جيش الشعب وحصن اليمن العظيم

افتتاحــــــــــــــــية الثورة


العرض العسكري «وعد الآخرة» الذي أقامته القوات المسلحة يوم الخميس في مدينة الحديدة ، لم يكن استعراضا للقوة وعرضا للقدرات فحسب ، بل كان تجذيرا لهيبة الدولة اليمنية عبّر عنه العرض العسكري كمظهر من مظاهر الدولة اليمنية القوية وجيشها العظيم ، كلمة قائد الثورة التي أعلن فيها توحيد التشكيلات العسكرية تحت مظلة الجيش خطوة هامة تستكمل إنجازات هذا الجيش المجاهد في الميدان الحربي.
وفيم نشهد احتراباً دموياً بين مليشيات العدوان والمرتزقة التي ظلت تطلق على نفسها «الجيش الوطني»، وهي تقاتل بالأجر اليومي مع الغزاة والمحتلين للبلاد ، نرى في المقابل جيشاً يمنياً فتياً صاعداً يذود عن اليمن ويقاتل عن الشعب اليمني بعقيدة وطنية إيمانية جهادية صلبة راسخة وثابتة كثبات جبال اليمن ورسوخها ، هذا الجيش رهاننا بعد الله وهو عنوان كرامتنا وحصن اليمن العظيم من تعدي المعتدين وبغيهم وانتهاكاتهم.
منذ بداية الحرب التي يشنها تحالف العدوان التحالفي على الشعب اليمني، كان الهدف الأساسي للحرب هو تدمير ما تبقى من جيش لهذا البلد الكريم ، وتقويض الدولة اليمنية وتدمير مؤسساتها ، لقد خاض أبطالنا المجاهدون من منتسبي الجيش الذين حافظوا على موقفهم الوطني ومن المتطوعين واللجان الشعبية معارك عنيفة وشرسة واجترحوا فيها البطولات والمعجزات بتوفيق الله ، وقدموا التضحيات الجسام وكرسوا معادلات حربية وازنة وكبدوا العدو خسائر وهزائم فادحة وهذا بتوفيق الله ، واليوم تكتمل الرؤى والإنجازات وتترسخ ملامح البناء الوطني بإعلان قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، دمج الجيش واللجان الشعبية في جيش يمني وطني يحمل عقيدة إيمانية وثقافة قرآنية.
وفي كلمته الهامة التي ألقاها في العرض العسكري «وعد الآخرة»- وأفرد جزءاً كبيرا منها للحديث عن هذا الجيش المجاهد الذي يكبر كل يوم- اعتبر قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي هذه العروض العسكرية رسالة على الاستمرار في العمل الجاد والدؤوب في بناء قدرات البلد العسكرية والعمل المستمر على بناء وتطوير الجيش اليمني الذي يحمل صدق الانتماء لوطنه ، وهي طمأنة للشعب اليمني بأن هذا الجيش جيش الشعب وحامي حقوقه وكرامته ، وترهيب للأعداء والطامعين والمعتدين والغزاة المتحالفين على بلدنا بأن القادم أعظم وأن اليمن يبني قواه من أرضية صلبة وثابتة.
وأضاف قائد الثورة “إن الجيش اليمني أصبح جيشاً يتجه في مهامه وينهض بمسؤولياته من منطلق انتمائه الصادق والواعي لوطنه وشعبه وهوية شعبه الإيمانية، وما وصل إليه جيشنا في ميادين القتال وفي مختلف الجبهات وفي بناء وتطوير قدراته العسكرية يحقق قدراً كبيراً مهماً من الردع في مواجهة الأعداء والتصدي لهم”.
الجيش اليمني اليوم هو جيش يحمل صدق الانتماء إلى شعبه وبلده ، بعقيدة قتالية إيمانية وطنية ينطلق من الشعور بالمسؤولية الدينية والالتزام الإنساني والوطني معتمدا على الله والتوكل عليه والثقة به ، في مواجهة أعداء البلاد والشعب والطامعين والغزاة والمتآمرين ، وقد أثبت هذا الجيش مصداقيته في الميدان بدماء سالت أودية وأنهارا وأرواحاً قضت نحبها قوافل من الشهداء والتضحيات وبصبر المرابطين في الثغور والجبهات على الصعاب وظروف الحرب ووقائعها على مدى السنوات الثمان منذ بداية العدوان إلى اليوم.
وأردف قائد الثورة السيد عبدالملك قائلاً «هذا الجيش هو جيش لشعبه ووطنه لا يحمل العقد العنصرية ولا المذهبية ولا المناطقية، بل هو جيش يتثقف بثقافة القرآن الكريم ويتربى التربية الإيمانية وينطلق المنطلقات السليمة على ضوء قوله تعالى «إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ»، وعلى ضوء قوله «فَمَنْ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ»، وقوله سبحانه « أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ».
وأشار إلى أن الجيش اليمني يتحرك اليوم بناءً على تلك المنطلقات، ليس جيشاً يُبنى لخدمة المتآمرين والمتكبرين ولا لخيانة الوطن والاعتداء على الشعب، بل هو ينهض بمهامه المقدسة على أساس من الانتماء الصحيح الواعي لهويته الإيمانية التي نال بها الشرف الكبير الشعب اليمني، الذي قال عنه الرسول الكريم « الإيمان يمان والحكمة يمانية».
على هذا الأساس تُبنى القدرات وتتشكل القوة العسكرية في مختلف المناطق العسكرية للدفاع عن كل ربوع الوطن ، وحماية الحدود والبحار والسواحل والجزر والكرامات ، والحديدة والساحل الغربي في صلب الاستراتيجية الدفاعية لهذا الجيش، فهي حارس البحر الأحمر وهي أمانة الشهيد الرئيس صالح الصماد الذي كانت الحديدة معراجه للشهادة في سبيل الله.
سيظل جيشنا دائما وأبدا القلعة الحصينة والصخرة الصلبة التي تنكسر على صلابتها وثباتها حشود الغزاة وجحافلهم المأجورة والعميلة ..وسيظل الجيش اليمني دائماً وأبداً القلعة الحصينة والصخرة الصلبة التي تتكسر على رسوخها وثباتها غزوات المعتدين من الأمريكيين والصهاينة وأدواتهم في المنطقة ، وسيبقى هذا الجيش الباسل مؤسسة وطنية صلبة للشعب وفي حمايته.
جيش اليمن في البر والبحر والسهل والجبل، هو هذا الجيش الذي يدافع عن الشعب وعن الأرض وعن الكرامة في طول البلاد وعرضها ، وليست تلك المليشيات المتناحرة التي تقاتل في صفوف السعودية والإمارات وأسيادهما من أعداء اليمن من الأمريكيين والصهاينة وغيرهم ، جيش اليمن هو حارس عرينها وهو الطوق الذي يتشبث به اليمنيون في ملماتهم ونوازلهم ، جيش عاهد الله والشعب أن يحمي اليمن وأن ينتصر للحق الثابت، لا ينكسر ولا يستسلم ، يقدم التضحيات الجسيمة في سبيل الله ودفاعا عن اليمن وشعبه.
إن الجيش اليمني بكافة تشكيلاته ووحداته بات اليوم أكثر من أي وقت مضى درع الوطن الحصين وصمام أمانه والحامي للشعب من الأعداء البغاة الطامعين ، وهو يد الشعب التي تدافع عن وجوده وعن هويته وعن حقه وعن كرامته ، وسيكبر يوما بعد آخر بإذن الله ، وسيبقى سدا منيعا أمام المعتدين على اليمن ومرتزقتهم الذين يريدون نهب البلاد واحتلالها وانتهاك الكرامة ودوسها..ومن الله النصر وهو يهدي السبيل.

قد يعجبك ايضا