خلال الحرب العدوانية على اليمن قاتلت القاعدة وداعش في صفوف العدوان

أمريكا تعيد تحريك العناصر التكفيرية في المحافظات المحتلة

 

 

أسوشيتد برس”: تنظيم القاعدة هو حليف أساسي لأمريكا التي تقود الحرب على اليمن
تعاطي وسائل إعلام العدوان فضح دعمه ورعايته لتحركات القاعدة وداعش في المحافظة المحتلة
خبراء الأمم المتحدة أكدوا أن المر تزقة عبارة عن مقاتلين من العناصر الإرهابية
في المحافظات الجنوبية تعود داعش للقتال مع الإصلاح ومقاطع صوتية لقيادات في تنظيمي “داعش” والقاعدة أكدت ذلك
40 % من الــــــذخيرة التي قدمها العدوان للمرتزقــــة حصل عليها تنظيم «القاعدة»، بموجب اتفاق مـــــع حزب الإصلاح في 2020م
بعد خسارة البيضاء عملت كل من أمريكا وبريطانيا على جمع القاعدة وداعش للقتال إلى جانب الإصلاح في جبهات مارب

بمعزلٍ عن طبيعةِ وتاريخ بدايات ظهور الجماعات التكفيرية في اليمن، نُطل في هذه المادة من زاوية لا لتأكيد المؤكد فقط، إنما لنبني على قاعدة المعرفة المسبقة بهُوية الأب الفعلي لداعش والقاعدة، ونُقدم لكم الشواهد الدامغة، التي منها ما جاء على ألسنة إعلام الأب أو أبنائه غير الشرعيين، كما نسرد لكم الأحداث في سياق ذهني وزمني، يكشف ويؤكد الدور الذي اضطلعت به الجماعات التكفيرية في العدوان على اليمن، ضمن اللعب الأمريكي بالأوراق وإحراقها، وإبراز الأوراق الأخرى، وهكذا…
تقرير/ عبدالجليل الموشكي

جنباً إلى جنب!
في سياق اهتمامها بتغطية مسرحية سيطرة التنظيم على المكلا، كشفت شبكة “بلومبيرج” الأمريكية في يوليو 2015م، أن تنظيم القاعدة حصل على فرصة الحكم تحت غطاء الحرب في اليمن، ناقلةً عن الباحثة في معهد “إنتربرايز” في واشنطن “كاثرين زيمرمان” “أن “القاعدة” اليوم أقوى بكثير على الأرض، وأن قوات التحالف خاصة السعودية مستعدة بالمخاطرة بتقوية التنظيم في إطار الحملة العسكرية لها في اليمن”.
أما صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية فقد أشارت في أغسطس 2015م، إلى صعود نجم تنظيم القاعدة في اليمن مستفيداً من فراغ السلطة في الجنوب بعد انسحاب من وصفتهم بـ “الحوثيين”، في الحين الذي كانت صحيفة “ذي ناشيونال انترست” الأمريكية أيضاً قبلها ذكرت أن السعودية تعهدت بمساعدات مالية تقدر بـ 274 مليون دولار لليمن، لتمويل الجماعات الإرهابية على الأرض.
“ذي ناشيونال انترست” تساءلت أيضاً عن عدم مهاجمة السعودية لـ ” حضرموت” التي يتحكم فيها تنظيم القاعدة الإرهابي، معللةً ذلك باستخدام السعودية للقاعدة هناك كانطلاقة للعمليات والتخطيط لشن الهجمات، مضيفةً أن ما حدث من اقتحام لعدن ومشاركة للتنظيمات الإرهابية يشبه إلى حد مخيف ما حدث في سوريا.
فيما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” الأمريكية، في شهور العدوان الأولى، تقريراً بعنوان “القاعدة وداعش يقاتلان جنبا إلى جنب في صفوف السعودية بمحافظة عدن”، وفي ذات السياق وثقت وسائل إعلام دولية الأمر، وربما شاهد الجميع نهاية 2015م أعلام القاعدة وشعاراته ترفرف داخل مواقع ما يدعى بـ “الجيش الوطني”.
“تعز بين المطرقة والسندان”، وثائقي أنتجته قناة BBC البريطانية وبثته في فبراير 2016م، أكّدت فيه وجود قوات من الإمارات والسودان ومسلحين تابعين لتنظيم القاعدة يقاتلون جميعاً جنباً إلى جنب ضد الجيش واللجان الشعبية، وأظهرت بالصور الحية امتلاك تلك العناصر لأسلحة ومعدات أمريكية، ومن يتجرأ على الدخول للصفوف الأمامية للتكفيريين غير هذه القناة.
صحفية “ليبراسيون” الفرنسية هي الأخرى كشفت في تقرير لها، العلاقة التي تجمع قادة عسكريين تابعين للتحالف السعودي وتنظيم القاعدة، واصفةً المدعو علي محسن الأحمر بأنه “أبو القاعدة”، ونشرت الصحيفة شهادات لعضو فريق خبراء الأمم المتحدة، أكّد فيها أن ما يسمى بـ “الجيش الوطني” هو عبارة عن مقاتلين من العناصر الإرهابية، الأمر الذي أكّدته أيضاً تقارير الأمم المتحدة فيما يتعلق بتعز.
ورويترز أيضاً!
أما وكالة رويترز الدولية فنشرت في أبريل 2016م، تقريراً خاصاً يسلط الضوء على الإمبراطورية المالية التي أقامها تنظيم القاعدة الإرهابي في المكلا عاصمة حضرموت، وأشار التقرير إلى أن تحالف العدوان “ساعد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب على أن يصبح أقوى من أي وقت منذ ظهوره أول مرة منذ ما يقرب من 20 عاما”.
في ذات الشهر، صحيفة “الاندبندنت” البريطانية أكّدت أيضاً أن التدخل البريطاني الأمريكي في اليمن تسبب في أن يصبح لتنظيم القاعدة دولة صغيرة، وبعدها في مايو من نفس العام نشرت الصحافة الغربية تصريحات لدبلوماسيين أمريكيين أكّدوا فيها أن دعم الإدارة الأمريكية للحرب على اليمن شكّل سببا رئيسيا لتوسع القاعدة.
فيما نشرت قناة المسيرة نهاية 2016م مجموعة وثائق، كشفت ضلوع النظام السعودي في دعم وتمويل تنظيم “القاعدة” ونشاطه الإجرامي، منذ ما قبل الحرب على اليمن، كما كشفت تمكين قيادات من تنظيم القاعدة من الوصول إلى مراكز قيادية في الدولة، وهنا عُدنا بكم لما قبل العدوان، لكون السياق الزمني يتسق مع ما جرى الكشف عنه، ولارتباطه العميق وعلاقته بما حدث وما زال يحدث.
من بين الوثائق التي كشفتها قناة المسيرة حينها رسالة من المدعو الشيخ يحيى مقيت أحد مرتزقة تحالف العدوان، موجهة إلى السعودية، تعود للعام 2010م، وتكشف قيام حزب الإصلاح بدعم القيادي في تنظيم القاعدة، المدعو ناجي علي الزايدي، في انتخابات المحافظة ليصبح بعدها محافظاً على مارب، وهكذا.
وفي سياق تمكين العناصر التكفيرية من القرار، جرى تعيين قيادات إرهابية في مناصب رسمية بقرارات صدرت من الرياض عن الفار هادي، رصدتها “الثورة” ونشرتها سابقاً، منها تعيين المدعو نائف صالح القيسي، والمدعو عادل عبده فارع الذبحاني “أبو العباس”، والمدعو خالد علي مبخوت العرادة، والمدعو عبدالوهاب الحميقاني، وحسن غالب الأجدع وغيرهم من التكفيريين.
المدعو “أبوزرعة المحرمي” المعروف بكونه أحد الرؤوس المخططة لتنظيم القاعدة في مارب وشبوة والبيضاء خلال السنوات الأخيرة جرى تعيينه من قبل السعودية ضمن ما يسمى بالمجلس الرئاسي، في خطوة تكشف الحضور الفاعل للعناصر التكفيرية ضمن تشكيلات تحالف العدوان.
جيش وطني
يوليو 2017م، شهد كشف معلومات تفصيلية عن دعم محمد بن سلمان ومحمد بن زايد، لأنشطة القاعدة وداعش عبر بعض الشخصيات البارزة في التنظيمين، ظهر ذلك في وثيقة دبلوماسية مسرّبة من السفارة القطرية في واشنطن.
وخلال عام 2017م، تقدمت مجاميع العناصر التكفيرية صفوف تصعيد تحالف العدوان في البيضاء لتواجدها فيها، ولما تتمتع به من أهمية استراتيجية، وحينها لم تألُ قوى العدوان ومن ورائها أمريكا في تقديم كل أشكال الدعم العسكري والمادي والسياسي للعناصر التكفيرية، ما أدى إلى تمددها، لترزح مناطق واسعة تحت ظلمها وإجرامها، حتى تم تطهيرها من دنسهم، واقتلاعهم من جذروهم.
تنوعت مشاركة التنظيمات الإرهابية مع تحالف العدوان، حيث شاركت العناصر التكفيرية في جبهات منفصلة، وشاركت ضمن ما يسمى بـ “الجيش الوطني”، علاوةً على قيامها بدور مد تحالف العدوان ومرتزقته بالمعلومات العسكرية والإحداثيات وعمليات الرصد المتعددة وتنفيذ استهدافات لبعض الشخصيات، بالإضافة إلى تنفيذ عمليات استهداف للجيش واللجان وإقلاق الأمن والسكينة.
إعلان خالد باطرفي زعيم ما يسمى بتنظيم القاعدة في جزيرة العرب، في نوفمبر 2021م، عن مشاركة التنظيم بالقتال في 11 جبهة إلى جانب تحالف العدوان، وذِكره أن للقاعدة دوراً بارزاً في قتال من وصفهم بـ “الحوثيين” لا ينكره أحد، كان تأكيداً لواقع أفصح عنه زعيم سابق للتنظيم وهو المدعو قاسم الريمي، في أبريل 2017م، حين اعتبر المشاركة في القتال ضد أنصار الله فرصة لتجنيد عناصر جديدة في التنظيم.
بإشراف الضباط الأمريكيين
“مقاتلو القاعدة وداعش يقفون في اليمن في صف التحالف السعودي الأمريكي وبإشراف الضباط الأمريكيين، والتحالف أجرى صفقات مع تنظيم القاعدة وأخرجها للإعلام بكونها انتصاراً، منها ما حدث في المكلا عام 2016م”، ذلك ما خلُصت إليه وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية في تحقيق نشرته في 2018م، وذكرت فيه أن التحالف قام بتأمين طريق الخروج للمقاتلين من القاعدة من المكلا مع أسلحتهم والأموال التي نهبوها وتصل لمائة مليون دولار.
إنه ذات السيناريو الذي حدث في أبين، الذي أكّدته “أسوشيتد برس” في تحقيق لها، وذكرت أن شاحنات القاعدة ظلت لأسبوع تنسحب، دون أن تمسها طائرات تحالف العدوان أو الطائرات الأمريكية بدون طيار، بل حدث ما هو أعظم اذ أبرم تحالف العدوان اتفاقاً مع القاعدة بضم مقاتلي التنظيم إلى الأحزمة الأمنية التي تنشئها الإمارات، مقابل انسحابه من زنجبار.
ولا يختلف عنه ما جرى في شبوة، حيث خرج عناصر التنظيم من شبوة مطلع 2018م على متن شاحنات صغيرة، مقابل تلقي القاعدة مبلغ 100 ألف ريال سعودي ومبالغ مالية سلمت لنحو 200 من عناصرها، وضم حوالي ألف منهم في قوات النخبة التي تشرف عليها الإمارات، التي تباهت بدخولها شبوة لتعطيل قدرة المنظمات الإرهابية، وهذه هي الرواية التي نقلتها “أسوشيتد برس” عن شهود عيان.
إلى ذلك، وكالة “أسوشيتد برس” الإخبارية الأمريكية، كشفت في أغسطس 2018م في تحقيقها أيضاً، أن التحالف أبرم اتفاقيات سرية مع تنظيم القاعدة في اليمن بعلم الولايات المتحدة، وأنه تم الاتفاق على انضمام 250 إرهابياً لما يسمى بالحزام الأمني، كما نقلت الوكالة عن المشاركين الرئيسيين في إبرام هذه الاتفاقيات قولهم “إن الولايات المتحدة كانت على علم بالترتيبات”.
كان ذلك، بينما أظهر تحقيق أجرته صحيفة “الجارديان البريطانية” في ديسمبر 2018م حول الأسلحة المستخدمة في حرب اليمن عدة نماذج للأسلحة المستوردة من بريطانيا وأمريكا ودول أخرى، ينتهي بها المطاف في أيدي المليشيات، ومن ضمنها تلك المرتبطة بتنظيم القاعدة وتنظيم داعش، بحسب “الجارديان”.
نهاية 2018م ذكر محققون أن أسلحة بريطانية وأمريكية وُجدت في أيدي تنظيمات إرهابية تقاتل ضمن ما يسمى تحالف دعم الشرعية، شملت عربات مدرعة ومنصات صواريخ وعبوات ناسفة وبنادق متطورة، وفي2019م، كشفت محطة “سي إن إن” الأمريكية في تحقيق لها عن وصول أسلحة أمريكية زودت بها واشنطن التحالف السعودي الإماراتي في اليمن، إلى مقاتلين مرتبطين بالقاعدة.
في ذات التحقيق لمحطة “سي إن إن” الأمريكية، أظهرت الصور مليشيا أبوالعباس، التي أسسها أحد ممولي القاعدة، أبو العباس، الموجود حاليا على قائمة الإرهاب الأمريكية المزعومة، وهي تقوم بفخر بدوريات في شوارع تعز داخل مدرعات أمريكا.
وفي 2019م ذكرت وكالة” أسوشيتد برس” في تقرير ميداني لها، أن تنظيم القاعدة هو في الواقع حليف أساسي للولايات المتحدة التي تقود الحرب على اليمن، وليس عدواً لها، حيث يجري تزويده بالأسلحة الأمريكية والغربية، وتستخدمه ضمن أدواتها الميدانية في الحرب على اليمن منذ ما يقارب ستة أعوام.
»بداية النهاية«
في أبريل 2019م تمكن أبطال القوات المسلحة من تطهير مديرية ذي ناعم بمحافظة البيضاء، وتحريرها من عناصر داعش والقاعدة ومرتزقة العدوان في عملية عسكرية خاطفة، تكبدّت فيها الأذرع الاستخباراتية الأمريكية خسائر فادحة في الأرواح والعتاد.
بحسب معلومات خاصة حصلت عليها الثورة سابقاً فإن 40 % من الذخيرة التي قدمها تحالف العدوان للمرتزقة، حصل عليها تنظيم القاعدة، بموجب اتفاق مع حزب الإصلاح في يوليو 2020م، مقابل إشعال القتال في جبهات البيضاء، والمشاركة في القتال مع المرتزقة في جبهات مارب.
في أغسطس 2020م، انقضت القوات المسلحة اليمنية على أكبر أوكار العناصر التكفيرية الاستخباراتية التابعة لدول العدوان، على مستوى الجزيرة العربية، وحررت ألف كيلو متر مربع، في مديرية ولد ربيع والقرشية بمحافظة البيضاء والمناطق المجاورة لهما، خلال أسبوع فقط، رغم مساندة قوى العدوان للعناصر الإجرامية بعشرات الغارات، علاوةً على إمدادها لها بالمال والسلاح.
وخلال العملية وقع ما لا يقل عن 250 من العناصر التكفيرية بين أسير وقتيل ومصاب من جنسيات مختلفة، وحصلت القوات المسلحة والأجهزة الأمنية حينها على أدلة تثبت التنسيق بين تلك العناصر وعناصر أخرى في دولة عربية وأجنبية، وفي سياق آخر متصل يتذكر الجميع ظهور المدعو أبو الحسن المصري، الأمير في القاعدة بجزيرة العرب يقود جبهة العدوان بمارب، مصري الجنسية.
النصرُ المبين
في يوليو 2021م لاحت بروق النصر المبين لليمنيين، بتنفيذ القوات المسلحة عملية نوعية خاطفة في 72 ساعة فقط، استعادت خلالها 120 كم مربع من المناطق التي احتلها تحالف العدوان في مديريات الزاهر والصومعة في البيضاء، إضافةً إلى اغتنامها كميات كبيرة من الأسلحة والعتاد، ومصرع وإصابة المئات من العصابات التكفيرية من القاعدة وداعش، المسنودة بغارات تحالف العدوان السعودي الأمريكي، وكانت تلك هي المرحلة الأولى من عملية النصر المبين.
أيام قليلة مرت وبدأت في تاريخ 20 يوليو، فصول الملحمة الثانية من النصر المبين في البيضاء، واستمرت لأيام حررت خلالها القوات المسلحة مديريتي نعمان وناطع بمساحة 380 كم مربع، لقي فيها أكثر من 150 من التكفيرين مصرعهم، وأصيب 200 وأسر العشرات، وبذلك تُوجت بطولات أبطال القوات المسلحة بتحرير مديريات الصومعة والزاهر ونعمان وناطع، في “النصر المبين” “الأولى” و”الثانية”، بمساحة 500 كم مربع.
القوات المسلحة إبّان إعلانها “النصر المبين” أكّدت أنها تضع كل ما بحوزتها من أدلة موثقة أمام الجهات المختلفة، للتأكيد على العلاقة والارتباط بين تحالف العدوان وبين العصابات التكفيرية التي يدّعي محاربتها ويتخذها ومن خلفه الأمريكي ذريعةً لتحركه وعدوانه، وهي خطوة لها ما يسندها من الوثائق والأدلة التي ظهر البعض منها في إيجاز متحدث القوات المسلحة في ذلك التوقيت.
لم تتوقف عجلة التحرير ومطاردة القوات المسلحة للعناصر التكفيرية، حيث استمر “النصر المبين”، ونجحت مرحلته الثالثة في تطهير 1200 كم مربع، وهي مديريتي ماهلية والرحبة في مارب، بعد أن كان تحالف العدوان ومرتزقته يعتبرون البيضاء المدججة بعناصر القاعدة وداعش حصناً منيعاً لها.
خلال “النصر المبين” بمراحلها الثلاث تجلت الحقائق عن الرعاية الأمريكية للعناصر التكفيرية والعناية بها، في مشاهد مصورة لا تكذّبها العين، فمن بين الأسلحة التي غنمها أبطال القوات المسلحة خلال العملية، قاذفات مدفعية بعضها من مخازن الجيش السعودي كما أظهرت الصور، وبالمقابل تجلت الحقائق عن الرعاية والعون الإلهي للمجاهدين، ليسحقوا العناصر التكفيرية في ظرف ساعات.
لم يكن ذلك فحسب، بل اتضحت حقيقة الدور الأمريكي الراعي للعناصر التكفيرية من القاعدة وداعش، وكشفت المشاهد وجود الكثير من الأسلحة والذخائر، عليها ختم” الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية”، التي تدعي العمل في مجالات إنسانية وتنموية، الأمر الذي لا يعد مثار استغراب بالنسبة لليمنيين، وحدث في أكثر من جبهة.
حتى مارب
بعد خسارة البيضاء بأهميتها، عملت كل من أمريكا وبريطانيا على جمع القاعدة وداعش للقتال إلى جانب الإصلاح في جبهات مارب، رغم تنصل الثاني عن القتال مع الأول في البيضاء، والتناحر الذي يحدث بينهما، وذلك لما تمثله معركة مارب من أهمية بالنسبة للأمريكيين والبريطانيين، وما البقية إلا أدوات تنفذ التوجيهات وتتقيد بالأوامر من المرتزق الإصلاحي أو القاعدي حتى السعودي والإماراتي.
في فبراير 2021م، أفصح تنظيم داعش التكفيري، عبر بيان صادر عن ما يسمى بـ”ولاية اليمن -مارب”، عن مشاركته في القتال ضمن صفوف تحالف العدوان ضد القوات المسلحة في جبهة الكسارة في مارب، في الحين الذي لم تكن القوات المسلحة لتغفل هذه الحقيقة وتمتلك ما يثبتها من الوثائق الدامغة.
تتضح الرؤية أكثر بمقاربة ذلك القلق البريطاني الأمريكي، من خلال تصريحات الاثنين، وتصريحات مجلس الأمن الدولي، وبالقدر الذي خسرت فيه أمريكا وقوى الاستكبار ورقة ميدانية مهمة في البيضاء، كانت العناصر التكفيرية تعتبر البيضاء من أهم المناطق التي تؤمن أنشطتها الإجرامية على مستوى الجزيرة العربية.
بيانات التنظيمات الإرهابية المنشورة على مواقعها في الانترنت مثل “صدى الملاحم” و”أنصار الشريعة” تؤكد، أنها تقود الجبهات في عدد من المحافظات ضد الجيش واللجان الشعبية، ونشرت عناوين معارك متعددة لها في عدة مناطق، تبناها تحالف العدوان وأعلنها عمليات يقوم بها، وأطلق عليها عمليات تحرير عدن وتعز والبيضاء وغيرها، وهي كلها تتحرك في إطار خدمة المشروع الأمريكي.
الواقع يتحدث
خلال الحرب العدوانية على اليمن تساقطت الأقنعة وتكشفت الحقائق، ورغم أن تحالف العدوان أنكر علاقته بالعناصر التكفيرية، إلا أن هناك من الشواهد على ذلك، ما أعلن عنه التحالف بنفسه، إضافة إلى شواهد أخرى أثبتتها الأحداث.
إقرار تحالف العدوان أكثر من مرة أن تشكيلات ما تسمى “الشرعية” باتت تسيطر على 80% من الأراضي اليمنية، واعتباره المناطق التي سيطر عليها القاعدة وداعش من ضمن تلك المساحات، وزلة لسان ناطقه العسيري في 2015م، حينما قال إن عناصر القاعدة وداعش ليست من أهداف التحالف، ناهيك عن تبني وسائل إعلام وتلفزيونيات تحالف العدوان عمليات إرهابية نفذتها الفصائل والتنظيمات الإرهابية، وأذاعتها باعتبارها عمليات عسكرية للتحالف.
من الشواهد على ذلك أيضاً، استقبال جرحى عناصر القاعدة وداعش في مستشفيات تابعة للتحالف، وتلقي مقاتلين من التكفيريين العلاج في مستشفيات سعودية كمستشفى الرياض وغيره، ومستشفيات داخل مارب، بحسب وثائق حصلت عليها القوات المسلحة لدى تطهير قيفة.
أضف إلى الشواهد إنشاء التكفيريين معسكرات تدريب، بالقرب من معسكرات التحالف وبعلمه، منها معسكر “الشيخين” بالبريقة في عدن، ومعسكر “جبل تاران” في لودر أبين، ومعسكر “القعيطي” القريب من زنجبار وجعار، ومعسكر في منطقة الكثيري بصحراء حضرموت، ومعسكر الرويك بالجوف، وعدة معسكرات في مارب ولحج ومحافظات أخرى.
هذا ولا تكتفي الولايات المتحدة الأمريكية بتقديم السلاح للعناصر التكفيرية، بل تدخل بطائرات بدون طيار على خط إسناد التكفيريين، تقصف تحركات قوات الجيش واللجان الشعبية، وقد حدث ذلك في أكثر من معركة في البيضاء ومارب.
العمالة والتبعية المطلقة للخارج تجمع فصائل الارتزاق التابعة لتحالف العدوان، ويجمع الإصلاح بتنظيمي القاعدة وداعش، الانحراف والتشدد والغلو بما يخدم العدو الأمريكي والصهيوني، ويمس بمصلحة اليمن وأبنائه، وخلال العدوان انكشفت علاقات الارتباط العقدي والمفاهيم المغلوطة بين ثلاثة كيانات صُنعت لنفس الغرض، والتحالفات القديمة تشهد، وقد ظهر تنظيم القاعدة في مراكز دعوية برعاية الإصلاح، كما قاتل معه في جبهات متعددة وأعلن عن ذلك رسمياً.
ولاياتٌ في اليمن!
عيّن تنظيم داعش في وقت سابق الأسبوع الماضي والٍ لولاية حضرموت، وتداولت وسائل إعلامية أيضاً أنباء عن تعيين أمير للقاعدة لما يسمى ولاية تعز، وهذا يجعلنا نجزم بحسب ما عرضناه من حقائق بأن هذه الولايات باتت تابعة للولايات المتحدة رأساً، تتحكم بها عبر أدواتها الاستخبارية من داعش والقاعدة.
في التاسع من يونيو الماضي نظّم تنظيم القاعدة، في محافظة شبوة، استعراضا عسكريا على متن أطقم عسكرية في شوارع مديريتي عسيلان وبيحان، بالقرب من حقول النفط غربي المحافظة، في سياق اتساع أنشطتها ضمن المخططات الأمريكية للسيطرة على المحافظات النفطية اليمنية، وبالتزامن مع التوترات بين فصائل مرتزقة العدوان، ومنتصف مايو شهدت شبوة تجمعات كبيرة لعناصر القاعدة.
في 22 يونيو اعترفت اللجنة الأمنية التابعة لما يسمى بالمجلس الانتقالي، بسقوط مدينة الضالع بيد تنظيم القاعدة، وفي 25 من أغسطس نظّم ما يسمى بتنظيم القاعدة، استعراضاً في مدينة مارب، الخاضعة لسيطرة الإصلاح، لأول مرة منذ وجوده فيها، الوقت الذي تحدثت مصادر عن قيام السعودية بنشر لواء من تنظيم القاعدة في منفذ الوديعة على الحدود الشرقية لليمن، يدعى لواء المحضار.
مقابل العبث والفوضى الحاصلة في المناطق المحتلة، أحبطت الأجهزة الأمنية في يوليو الماضي مؤامرة خطيرة لخلية تكفيرية في قرية خبزة تابعة لتحالف العدوان، وجرى القبض على العناصر الإجرامية بعد أن استهدفت نقاطا أمنية، وشكّل ذلك ضربة قاصمة لتحالف العدوان ومن ورائه أمريكا، بفشل آخر محاولاته لتفجير الوضع في المناطق التي لفظت عناصر الإجرام والتكفير، وأبت إلا أن تعيش الأمن والاستقرار في حضن الوطن وأجهزته الأمنية، حيث تبرأت من العناصر التكفيرية وأعلنت تأييدها للدولة في تثبيت الأمن والسكينة.
الفوضى العارمة وتبادل الاغتيالات والتفجيرات وحتى الاتهامات بين الأدوات في المناطق المحتلة، كلها تأتي في سياق خدمة المشروع الأمريكي والبريطاني في السيطرة على الهلال النفطي اليمني، واستبدال المرتزقة المحليين بقوات أجنبية وقد حدث ذلك في المهرة، ومن هذا المنطلق تعمل أمريكا على تحريك الجماعات التكفيرية التابعة لها، لتنزل بنفسها تحت يافطة مكافحة الإرهاب التي لم تعد تنطلي على أحد.
العمالة والتبعية المطلقة للخارج تجمع فصائل الارتزاق التابعة لتحالف العدوان، ويجمع الإصلاح بتنظيمي القاعدة وداعش، الانحراف والتشدد والغلو بما يخدم العدو الأمريكي والصهيوني، ويمس بمصلحة اليمن وأبنائه، وخلال العدوان انكشفت علاقات الارتباط العقدي والمفاهيم المغلوطة بين ثلاثة كيانات صُنعت لنفس الغرض، والتحالفات القديمة تشهد، وقد ظهر تنظيم القاعدة في مراكز دعوية برعاية الإصلاح، كما قاتل معه في جبهات متعددة وأعلن عن ذلك رسمياً.

قد يعجبك ايضا