الاحتفال بالأم يجسد رسالة الأمومة وقدسيتها


عيد الام يعزز العلاقة الاسرية بين الابناء وأمهاتهم

> احتفل العالم بعيد الام تقديرا واحتراما لما تبذله الام على صعيد الاسرة والمجتمع والانسانية وبداية هذا العيد يعود الى عام 1907 ويقال ان فتاة امريكية كانت امها معلمة غرست في قلبها مودة لا تبلى وثقافة لا تنسى. وعندما كبرت تلك الفتاة وكانت ثمرة من ثمرات تلك الام دعت الفتاة جماعة من نساء قومها الى احتفال تكرم فيه امها على ان تتذكر كل فتاة امها وتكرمها. وجمعت ازهار القرنفل شعارا لذلك اليوم فمن كانت في الحفل وامها في الحياة زينت صدرها بزهرة حمراء. ومن غيب الموت امها حملت زهرة بيضاء. وقد حيرت المحتفلات احدى السيدات اذ كانت تزين صدرها بزهرتين من اللونين فلما رأت الحيرة والعجب في وجوه الحاضرات قالت : لقد تزينت بالزهرتين لان امي وان غاب عني جسمها فهي معي بروحها .

تختلف مظاهر الاحتفال بعيد الام من مجتمع لآخر وكل يحتفل بطريقته في تكريم الام فهناك من يهدي امه هدايا وهناك من يقيم احتفالا ولكن تبقى الورود التي تقدم للام في عيدها مظهرا موحدا في جميع من يحتفلون بهذا العيد والغرض من الاحتفال هو اعتراف بفضلها وتقدير لجهودها واخلاصها وتفانيها في الحياة والاحتفال بعيد الام هو احتفال رمزي بقدسية الامومة ويهدف الى تجسيد رسالة الامومة وقدسيتها.
وتشير دراسات علم الاجتماع الى البعد النفسي والمعنوي والروحي عند الامهات اللاتي تقدم العمر بهن وانشغل ابناؤهن عنهن واهمية مراعاته عند الابناء مبينة الدراسة بأن الام هي من اكثر الناس التي تلتمس الاعذار لابنائها والدفاع عنهم عاطفيا لكن هذا بحسب الدراسة لا يعني تعميق حالة الغياب عن الام من قبل الابناء الا اذا كانت ظروف السفر ترغمهم على ذلك .
تعميق العلاقة الاسرية
وتشير امة السلام ربة منزل وام لخمسة ابناء أن عيد الام يأتي لتعميق العلاقة بين الابناء وامهاتهم حيث تشعر الام بدى اهتمام الابناء بها ومدى اهميتها بالنسبة لهم وان هذا العيد يعزز العلاقة الاسرية بين الابناء وامهاتهم وهناك الكثير من الابناء ممن هم منشغلون بأعباء الحياة يأتي هذا العيد ليذكرهم بأمهاتهم .
وترى سعاد عبده 50 عاما ان الاحتفال بهذا اليوم انما هو احتفال وعيد للاسرة كلها حيث يجتمع جميع الابناء حول الام فتشعر الوالدة بالرضا والحب وتملأ نفسها الطمأنينة ونحن المسلمين نحتفل لارضاء امهاتنا وتقديم المحبة والحنان اليهم عرفانا واحتراما لها ولصبرها وعطائها وصحيح انه من الضرورة بر الام وذكرها في جميع الايام ولكن هذا اليوم يضفي جوا رائعا لدى الام التي تشعر بأن الجميع مهتم بها وهو ايضا للابناء ليتذكروا لحظات عمرهم ويحاسبوا انفسهم على اخطائهم ويقبلوا امهاتهم على كل ما بذلت من اجلهم
لا يخلو من الاحزان
نسيبة حمود يأتي عليها عيد الام بالأحزان الدائمة فقد فقدت ابنها الوحيد الذي كان يهنيها ويهديها الاغاني في ذلك اليوم وقالت : عيد الام مناسبة جميلة لكي تشعر الام بالفخر والاعتزاز بانه يحتفل بها وانه قد خصص يوم في السنة لاجلها الا انه لا يخلو من الاحزان التي ترافق الكثير من الامهات في هذا اليوم فيزداد حزن الام التي تكون قد فقدت احد اطفالها او زوجها فتكون فرحتها غير مكتملة وهناك ايضا من النساء اللاتي حرمن من انجاب الاطفال يعانين الكثير من الالم في هذا العيد ولكن الرضا بقدر الله يبعث الطمأنينة في جميع النفوس .
دلائل عظيمة
ام وهيب ترى ان في هذا المناسبة دلائل عظيمة لمدى تقدير الابناء لا مهاتهم وترى ان هذا العيد ليس فقط للامهات بل للمرأة والاسرة ككل فالزوج والاخ والابن يلزم عليهم جميعا تقدير المرأة والام التي انجبتهم وسهرت على راحتهم فالاحتفال بالام يكون ايضا للأخت والعمة والخالة والجدة وكل من ساهمت في التربية والعطاء وهو عيد تعبير يكفي بأن تقول لامك ” شكرا ” وتقبل رأسها وليس بالضرورة اقامة الاحتفالات والاسراف في الشراء وفي الهدايا لان هذا العيد انما هو رمزي لعظمة هذه المرأة
امهات تستحق التكريم
تقول امارات صبر مسئولة العلاقات العامة في مؤسسة الشلل الدماغي بان الامهات جميعا تستحق التكريم والاحتفال فهي العطاء والحنان الذي لا ينضب غير ان هناك العديد من المدراس والمؤسسات تقوم بتكريم بعض الامهات ” المثاليات” تقديرا لجهودهن الكبيرة المبذولة في سبيل الابناء كأمهات مرضى الشلل الدماغي اللاتي كرسن حياتهن كلها لاطفالهن المرضى. وايضاٍ امهات من ماتوا في الحروب والامهات العاملات ايضا ممن يبذلن جهوداٍ مضاعفة لاجل الابناء والاسرة معا. وحقيقة هناك الكثير من الامهات اللاتي عانين ودفعن حياتهن ثمنا لتربية ابنائهن والام عموما هي كالمكينة التي تعمل ليل نهار دون كلل او ملل في سبيل رؤية الابتسامة على شفاة ابنائها وتكريمها في يوم عيدها والاحتفال بها انما هو جزء من رد الجميل لهذه الام التي عانت وربت وانشأت الاجيال .

قد يعجبك ايضا