لاعبة المنتخب الوطني للجودو أروى إلياس تؤكِّد: مشاركتي في دورة ألعاب التضامن الإسلامي كسرتْ حالة التوقف.. ونطالب بالاستمرارية

 

الثورة /خالد النواري
عبَّرت لاعبة المنتخب الوطني للجودو أروى إلياس عن سعادتها الكبيرة بالمشاركة مؤخَّرًا في دورة ألعاب التضامن الإسلامي الخامسة في قونيا التُّركية، والتي كسرت حالة التوقف عن المشاركات الخارجية لمدَّةٍ قد تصل إلى سبع سنوات، بعدما كانت آخر مشاركةٍ لها عام 2015م تقريبًا.
وأوضحت أن أبرز الصعوبات التي تواجه اللاعبين اليمنيين تتمثَّل في الفوارق الفنيَّة ومراحل الإعداد قياساً بلاعبي الدول الأخرى، وهو ما ينعكس على النتائج والمستويات خلال المشاركات الخارجية.

إعدادٌ ضعيف
اللاعبة أروى أشارت إلى أن مرحلة الإعداد الداخلي لم تكن بالشكل المطلوب، حيث اقتصرت التحضيرات على إجراء بعض التدريبات على صالة نادي بلقيس لمدَّة أسبوعين وبدون مدرِّب، وبعد ذلك توقفَّت التحضيرات؛ نظراً لانشغال الصالة، فتَّم نقل التدريب إلى نادٍ خاص، تمَّ فيه مزاولة بعض تمارين اللياقة البدنية فقط.
منوِّهةً بأن أبرز المعوِّقات التي رافقت مرحلة الإعداد كانت تتمثَّل في عدم توفر صالةٍ خاصَّةٍ باتحاد رياضة المرأة، فيما صالة اتحاد الجودو مخصَّصةٌ لِلَّاعبين الشباب.. الأمر الذي حال دون خوض التدريبات بصورةٍ مستمرةٍ ومنتظمةٍ، وكانت تضطر للذهاب إلى أنديةٍ خاصَّةٍ لخوض تدريباتها على نفقتها الخاصَّة؛ من أجل الحفاظ على لياقتها البدنية.

التوقُّف ورهبة المنافسة
وقالت لاعبة المنتخب الوطني للجودو: حينما وصلنا إلى قونيه التركية، بدأنا بإجراء التدريبات أنا وزميلتي حنان فَرَج، التي لعبت في وزن تحت 57 كجم، ولكنَّ الوقت لم يكن كافيًا؛ لأننا كنَّا في السابق نخوض أقلَّ معسكرٍ لمدَّة ثلاثة شهور، يشتمل على العديد من الحِصص التدريبية، ومع ذلك فقد حاولنا تحقيق أكبر استفادةٍ من المعسكر القصير الذي سبق المشاركة في الدورة بتركيا، وحقَّقنا بعض الاستفادة من خلال الاحتكاك مع بعض اللاعبات التركيات، إلَّا أننا واجهنا صعوبةً كبيرةً في الدخول لأجواء المنافسة؛ بسبب فترة التوقف الطويلة، والابتعاد عن المشاركة بالبطولات العربية والدولية، حيث كانت آخر مشاركة لنا في البطولات الخارجية لِلُعبة الجودو في عام 2014 أو 2015م؛ وبالتَّالي شعرنا بحالةٍ من الرهبة في الجولات الأولى للمنافسات، نتيجة التوقف عن المشارَكات الخارجية.. فيما لاعبات الدول الأخرى في استمراريةٍ ومشارَكاتٍ متتالية، واحتكاكٍ مستمرٍّ، وتعلُّمٍ متواصلٍ واكتسابٍ للخبرة، ومواكبة تطوُّرات اللُّعبة؛ كونهن يشاركن في البطولة بدون توقُّف، وبواقع بطولةٍ كلِّ شهرين أو ثلاثة شهور، فيما نحن متوقفاتٌ تماماً لسنوات، وهو ما يتطلب منَّا الإعداد لوقتٍ أطول حتى نعود إلى أجواء المنافسات.

مواجهة لاعبات مصنَّفات عالمياً
وأوضحت اللاعبة أروى أنها خلال مشاركتها الأخيرة بالدورة لعبت ضمن الوزن المفتوح؛ كون وزنها 94 كجم، ولم يكن لديها الوقت الكافي لإنزال وزنها تحت 78 كجم، وليست المرَّة الأولى التي تشارك فيها بهذا الوزن والذي تتدرَّج فيه أوزان اللاعبات، ابتداءً من 78 كجم و90 كجم و100 كجم، وصولًا إلى 150كجم وأكبر، وضمَّ هذا الوزن أبرز اللاعبات المصنَّفات وهنَّ: الجزائرية، والتركية، والتونسية، والسنغالية، بجانب لاعبات من السعودية، وقيرغيزستان، وأوغندا، حيث خاضت ثلاث مواجهات، واستهلَّت مشاركتها بمواجهة اللاعبة الجزائرية سونيا أصيلة وخسرت أمامها، ثم لعبت المواجهة الثانية في دور الترضية أمام اللاعبة الأوغندية راشيل بابيري وحقَّقت الفوز عليها خلال زمنٍ قياسيٍّ لم يتعدَّ سبع ثواني.

مواجهةٌ صعبةٌ
مبيِّنةً أن المواجهة الثالثة كانت الأقوى بالنسبة لها، حينما واجهت اللاعبة السنغالية مونيكا ساجنا التي يتجاوز وزنها 160 كجم تقريباً، وبالرّغم من فارق الوزن الكبير معها إلَّا أن النزال استمرَّ لمدَّة دقيقة، ولم ينتهِ اللقاء بالأيبون، كما اعتقد البعض، خاصَّةً بعد انتشار مقطعٍ قصيرٍ لمدة 19 ثانية، والذي لم يُظهِر سوى جزءٍ من مواجهةٍ كاملةٍ اعتمدتُ خلالها على أسلوبٍ دفاعيٍّ، وخسرت بالإنذارات.
وقالت: ظهر في المقطع القصير الذي تمَّ تداوله أن حكم اللقاء طلبت إيقاف اللعب، فيما كانت اللاعبة السنغالية مستمرةً في اللَّعب فكنت أسقط معها بصورةٍ عادية؛ لأني كنت أعلم أن النقطة لن تُحسب لمصلحتها فكنت أنزل بدون أيِّة مقاومة، وقد خسرتُ بثلاثة إنذارات، وهي تُعدُّ طرداً في لعبة الجودو؛ لأني كنت ألعب دفاعاً، ولم ألعب هجوم أغلب الوقت، ولكنِّي لم أخسر بالأيبون الذي يعدُّ نقطةً كاملة.
وبيَّنتْ أن القرعة كانت عاملًا في عدم حصولها على ميداليةٍ في مشاركتها، بعدما وضعتها ضمن مجموعةٍ قويةٍ مع اللاعبات: الجزائرية، والأوغندية والسنغالية.. فيما ضمَّت المجموعة الثانية اللاعبة التونسية مع الأوغندية، والسعودية مع السنغالية، والتركية مع لاعبة من قيرغيزستان، لافتةً إلى أنه لو تمكَّنتْ من تحقيق الفوز في المواجهة الأولى على اللاعبة الجزائرية، ثمَّ في الثانية على اللاعبة الأوغندية لتأهَّلتْ لِلَّعب على الميدالية الذهبية وتضمن بذلك الميدالية الفضية.
وكشفت عن خوضها المواجهة أمام اللَّاعبة السنغالية بدون خوفٍ أو تردُّد، خاصَّةً أنها كانت على علمٍ مسبقٍ أنها ستشارك في الوزن المفتوح، وكانت أوزان أغلب اللاعبات ضمن الفئة نفسها متقاربة، باستثناء اللاعبتين السنغالية، والتركية اللتين كان وزنهما كبيراً، بالإضافة إلى أنها ليست المرَّة الأولى التي تلعب فيها بهذا الوزن، وسبق لها مواجهة اللاعبات بوزنٍ مماثلٍ، حيث واجهت لاعبةً مصريةً في بطولةٍ عربيةٍ أُقيمت في الأردن عام 2014م، كما أنه لا توجد أيُّة مخاطرةٍ في اللَّعب أمام منافسٍ يزداد وزنه، حيث أنها عادةً تتدرَّب مع زميلتها التي تكاد تصل نصف وزنها تقريباً، ويكون التدريب اعتيادياً بدون أيِّ خطورةٍ أو إصاباتٍ في ظلِّ فِهم قواعد اللعبة.

إصرارٌ على خوض التحدِّي
منوِّهةً بأنه لو كانت عملية الإعداد بصورةٍ أفضل وتوفرت المقوِّمات المطلوبة، وفي مقدّمتها صالة تدريبٍ مجهَّزةٍ بأجهزة الحديد، ولياقةٍ بدنيةٍ أعلى، ووقتٍ أطول؛ فإنه كان بإمكانها تقديم أداءٍ أفضل والتغلُّب على اللاعبة السنغالية، وإحراز الميدالية البرونزية، مؤكِّدةً أنها مقتنعةٌ بالأداء الذي قدَّمته في هذا الوزن، الذي شهد مشاركة لاعباتٍ مصنَّفاتٍ يمتلكْن مستوياتٍ قويةً, خاصَّةً أنها أنهت المشاركة بدون التعرُّض لأيَّة إصابةٍ في ظلِّ الفارق الكبير بالوزن والبنية الجسمانية مع اللاعبة السنغالية.
وأشارت إلى أنه طُلب منها الانسحاب أمام اللاعبة السنغالية؛ خشية التعرُّض للإصابة، لكنها رفضت فكرة الانسحاب، وأصرَّت على اللعب؛ كونها تمتلك خبرةً وسبق لها المشاركة في اثنتي عشرة بطولةً عربيةً ودوليةً، وفضَّلت اللَّعب وخوض التجربة، لا سيَّما وأن لديها القدرة على مواجهة لاعباتٍ في الوزن الثقيل والتعامل معهن بصورةٍ مُناسِبة.. فبالرّغم من وزنهن الثقيل إلَّا أن حركتهن تكون بطيئةً، ويفتقدْنَ للسرعة المطلوبة.

استفادةٌ كبيرةٌ
مؤكدةً أنها خرجت باستفادةٍ كبيرةٍ من المشاركة الأخيرة، متمنيةً أن تُتاح لها الفرصة بالمشاركة بصورةٍ منتظمةٍ، وعدم الاقتصار على المشاركة الموسمية مرَّةً واحدةً خلال عام أو عامين، والتي تكون عديمة الفائدة مقارَنةً بالمشارَكات المستمرَّة لِلَّاعبات في بقيَّة الدول.

التوقُّف يُولِّد الإحباط
منوِّهةً بأنه من غير الصحيح التوقُّف عن المشاركات الخارجية؛ لأن ذلك يصيب اللَّاعبة بالإحباط، في الوقت الذي تبذل قُصارَى جهدها في التمارين؛ حبًّا للُّعبة، وبهدف تمثيل بلدها وتقديم كلِّ ما لديها من مستوياتٍ في مختلف البطولات.
شاكرةً اللجنة الأولمبية وأمينها العام محمد الأهجري، على تمكين فتيات الجودو من المشارَكة في دورة ألعاب التضامن الإسلامي، والتي تعدُّ المشارَكة الأولى لهنَّ مع اللجنة الأولمبية، بعدما كانت مشاركتهنَّ في السابق مع اتحاد المرأة.

قد يعجبك ايضا