انتصارات رياضية “قدم ومبارزة”

د. جابر يحيى البواب

 

 

مع توجيه بوصلة الاهتمام ومنظار المتابعة صوب كرة القدم وبالتحديد باتجاه الجزائر الشقيقة بلد العزة والكرم وموطن المليون ونصف المليون شهيد، لمتابعة منافسات بطولة العرب تحت 17 سنة، والتي يشارك فيها منتخب السعادة “منتخب الناشئين”، كنت أتابع وباهتمام في الضفة الأخرى وبالتحديد في المملكة الأردنية الهاشمية منتخب المبارزة “أشبال ناشئين” الذي غادر صنعاء في 24 أغسطس للالتحاق بمنافسات بطولة غرب آسيا للمبارزة التي يشارك فيها قرابة الـ(150) لاعبا ولاعبة يمثلون إحدى عشرة دولة هي “فلسطين وسلطنة عُمان والكويت وسوريا واليمن والسعودية والإمارات وقطر والعراق ولبنان إلى جانب الأردن”، المنتخب اليمني للمبارزة يشارك في البطولة بأربعة لاعبين نافسوا في الفئتين الفردي والفرقي، في سلاح الآيبيه، وهم: أحمد ياسين نعمان، أسامة سمير في الناشئين، والحسن السالمي وسعد المدحجي في الأشبال، بقيادة المدرب الكابتن محمد داحش مسعود، المنتخب الوطني للمبارزة يتغلب على نظيره الأردني بنتيجة (22/36) ويخسر من منتخب سلطنة عمان بنتيجة (32/36) ليحتل المركز الثاني ويحصد فضية بطولة غرب آسيا لفرقي الشباب، نتيجة مشرفة بإحدى الألعاب الفردي التي لا تجد لها مساحة في سماء الشهرة والمتابعة الجماهيرية نتيجة للسيطرة التامة لكرة القدم على اهتمام ومتابعة الجمهور الرياضي.
نعود إلى الحدث التاريخي الذي يحققه منتخب السعادة، منتخب الناشئين تحت 17 سنة، والذي سبق له وأن حقق كأس غرب آسيا في العام 2021م، ومن أرض المليون ونصف المليون شهيد، دولة الجزائر “وهران” الشقيقة يعود هذا المنتخب ليبعث في نفوس اليمنيين الأمل والسعادة، ويزيح بعضاً من غمام الحزن والألم المخيم على ربوع اليمن نتيجة الحصار والعدوان، بعد وصوله إلى منافسات الربع نهائي في بطولة كأس العرب للناشئين بمجموع النقاط (5 نقاط) بعد المباراة التي تعادل فيها بهدف مقابل هدف أمام منتخب ليبيا “سجل للمنتخب اليمني اللاعب أنور الطريقي”، والتي تتنافس في البطولة أربع مجموعات، المجموعة الأولى “الجزائر والسودان وفلسطين والإمارات” تأهل المنتخب الجزائري والمنتخب السوداني، والمجموعة الثانية ” تونس، وسلطنة عمان، وليبيا واليمن” تأهل المنتخب اليمني والمنتخب التونسي، والمجموعة الثالثة “المغرب و جزر القمر وموريتانيا والعراق” تأهل المنتخب العراقي والمجموعة الرابعة “مصر والسعودية وسوريا ولبنان” تأهل المنتخب المصري وفي انتظار المتأهلين الأخيرين عن المجموعتين.
يتفق الكثيرون على أن منتخبنا اليمني للناشئين يمتلك لاعبين قادرين على أداء مهارة التهديف بصورة جيدة، سوف يقطع شوطاً كبيراً في تحقيق الفوز في المباراة، لذلك فإنه من المهم جدا أن يدرك الجهاز الفني للمنتخب وخصوصا مدرب المنتخب الوطني الكابتن محمد حسن البعداني العمل والتركيز على تطوير أداء اللاعبين في مهارة تسجيل الأهداف “التهديف” وليس التركيز فقط على تطوير الأداء واللعب بشكل منظم ورائع، لأن المنافسة وحسم نتيجة التأهل والفوز لا يتحققان إلا بكم الأهداف المسجلة، تنتظر منتخبنا الوطني للناشئين يوم غد الخميس مباراة صعبة جدا، تحتاج إلى الكثير من مهارات الأداء الرياضي التنافسي والأكثر استغلالاً لفرص التهديف وعدم إضاعتها، والابتعاد عن الأنانية وحب الذات الذي ظهر به أغلب لاعبي المنتخب خصوصا في المباراة الأخيرة التي جمعت المنتخب اليمني بالمنتخب الليبي، والتي أضاع من خلالها لاعبو المنتخب اليمني الكثير من فرص التهديف نتيجة لفقدان عنصر اللعب الجماعي وتمكن حب الذات منهم والرغبة في التهديف وتسجيل نقطة ذاتية ترفع من رصيد اللاعب وتنقص من رصيد المنتخب”.
التماسك الجماعي داخل الفريق والتفكير في مستقبل المنتخب الوطني “جميع اللاعبين” أهم وأكبر، لأن التماسك الجماعي من أهم عوامل نجاح الفرق الرياضية، حيث تتطلب الألعاب الجماعية تضافر جهود جميع أعضاء الفريق، وهو الوسيلة الرئيسية المستخدمة لإظهار قوة الرابطة الاجتماعية “الولاء للوطن” فيما أعضاء المنتخب، ويعد التحام اللاعبين واتحادهم ضروريا ولكن ليس كافيا بحد ذاته لتحقيق شروط التماسك، بل يتطلب تحديد الأهداف التي تسعى المجموعة أو الفريق لتحقيقها أثناء المنافسة، ومنتخبنا ينتظره تحدٍ صعب، يتمثل في تحقيق السعادة للملايين من اليمنيين الذين يعلقون آمالهم وفرحتهم على فوز المنتخب ولو بأقل النتائج، ولكي يتم ذلك، على الجميع لاعبين وجهازاً فنياً وإدارياً أن يدركوا أهمية الأداء الجماعي والتماسك الجماعي للوصول إلى منصة التتويج، المنتخب السوداني وكما شاهدناه في المباريات السابقة يمتلك الكثير من التماسك الجماعي، القليل من الأداء الجماعي الذي كان واضحا على الفريق السوداني.. وهنا أنصح الجهاز الفني بالسماح للاعبي المنتخب الوطني بمشاهدة مباريات السودان، ومحاولة تحديد نقاط القوة والضعف والتعرف على مستوى أداء المنتخب السوداني قبل انطلاق مواجهة المنتخب الوطني مع نظيره السوداني، كل التوفيق والنجاح والفوز لمنتخبنا الوطني بإذن المولى عز وجل.

قد يعجبك ايضا