لم يكن قادة تحالف العدوان على اليمن يتصورون في بداية عدوانهم أن اليمنيين سيصمدون أمام جحافل جيوشهم الفتاكة، المسنودة بالمرتزقة المحليين وشذاذ الآفاق الذين استجلبوهم للقتال في صفوف تحالفهم من أصقاع الأرض، فضلاً عن ترسانتهم الحربية الحديثة والمتطورة، فقد كانت المعركة في حسبانهم وتصوراتهم محسومة لصالحهم، وحتى في تقديرات المحللين العسكريين والأبواق التابعين لهم كانت المعركة محسومة مائة في المائة، باختلاف بسيط لدى البعض منهم حول مسألة الوقت الذي ستستغرقه المعركة الحاسمة التي رسموا وخططوا لها قبل صافرة البدء المفاجئة بل والغادرة لعدوانهم البربري الغاشم والظالم على اليمن أرضاً وإنساناً، فمن هؤلاء المحللين والأبواق المتسابقين على جني المال الحرام من فضلات ملوك وأمراء العار والشنار، من ذهب لتقدير حسم المعركة لصالح قوى العدوان في ظرف أسبوعين لا أقل ولا أكثر مؤيّداً ما قاله الناطق العسكري لتحالف العدوان أحمد عسيري، والبقية الباقية منهم ذهبوا في تقديراتهم إلى ما بين أقل أو أكثر من الأسبوعين، لكن كل تلك التقديرات لديهم جميعاً –آنذاك- كانت متقاربة جداً ولا تتجاوز مدة الشهر.
لكن تقديرات قادة تحالف العدوان السعودي الأمريكي وأبواق الارتزاق التابعة له، ذهبت أدراج الرياح، كما أن جيوشهم الفتاكة وجحافل مرتزقتهم، ظلت تراوح مكانها، ولم تجد نفعاً –أيضاً- ترسانتهم العسكرية الحديثة والمتطورة أمام بسالة وصلابة وبأس المجاهدين اليمنيين الأحرار، كل قواهم تلك خارت ووقفت عاجزة عن تحقيق أدنى هدف من أهداف تحالفهم العدواني .
وبالتالي وبعد مرور أكثر من 7 أعوام على العدوان، أستطيع القول وبالفم المليان إن العرض العسكري الكبير والمهيب “وعد الآخرة” الذي أقامته المنطقة العسكرية الخامسة وألوية النصر وقوات البحرية والدفاع البحري وقوات الجوية والدفاع الجوي يوم الخميس الماضي إضافة إلى العروض التي أقامتها قبله الوحدات والألوية والمناطق العسكرية التابعة لجيشنا اليمني ولجانه الشعبية في أمانة العاصمة ومختلف المحافظات اليمنية الحرة خلال الأيام والأسابيع الماضية، بقدر ما أنها أفرحت المستضعفين وأدخلت في قلوبهم البهجة والسرور، بل وأعادت لهم الروح المعنوية والثقة بأن عصر الظلم قد ولَّى وبأن الاستكبار العالمي أصبح قاب قوسين أو أدنى من الانكسار والخضوع لسيف الحق الحيدري البتّار، الذي قيَّضه الله لإقامة العدل ونصرة المستضعفين ضد الظلمة المستكبرين، فإن هذه العروض العسكرية بتلك المشاهد القوية والاستثنائية عدداً وعتاداً وتنظيماً وترتيباً بل وتسليحاً وتصنيعاً، في مقابل ذلك أغاظت أعداء الله وأعداء اليمن واليمنيين وجعلت قادة تحالف العدوان ومن ورائهم من الأمريكان والغرب والصهاينة يعيشون حالة من القلق والإنزعاج الشديد نتيجة هذا التنامي والتطوّر المتسارع للقدرات العسكرية للجيش اليمني واللجان الشعبية ، والذي كانت ساحات وميادين العروض سواءً بمدينة الحديدة أو أمانة العاصمة صنعاء الشموخ وبقية المحافظات الحرة مسرحاً له، ولهذه الميادين والمدن والمحافظات اليمنية الحرّة والشامخة الحق –أيضاً- في أن تزهو معانقة عنان السماء فخراً وسروراً وغبطةً، كون اسمها سيرتبط ذكره تاريخياً مع إقامة أقوى العروض العسكرية اليمنية التي أغاظت أعداء الله وأعداء اليمن، ولتذهب كل تقديرات وحسابات قادة تحالف العدوان السعودي الأمريكي إلى فشل وخيبة تلازمهم في حلّهم وترحالهم، وليذهبوا كذلك وتذهب معهم كل مخططاتهم ومؤامراتهم على اليمن والأمة العربية والإسلامية إلى الجحيم الأبدي، والأيام القادمة ستشهد فصلاً جديداً من فصول النصر المؤزر لأصحاب الأرض والحق اليمنيين الأحرار بإذن الله تعالى على تحالف العدوان السعودي الأمريكي الإماراتي ومرتزقته، وسيكتب التاريخ هذه الفصول السرمدية بأحرفٍ من نور.. والأيام بيننا.