، ومنذ بداية العدوان تم تفكيك 2700 عبوة ناسفة كانت قد زرعتها العناصر الإجرامية التابعة للعدوان لاستهداف أمن الوطن واستهداف حياة المواطنين ، ومنذ بداية العدوان تم ضبط 148 ألفاً و770 جريمة جنائية مختلفة، وبنسبة ضبط بلغت 94% ، وقائمة الإنجازات تطول.

معادلة أمنية مشتركة مع شعوب الجوار
في كلمته بالعرض الأمني لوزارة الداخلية، أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن أمن اليمن هو لصالح شعوب المنطقة ، وقال نؤكد أن أمن اليمن هو لصالح كل الشعوب المجاورة العربية والإسلامية واليمن حاضر للإسهام في التعاون الأمني لصالح الأمة والتنسيق الأمني لما فيه حماية شعوبها.
وهي المرة الأولى التي يضع فيها قائد الثورة معادلة المعركة الأمنية في سياق إقليمي ، وهي إشارة إلى ما باتت اليمن تمتلكه من تطور في العمل الأمني ، وإلى أن استراتيجية وضعها رجل الأمن الأول هو الشهيد طه حسن المداني، تتطور وتتراكم إنجازاتها حتى باتت اليوم معادلة تصلح للإقليم.
أما مجالات التعاون الأمني بين اليمن وشعوب الجوار والمنطقة فهي كثيرة ومتعددة ، لكن الأهم أن العرض العسكري “لهم الأمن” يكرس هذه المعادلة ويضع قواعدها.

قد يعجبك ايضا