العروض العسكرية قدمت الرد على أهداف دول العدوان من الهدنة

منير الشامي

 

لم تكن العروض العسكرية -التي نفذتها المناطق العسكرية خلال الأسابيع الماضية في عدة ساحات بمناطق تواجدها في عدد من محافظات الجمهورية والتي كان آخرها العرض العسكري المهيب تحت شعار وعد الآخرة- مجرد عروض بلا غاية، وبلا هدف بل كان لها أهداف قوية وغايات حكيمة ومدروسة وفي توقيتها المناسب جدا، وقد حققت أهدافها بنجاح كامل وبمستوى 100 % من جميع الجوانب وتلك الأهداف هي :
الهدف الأول: تمثل الهدف الأول لتلك العروض برد مباشر من قيادتنا الحكيمة على هدف دول تحالف العدوان من الهدنة إلى الذي يسعون خلال فترة الهدنة لتنفيذ مخططهم في المحافظات الجنوبية من خلال دعمهم لمليشياتهم ومرتزقتهم في الانتقالي، ودفعهم للتحرك نحو الانفصال وأوهام دولة الجنوب ومحاولة إعادة فرضها على إخواننا في المحافظات الجنوبية في لحظة اصبحوا فيها يترقبون انتهاء الهدنة وقلوبهم تمتلئ شوقا لرؤية قواتنا المسلحة تنطلق لتحرير المحافظات الجنوبية، فاغلبهم رافضين للانفصال، لأنهم يدركون أن تلك الدولة لا خير فيها وانها إن عادت فلن تعود إلا بالتصفيات الدموية بين الفترة والأخرى وان الاستقرار فيها يستحيل أن يتحقق، فالغازي لن يخرج والعمالة لن تنتهي، وحتى وإن خرج المحتل -وهذا امر بعيد المنال- فلن يتحقق استقرار أبدا في ظل أطماع الغزاة وأهدافهم القذرة تجاه اليمن شمالا وجنوبا، ولذلك فقد كان رد قيادتنا على هدف دول العدوان هذا من خلال العروض العسكرية برسالة واضحة مفادها: لن تمر مخططاتكم في شبر من اليمن وفيه جيش لا يخشى سوى الله سبحانه وتعالى ولا غاية له إلا رضا الله عنه.
الهدف الثاني : ويتمثل بالتأكيد لدول العدوان أن اليمن اليوم وبعد سبع سنوات من عدوانهم اصبح يمتلك جيشا قويا تم بناؤه من الصفر، وأن العروض التي جرت قامت بها وحدات رمزية من خريجي دورات التأهيل العسكري والحربي في مختلف التخصصات الحربية، وإذا كانت هذه الدفع الرمزية يتجاوز أعدادها عشرات الآلاف، فعلى دول العدوان أن تسأل نفسها كم يبلغ عدد الجيش اليمني اليوم، وهذا الأمر هو ما أكده قائد الثورة في خطابه الذي ألقاه بالعرض الأخير بالحديدة.
الهدف الثالث : التأكيد لدول العدوان أن القوات المسلحة اليمنية أصبحت قوة عسكرية ضاربة تمتلك كل القوة البشرية المؤهلة بكفاءة عالية وخبرة عملية تعرفها دول العدوان اكثر من غيرها ومجهزة بكافة الأسلحة العسكرية المتطورة والمصنعة محليا من الطلقة إلى الصاروخ والطائرة المسيرة، ومن مختلف أنواع الأسلحة البرية والبحرية والجوية، وأن هذه الأسلحة ما أنتجت إلا لتستخدم في الدفاع عن الشعب وثرواته، وفي حماية الوطن وسيادته واستقلاله وأنها ستستخدم بالشكل المناسب وفي الوقت المناسب، وتوجه نحو الأهداف المناسبة بحرا وجوا وبرا إن لم تستغل دول العدوان الهدنة وتتخذ منها سبيلا نحو إحلال السلام.
الهدف الرابع : لتدرك دول العدوان أن هذا الجيش جيش يمني ولاؤه لله وللقائد وللشعب، ومهمته حماية الوطن والدفاع عن الشعب والذود عن مقدراته وصون سيادته واستقلاله، وان هذا الجيش يعشق الشهادة ولا يجيد سوى التجارة الرابحة مع الله، ولا يحمل سوى أمنيتين النصر أو الشهادة، وإذ تحرك نحو الساحات فلا يعود منها إلا بواحدة من أمنيتيه، فثقافته قرآنية وهويته إيمانية وحكمته يمانية وغايته تطهير الأقصى وتحرير القدس فتلك قضيته الأولى باعتبارها قضية الأمة المصيرية، ومتى ما منّ الله عليه بالتمكين فسيكون الدرع الحصين لشعوب الأمة المغلوبة على أمرها ضد أعدائهم من الطغاة والمستكبرين.

قد يعجبك ايضا