أولوية التصدي للعدوان..الرؤية والمسؤولية
افتتاحية الثورة
أعاد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي- حفظه الله- في خطابه بمناسبة ذكرى استشهاد الإمام زيد يوم أمس، بوصلة الأداء والتحرك في أولويات ثلاث ، أولها وأهمها وأكبرها هو التصدي للعدوان ، ثم الحفاظ على الاستقرار الداخلي وتماسك الجبهة الداخلية ، وثالثها تصحيح وضع مؤسسات الدولة.
لم يكن تصويب قائد الثورة لأولويات المرحلة إلا عن تقييم واقعي لديه بالحال القائم في واقعنا الرسمي وفي المجتمع أيضاً وتشتُّت الجهود وانصراف بعضها بعيدا عن هذه الأولويات المصيرية التي يتعلق بها مصيرنا كبلد وكشعب ولأجيال متعاقبة ، والجميع مطالبون اليوم بأن يعيدوا بوصلة أعمالهم ومسؤولياتهم وتحركهم ضمن هذه الأولويات الثلاث وأولها وأهمها التصدي للعدوان ، ومطالبون بالعمل على تعزيز وخدمة كل ما يؤدي إلى تحقيق هذه الغايات والأهداف.
السؤال هو كيف يمكن تعزيز الصمود في مواجهة العدوان وكيف يمكن إعادة بوصلة العمل والتحرك في التصدي له وفي الحفاظ على الجبهة الداخلية وفي تعزيز وضع مؤسسات الدولة ؟ والجواب هو بالعودة إلى مضامين كلمات قائد الثورة -حفظه الله- وهي كثيرة جداً وفيها موجهات شاملة لكل القضايا وبالانسجام مع الأولويات التي وضعها أمس ، وبالتركيز على العمل فيما يخدم المجتمع ويعزز من تماسكه وثباته وصموده وبما يعزز من الوحدة والتماسك الداخلي في مواجهة العدوان ، وبما يقوي مؤسسات الدولة ويعزز من دورها ، ووفق الأولويات الموضوعة وبالممكن والمتاح.
التركة ثقيلة من الأزمات التي أنتجها الحصار والعدوان الوحشي على اليمن، وبالتأكيد لا أحد يستطيع معالجتها وتجاوزها دفعة واحدة خصوصاً مع استمرار العدوان والحصار على اليمن وبصور وأشكال متعددة ، يجب التركيز على ما يصلح ويعزز من الصمود والابتعاد عما يضعفه.
التركة ثقيلة من تراكمات الفساد والاختلالات في مؤسسات الدولة وكبيرة جداً، ومعالجتها لن تكون في عام أو عامين كما يتصور البعض ويتخذ قرارات يتصور أنها معالجات وإصلاحات وهي تصرف الناس عن أولوية مواجهة العدوان وتضعف الأداء في هذه المعركة.
المصير مرهون بكسر العدوان ومرهون بتعزيز الصفوف في مواجهته ، ومرهون بتقوية الأداء في المؤسسات لمواجهته وبما يخدم هذه الأولويات المصيرية التي يجب على الجميع العمل وفقها وعدم الابتعاد عنها ، وأن يضع كل منا كل أعماله وقراراته وتصرفاته ونشاطاته في أي موقع من مواقع المسؤولية أمام هذه الأولويات ، فإذا كانت تعزز من مواجهة العدوان وتتفق مع أولويات المرحلة وتعزز وضع المؤسسات وتحافظ على الجبهة الداخلية فهو المطلوب والواجب ، وإذا كانت على خلاف ذلك فعليه تصويب أعماله وبوصلتها لتتفق مع هذه الرؤية وهذه الأولويات ، حتى لو كان يتصور أو يعتقد أنه يصلح ويصحح ، فمصيرنا جميعا مرهون بالانتصار على العدوان المتحالف من الشرق والغرب ولا بد أن ننجز هذا الانتصار أولاً بالاستعانة بالله.