صغارنا.. صانعو الفرح الكبير

يكتبها اليوم / حمدي دوبلة

 

 

يدحرجون المستديرة الساحرة بأقدامهم، فتتحرك معهم قلوب اليمنيين كافة، يسجلون الأهداف، فتذوب كل الاختلافات وتنصهر الفوارق ويعم الفرح الكبير كل أنحاء البلاد.
-ترك اليمنيون همومهم جانبا ليفسحوا المجال للسعادة والابتهاج في حياتهم المرهقة بصنوف الألم والوجع، وراحوا يتابعون بشغف وعشق نجوم المنتخب الوطني للناشئين، الذين يصولون ويجولون في ملاعب الجزائر ضمن منافسات بطولة كأس العرب لكرة القدم في دورتها الحالية.
-تُقام مساء اليوم الاثنين مباريات المربع الذهبي بمواجهتي اليمن والمغرب منتخب الجزائر صاحب الضيافة مع نظيره السعودي، ستتوجّه أنظار اليمنيين جميعا إلى وهران، وقلوبهم تنبض بالحب والأمل تشجيعا وامتنانا لصغارنا، الذين قهروا كل الظروف والتحديات قبل أن يطيحوا بمنتخبات أكثر تطورا واستقرارا وإمكانيات رافعين اسم اليمن عاليا.
-كرة القدم ليست كما ينظر إليها البعض، على أنها مجرد لعبة تنافسية بين عدد من الأشخاص تجري على مستطيل أخضر، لكنها بحق أصبحت بمثابة الأوبرا والألحان العذبة التي يعزفها البشر جميعاً، وصارت إطارا واسعا لتجسيد الحب والانتماء والولاء الوطني الحقيقي الذي لا يختلف عليه أحد. بل إنها تتجاوز ذلك، لتمثل أخلاقا ورسائل نبيلة، وربما تحقّق من الغايات السياسية والقيم الاجتماعية السامية، ما تعجز عنه السياسة وقنواتها الدبلوماسية وفطاحل الساسة والخبراء.
-رأينا قبل أشهر كيف عمّت الأفراح كل أرجاء اليمن من أقصاه إلى أقصاه، حين تُوّج أبطالنا في منتخب الناشئين بكأس بطولة غرب آسيا لكرة القدم في نسختها الثامنة في السعودية. يومئذ نسي اليمنيون خلافاتهم وأطلقوا العنان لأفراحهم وعاشوا لساعات وأيام على قلب رجل واحد، رغم الخلاف والصراع والتباين في الآراء والمواقف.. واليوم نحن على موعد آخر مع سعادة يرسمها فرسان اليمن الصغار، سنحتفي بهؤلاء المبدعين وسنعبر عن فرحتنا وفخرنا بهم كيفما كانت نتيجة المباراة مع المغرب، فقد أبدعوا وأسعدوا القلوب خلال المواجهات الأربع السابقة، وقد تصدروا بجدارة واستحقاق مجموعتهم وصاروا في نظر الكثير من المحللين الرياضيين من أبرز المرشحين لخطف كأس البطولة.
-كل التوفيق لناشئي اليمن في مباراة الليلة، ولن يُلاموا أبدا إذا لم يحالفهم الحظ.. لكن كل العتب واللوم والرجاء نوجّهه إلى مسؤولي قطاع الشباب والرياضة، هنا وهناك من أجل إعطاء كل الاهتمام والرعاية لهذا المنتخب والحفاظ عليه، وإعداده بصورة علمية ومدروسة وتوفير كل الإمكانيات اللازمة التي تمكنه من تشريف اليمن مستقبلا في كل المحافل الرياضية على المستويين الإقليمي والدولي.

قد يعجبك ايضا