نحو 1400 مسجد ومقام إسلامي تاريخي استهدفها العدوان ومرتزقته خلال سبعة أعوام

العدوان ومرتزقته يدمرون المساجد والآثار الإسلامية ويرممون المقابر اليهودية

 

 

تقرير / ابراهيم الوادعي

اذا كان هناك من إجماع في اليمن في زمن الانقسام والحرب فهو موقف الشعب اليمني الثابت من القضية الفلسطينية وحتى بالنسبة إلى القوى التي لاتزال تتمتع ولو بقدر بسيط من الاستقلال، خطوة كيانات سياسية محسوبة على الإمارات بإعادة ترميم مقبرة اليهود في عدن المحتلة من قبل تحالف العدوان على اليمن فاجأ الأوساط اليمنية، الإعلان أتى بعد أسبوع فقط من هدم مقام إسلامي تاريخي في شبوة جنوب اليمن وعقب سلسلة عمليات هدم طالت مقامات ومساجد إسلامية تاريخية من قبل مليشيات مرتبطة بالتحالف، في تناقض فج ووقح .
يتشارك المجلس الانتقالي الذي يسيطر عمليا على عدن والمتبني لترميم المقبرة اليهودية وما تسمى ألوية العمالقة التي تقف وراء عشرات عمليات الهدم للمقامات الإسلامية آخرها في شبوة – تلقي الدعم من أبوظبي ويدينون بالولاء المطلق لها، عبر عن ذلك قادتها في أكثر من مكان، كما أن مسار تلقي الأسلحة يصل لهذه المكونات من أبوظبي التي تتولى صرف الرواتب والتخطيط للعمليات التي تقوم بها هذه المليشيات والكيانات الموالية لها بالإضافة إلى كيانات أخرى كألوية طارق عفاش في المخا وقوات دفاع شبوة والنخبة الحضرمية وغيرها من المسميات .
ولفهم معطيات الخطوة المستهجنة يمنياً سواء في المناطق الحرة أو المحتلة، يقدِّم المرتزق عيدروس الزبيدي التطبيع مع اليهود وكيان العدو الصهيوني ورقة مقايضة ليحصل على الرضى الأمريكي، وقد احتفى تلفزيون العدو بالخطوة التي قام بها أدوات الإمارات في عدن على وسائل إعلامه، لكنها فرحة يحاول أن يغطي بها قلقا كبيراً يأتيه من الشق المحرر من اليمن حيث قيادة ثورة 21 سبتمبر تعيد القضية الفلسطينية واستعادة القدس إلى صدارة الأجندة في المنطقة وتمثل بتنامي قوتها عنصر رفد لحلف المقاومة والمقاومتين الفلسطينية واللبنانية .
يكن اليمنيون لكيان العدو الصهيوني عداءً متجذراً، وحتى إبّان التشطير حيث استضاف شطرا اليمن آنذاك المقاومة الفلسطينية بعد مغادرتها بيروت في أعقاب اجتياح 82م، وفي ظل الاحتلال فالمليشيات المنضوية تحت راية العدوان الخارجي لا تجرؤ على التصريح بانسياقها أو موافقتها على التطبيع مع العدو الصهيوني كون ذلك الأمر يعني نهايتها عمليا، أما في المناطق الحرة فالأمر مختلف تماما حيث تتلاقى الرغبة الشعبية مع توجهات القيادة في إعلان العداء لكيان العدو الصهيوني ورفض بل مواجهة موجة التطبيع في المنطقة، والأمر يتعدى ذلك إلى الاستعداد لمشاركة المقاومة الفلسطينية في القتال ضد العدو الصهيوني .
خلال احتفالية المولد النبوي أعلن السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي عن امتلاك اليمن للمرة الأولى لقدرات قتالية تمكنّه من ضرب أهداف حساسة داخل كيان العدو الصهيوني نصرة للشعب الفلسطيني، الهب ذلك حماس اليمنيين بشكل منقطع النظير، فلسطين واحدة من القضايا محل الإجماع بين اليمنيين، وبالمناسبة لايزال هناك المئات على قيد الحياة ممن شاركوا في المواجهات ضد العدو الصهيوني مع المنظمات الفلسطينية وخلال اجتياح بيروت ويتفاخرون بذلك .
واقترن هذا الإعلان بفعل على الميدان حيث أظهر الإعلام الحربي صورا لمسيّرة (وعد) أن مداها يتجاوز 2500 كيلومتر وقدس 2 المجنح والذي يمكنه بلوغ فلسطين المحتلة، وتذكر مصادر عسكرية أن مسيّرة وعد اليمنية قد حلقت بالفعل فوق الأراضي الفلسطينية دون إيراد مزيد من التفاصيل.
حتى أغسطس الحالي دمر تحالف العدوان ومرتزقته على الأرض 1400 مسجد ومقبرة ومقام إسلامي تاريخي، إمّا عبر الغارات أو عبر أدوات العدوان التكفيرية، وبرأي الباحث حمود الأهنومي فالأمر يتعدى خطورته التطبيع القائم في المنطقة إلى تزوير الذاكرة الإنسانية وإفقاد الأجيال الارتباط الملموس بالإرث الإسلامي والتاريخ الإسلامي .
فيما يؤكد العلامة فؤاد ناجي على كون خطوة الانتقالي بترميم المقبرة اليهودية محاولة إثبات ولاء جديد للإمارات بتعديه الخطوط الحمراء للشعب اليمني ومبادئه الثابتة تجاه القضية الفلسطينية، ويرى أن الصمود اليمني لو لم يكن لكان اليمن في جوقة التطبيع ولرأينا الطائرات الصهيونية تهبط في مطار صنعاء .
ويستبعد محللون في المقابل أن يحصل «الانتقالي» على الدولة التي يحلم بها بعد تعديه الخطوط الحمراء الثابتة لدى الشعب اليمني من القضية الفلسطينية ورفض التطبيع مع كيان العدو، ويؤكدون أن تحالف العدوان عبر الإمارات يمارس سياسة العصا والجزرة، لتحقيق أهدافهم عبر هذه المكونات الهشة، وليس بينها تحقيق هدف أي من المكونات التابعة لهم بل مزيد من الاستخدام فقط حتى انتهاء الحاجة إليها ورميها كما يفعل بالإصلاح حاليا الذي قدم أكثر مما قدمه الانتقالي وهو الآن يجتث عسكريا من شبوة وحضرموت وبالأمس من أبين وعدن من قبل من استخدموه ويرمى خارج اللعبة السياسية، ولو كان في وارد الإمارات أو السعودية منح « الانتقالي « دولة لفعلوا منذ سقوط عدن وجنوب اليمن في براثن الاحتلال .
ويؤكد هؤلاء أن خطوة الانتقالي التطبيعية الرضوخ للإمارات والتودد إلى “إسرائيل” ستجره إلى موت سياسي وفقدان قاعدة شعبية كانت وما تزال منخدعة به وببعض شعاراته نتيجة حسابات خاطئة وقعت في الماضي إبان حكم نظام الرئيس صالح وما بعد حرب صيف 94م، وبالمناسبة فصالح ظهر مطبعا من تحت الطاولة، والتقى الإسرائيليين في أكثر من مكان وفقا لوثائق كشفت مؤخراً بعد مقتله، لكن خشيته الموقف الشعبي منعته إظهار علاقته بالإسرائيليين علنا.
ويضيف هؤلاء أن اليمن ما بعد ثورة 21 سبتمبر خرج من المعسكر الأمريكي ومحاولة واشنطن إظهار عكس ذلك بإظهار قواتها تتجول في مناطق جنوب اليمن محاولة لتزييف الحقيقة وفي إطار الحرب الإعلامية ضد روسيا والصين بأنه لايزال لها موطئ في اليمن وعلى ضفاف باب المندب وشواطئ البحر الأحمر الغربية وخطوط التجارة في المحيط الهندي، فصنعاء الحرة تعلن بكل وضوح أنها لن تخفض بندقيتها حتى تطهير كل شبر من الأرض اليمنية .

قد يعجبك ايضا